مستشرق إسرائيلي: الجوع قد يدفع المصريين لإسقاط النظام
وصف "أفرايم هراره" المستشرق والباحث الإسرائيلي في شئون الإسلام ما يحدث في مصر بالقول إن المجتمع والاقتصاد باتا على حافة الهاوية في ظل إصرار نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على اتباع سياسة الرئيس المخلوع حسني مبارك، واعتماده على طبقة الأثرياء وتجاهله قطاع الشباب.
وتوقع "هراره" في مقال نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم" بعنوان "مصر : مجتمع واقتصاد على حافة الهاوية"، ألا يجدي استخدام الشرطة والجيش القوة للتصدي لاحتجاجات محتملة في مصر، مضيفا "عندما يتضورون جوعا، يكونون أكثر جرأة لمحاولة إسقاط النظام".
إلى نص المقال..
مؤخرا دخلت مصر والسعودية في خلافات. صحيح أن السخاء السعودي برز تجاه مصر خلال العاميين الماضيين عندما حولت على الأقل 25 مليار دولار لنظام السيسي، لكن رفض مصر المشاركة في التحالف السني بقيادة السعودية، الذي يقاتل في اليمن، وتصويتها لصالح القرار الروسي في الشأن السوري، رغم استياء السعودية التي تخشى من سيطرة شيعية- إيرانية على المنطقة، أدى إلى كسر القواعد بين الدولتين.
لم تتأخر النتائج، وفي بداية أكتوبر قررت "أرامكو" أكبر شركات النفط السعودية، وقف نقل النفط بأسعار مخفضة لمصر. حتى إن أعلنت القاهرة أن الحديث يدور عن خلافات تجارية، فإن من المؤكد أن الحديث يدور عن عقوبات.
الوضع الاقتصادي المصري سيء. في الأسبوع الماضي أجبر العجز في العملة الأجنبية الحكومة على اتخاذ خطوة دراماتيكية: في أعقاب ضغط صندوق النقد الدولي، الذي تسعى مصر للحصول على قرض منه بقيمة 12 مليار دولار، خفضت مصر قيمة عملتها المحلية بنحو 50%.
السياحة، مصدر الدخل التقليدي الأهم لمصر، سقطت مع الطائرة الروسية بسيناء. قبل عام. ألغت روسيا رحلاتها لمصر، كما ألغت بريطانيا رحلاتها إلى شرم الشيخ. كانت النتيجة كارثية بالنسبة للسياحة، إذ يأتي معظم السياح تقريبا من هاتين الدولتين.
سعر السكر هو العلامة الأبرز: إن كان سعر كيلو السكر في الصيف 5 جنيهات، فقد وصل سعره اليوم إلى 11 جنيها مصريا. صرح السيسي "نحن مخنوقون لكننا سنتجاوز ذلك"، لكن الشعب لا يستسيغ وعود النظام. لم ينظف السيسي اسطبلات نظام مبارك الفاسد، ورسخ حكمه على منافع الطبقات الغنية.
لم يحظ الشباب المصري، وهو القطاع القابل للإنفجار، بالاهتمام المناسب والأسوأ من ذلك- أنه تم اتخاذ قرارات تمارس ضده التمييز. على سبيل المثال، أنشأ الشباب حركة "ماجيستير وعاطل"، احتجاجا على إلغاء قانون كان يمنح الأكاديميين الأفضلية في العمل بالقطاع العام. عادت المحسوبية، وبلغت أرقام البطالة بين الشباب عنان السماء. تتحدث الأرقام الرسمية عن 27%، لكن التقديرات أن نسبة البطالة بين الشباب لا تقل عن 40%.
امتدحت وسائل الإعلام الغربية الربيع العربي، لكنها تغاضت عن معطيات مهمة: 75% من الشباب يؤيدون تطبيق الشريعة الإسلامية كقانون للدولة، و85% منهم يؤيدون إعدام من يترك الإسلام، وهو ما يشير إلى وجود أرضية خصبة لصحوة الحركات الدينية: الإخوان المسلمين، حركة النور السلفية، وتلك الحركات التي بايعت الدولة الإسلامية وتحديدا في سيناء.
انطلاق الاحتجاجات المقررة يمكن أن يؤدي إلى عصيان مدني واسع. يحاول النظام التصدي بالقوة للظاهرة، عبر اتهام عناصر أجنبية بالتخطيط لمحاولات انقلاب. من المشكوك فيه أن يكون استخدام الشرطة والجيش للقوة كافيا لكبح جماح السكان: عندما يتضورون جوعا، يكونون أكثر جرأة لمحاولة إسقاط النظام.