بعد القبض على أعضاء " أطفال الشوارع"

أسوشيتيد برس: في مصر.. لا مكان للنقد

كتب: محمد البرقوقي

فى: صحافة أجنبية

14:20 10 مايو 2016

الفيديوهات الساخرة تقودك إلى السجن.. كان هذا فحوى التقرير الذي نشرته وكالة "أسوشيتيدبرس" للأنباء والتي علّقت فيه على واقعة قيام أجهزة الأمن بالقبض على بقية أعضاء جماعة " أطفال الشوارع" التي تسخر بفيديوهاتها من النظام السياسي ومؤيديه على شبكة الإنترنت.

 

وذكرت الوكالة في ثنايا تقريرها المنشور على نسختها الإلكترونية اليوم الثلاثاء أنَّ الخطوة تعد الحلقة الأحدث في سيناريو القمع المتصاعد ضد المعارضين في مصر، مما يعكس عدم تسامح الحكومة مع أية انتقادات من جانب المعارضة.

 

ونسب التقرير لـ محمود عثمان، محامي أعضاء " أطفال الشوارع" قوله إن الشرطة ألقت القبض على باقي أعضاء الفريق وهم: "محمد عادل ومحمد جبر ومحمد دسوقي ومحمد يحيى" أمس الاثنين في القاهرة، وأنهم يواجهون على الأرجح تهمًا تتعلق بالتحريض على التظاهر وإهانة مؤسسات الدولة.

 

وكانت الشرطة قد اعتقلت عز الدين خالد، 19 عامًا، العضو الخامس في الجماعة السبت الماضي بتهم مماثلة، في حين لم تلقِ السلطات القبض على العضو الخامس ويٌدعى محمد زين.

 

يذكر أنَّ أطفال شوارع، هي مجموعة من الشباب يصورون مقاطع فيديو غنائية ساخرة من الشوارع وذات صلة بالأوضاع الاجتماعية والسياسية والثقافية، وذاعت شهرتهم في الآونة الأخيرة، وكان آخر مقطع فيديو نشرته المجموعة، يتحدث عن "المواطنين الشرفاء"، ليتم القبض على الشباب.

 

وتتألف "أطفال شوارع" من 6 شباب يجتمعون في أي مكان بمصر، يمسك أحدهم بهاتف محمول يصور "فيديو سيلفي" له مع الستة الآخرين، يغنون ويسخرون من واقع المجتمع، ومن ثم ينشرونه عبر صفحتهم على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، ولاقت الفرقة تجاوبًا كبيرًا معها منذ أشهر عبر منصات التواصل الاجتماعي.

 

ونشرت المجموعة مقطع فيديو حديثًا على صفحتهم الرسمية بموقع "فيسبوك" السبت الماضي بعنوان "السيسي رئيسي جابنا لورا" وحاز الفيديو على نسبة مشاهدة عالية بلغت نصف مليون مشاهدة تقريبًا، واتسم الفيديو بانتقاد السيسي، بشكل ساخر.



وخصصت المجموعة مؤخرًا أيضا فيديو كاملاً للسخرية من تنازل السلطات المصرية عن جزيرتي " تيران وصنافير" الواقعتين عن مدخل خليج العقبة في البحر الأحمر إلى المملكة العربية السعودية، وطريقة تعامل الحكومة مع معارضي هذا القرار المثير للجدل.

 

ولطالما أكدت الحكومة المصرية أنها تكفل حرية التعبير عن الآراء، وليس لديها معتقلون سياسيون، وتكفل للمتهمين كافة الحقوق، لا سيما الطعن على الأحكام، وذلك ردًا علي الانتقادات الحقوقية المحلية والدولية لمصر بعدم احترام حقوق الإنسان وملاحقة الكثير من النشطاء والمعارضين.

 


احتجاز أعضاء " أطفال الشوارع" يأتي في وقت اعتقلت فيه السلطات المصرية الكثيرين غيره، بينهم صحفيون ونشطاء وحقوقيون  تظاهروا ضد حكومة السيسي لأسباب متنوعة من القضايا، بينها حرية التعبير، وما وصفوه بـ"بيع الجزيرتين"؛ حيث نظروا إليه باعتباره تفريطًا في السيادة المصرية".

 

وتوترت الأجواء بين الداخلية والصحفيين مؤخرًا بعد أن أقدمت الأولى على خطوة غير مسبوقة لتقتحم نقابة الصحفيين وتلقي القبض على الصحفيين عمرو بدر رئيس تحرير بوابة يناير ومحمود السقا الصحفي في نفس البوابة، أثناء اعتصامهما بالنقابة.

 

ونفى وزير الداخلية مجدي عبد الغفار ارتكاب أي مخالفات في القضية، مُصرّا على أن الصحفيين اعتصما في النقابة بشكل غير قانوني لتجنب الاعتقال.

 

واشتعلت اﻷوضاع بشكل أكبر بعد التسريبات الأمنية التي توضح ملامح  خطة أعدتها وزارة الداخلية لمواجهة الحملة الإعلامية التي وصفتها بـ " الشريرة" والتي تجيء في أعقاب  قيام ضباط باقتحام مقر نقابة الصحفيين واعتقال اثنين من الصحفيين في الأول من هذا الشهر.

 

 واعتمدت الخطة على ضرورة تشويه النقابة وأعضاء مجلسها عن طريق التنسيق مع عدد من اللواءات السابقين للظهور على البرامج الإعلامية للدفاع عن موقف الداخلية.

لمطالعة النص الأصلي

 اقرأ أيضا:

اعلان