مستشهدا بمصر والسعودية.. مستشرق إسرائيلي: العالم السني يتفكك
أكد المستشرق الإسرائيلي الدكتور "جي باخور" أن على إسرائيل الانتظار ومشاهدة تفكك العالم السني من بعيد دون اتخاذ خطوات سريعة ومتعجلة، وذلك في ظل تصاعد الخلافات بين السعودية ومصر، بعد وقف الرياض توريد المواد البترولية للقاهرة، فضلا عن العلاقات المتوترة أصلا بين نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي في مصر وأنقرة، والخلافات بين دول شمال إفريقيا.
وقال "باخور" في حديث للقناة الثانية بالتلفزيون الإسرائيلي "عاروتس شيفَع" :”بينما المحور الشيعي موحد، من إيران مرورا بالعراق وبشار وحزب الله والحوثيين في اليمن، تفكك المحور السني ومن غير المؤكد إن كان ما زال موجودا أصلا، وما يقسمه دعم الإخوان المسلمين والتيارات الإسلامية".
وتابع :”صحيح أن السعودية تسعى للتقرب من تركيا التي تسعى لاستهداف القوات الكردية وغيرها في سوريا والعراق، لكن تركيا وأردوغان يدعمان الإخوان المسلمين، الأعداء الألداء للسيسي، لذلك لا يمكن للسيسي تأييد السعودية، إذن ينتقل لتأييد روسيا، لأنه بحاجة لحليف يوفر له الحماية، وهكذا رأينا كيف أيد المصريون بالأمم المتحدة القرار الروسي، الأمر الذي أثار غضب السعوديين ووصفوا القرارات المصرية بـ"المؤلمة"، وتفكك المحور السني فعليا".
الدكتور "باخور" أشار إلى أنه ورغم أن قرار شركة أرامكو السعودية بوقف توريد شحنات البترول إلى مصر حتى إشعار آخرقد اتخذ أمس الاثنين 7 نوفمبر، لكن الرياض أوقفت فعليا ضخ البترول لمصر منذ بداية أكتوبر الماضي، لتحولها إلى "رهينة" نظرا لأن القاهرة لا تملك مصادر أخرى للطاقة.
وأضاف "قبل عدة شهور فقط كان السيسي عند السعوديين وكانوا هم عنده، وتحدثوا عن جسر من السعودية لسيناء، وخيالات أخرى علمتُ أنه لن يُنفذ منها شيء، فكلها خدعة واحدة كبيرة".
ورأى أن كل هذه التطورات تثبت وجهة نظره التي عرضها قبل سنوات طويلة، والتي تقول إن التصورات المتعلقة بضرورة صنع السلام مع دول الشرق الأوسط ليست سوى خدعة لفظية، ذلك لأن معظم الدول الشيعية ما عادت معنية بالعرب وجامعة الدول العربية كاليمن ولبنان والعراق.
وقال “دول شمال إفريقيا منقسمة فيما بينها، والسعودية نفسها تتفكك من الداخل في وقت تحاربها إيران بواسطة الحوثيين من اليمن وتحتل مناطق بجنوب السعودية. إذا ماذا تبقى من ذلك المحور السني. مصر والأردن اللتان سبق ودفعنا لهم؟ إذا ماذا يريدون أن ندفع لهم مجددا مقابل نفس البضاعة؟".
وعندما طلب مراسل "عاروتس شيفَع" من المستشرق الإسرائيلي" إعطاء "بريق أمل" لأنصار السلام في إسرائيل، "الذين يريدون بكل حماس أن يروا إسرائيل تصنع مستقبلها مع دول أخرى بالشرق الأوسط" قال "باخور":بريق أمل واحد هو أنه ليس لدى مصر بترول وأنها ستحتاجنا أكثر من الماضي، وهنا تتزايد فرص صفقات لفيتان (حقل غاز إسرائيلي تسعى تل أبيب لتوريد كميات منه لمصر)، وتحديدا الآن بسبب ابتعاد مصر عن السعودية".
ومضى يقول :”كذلك لا يريد الأردنيون التقارب مع السعوديين ولذلك كانت صفقتهم حاسمة بالنسبة لها، لكن ذلك هو الحد الأقصى الذي يمكن القيام به الآن".
وختم قائلا :”نحن كإسرائيليين، ننظر من فوق المنبر ونرى كيف يواصل العالم العربي والإسلامي تفكيك نفسه بمعدل سريع، وتسأل ما إن كان هناك شخص ما زال يعتقد حقيقة أننا المشكلة بالشرق الأوسط.. الآن يشهد الشرق الأوسط نفسه إلى أي مدى باتت مسألتنا هامشية (الصراع الفلسطيني الإسرائيلي) ومن يقول غير ذلك يصبح مثارا للسخرية".
الخبر من المصدر..