كاتب إسرائيلي: السيسي متعطش للفوز على غانا

كتب:

فى: صحافة أجنبية

11:37 13 نوفمبر 2016

“الأحد، الساعة السادسة مساء، أمام 75 ألف متفرج متحمس، في إحدى اللحظات الأكثر حساسية لمصر، في ظل الأزمة الاقتصادية والسياسية، وبعد يومين من تظاهرات "ثورة الغلابة"، و أمام نظام متعطش لأي انتصار، وجماهير بدا أن صبرها قد نفد، وما عادت تؤمن بمستقبل أفضل، سينزل أرضية استاد برج العرب القريب من الإسكندرية 22 لاعبا".

 

 

“يسعى المنتخب المصري للفوز بشدة، ليبقى على رأس المجموعة، والتقدم نحو مونديال 2018. في المقابل، إذا ما خسر على أرضه، أمام خصمه اللدود غانا، ومدبرها الإسرائيلي، في هذه اللحظة الأكثر هشاشة بالنسبة للاقتصاد وموقف النظام من الشعب، يمكن أن تكون لهذه الخسارة دلالة خاصة".

 

جاءت هذه الفقرات ضمن مقال للكاتب الإسرائيلي "يوني مندل"، مدير مركز "فان لير" للعلاقات اليهودية العربية، تناول فيه أجواء مصر وغانا" target="_blank">مباراة مصر وغانا المزمع إقامتها اليوم الأحد 13 نوفمبر باستاد برج العرب ضمن التصفيات المؤهلة لمونديال 2018.

 

وكتب "مندال" على موقع "سيحا ميكوميت" بعنوان "عندما التقى جرانت السيسي: مصر وغانا" target="_blank">مباراة مصر وغانا أكثر بكثير من كرة قدم":تزايدت حدة الغليان خلال الشهرين الأخيرين في مصر، إذ تتواكب الأزمة الاقتصادي التي تواجهها البلاد، بما في ذلك ارتفاع رهيب في الأسعار، ونقص في السلع الغذائية الأساسية وتراجع سعر الجنيه المصري، مع وضع سياسي غير مستقر. على أية حال، مر أكثر من خمس سنوات منذ خروج المصريين للشوارع، وبدا أن التغيير الذي دعوا إليه، ودعوات الديمقراطية وتغيير النهج السياسي والعدالة الاجتماعية، أصبح بعيد المنال أكثر من أي وقت مضى".

 

وتابع "صحيح أن مصر تمكنت اليوم من الحصول على موافقة من صندوق النقد الدولي بحصولها على قرض 12 مليار دولار على 3 سنوات، يمثل أكبر قرض من نوعه تحصل عليه دولة بالشرق الأوسط- لكن هناك من يذهبون إلى أن كافة الخطوات الاقتصادية التي يتخذها الرئيس السيسي لن تجدي نفعا في إخراج البلاد من المستنقع".

 

وعرج "مندل" إلى الاحتجاجات الاجتماعية التي بدأت تتصاعد في الشارع المصري، "بداية من مقطع سائق التوكتوك الذي حقق تداولا كبيرا وتسائل خلاله " نتفرج على التليفزيون نلاقي مصر فيينا.. ننزل في الشارع نلاقيها بنت عم الصومال"، وصولا للتظاهرات التي شهدها الشارع المصري الجمعة الماضية 11.11 تحت عنوان "ثورة الغلابة" . كانت التظاهرات في نهاية الأمر محدودة للغاية، لكن الخوف، وفقا للكثيرين، هو ما منع خروج الجماهير للشوارع".

 

“وسط هذه المعمعة تدخل كرة القدم، الرياضة الأكثر شعبية في مصر والشرق الأوسط. بلا شك، فإن الوضع السياسي المعقد في مصر جعل المباراة التي ستجرى بين مصر وغانا مساء الأحد بالإسكندرية، علامة فارقة يمكن من جهة أن تنتهي بإحباط جديد في مصر، أو من الجهة الأخرى بانتصار، وبعض التفاؤل الذي يطمح فيه النظام".

 

واعتبر الإسرائيلي "مندل" أن نظام السيسي، كما هو معروف يدرك جيدا لماذا تحديدا كرة القدم، وما هي القوة الكامنة بها، مضيفا :”في عام 2014 وخلال حكم السيسي، قضت المحكمة بحظر تنظيمين، واعتبارهما تنظيمات إرهابية، "الإخوان المسلمين" من جهة"، وروابط مشجعي كرة القدم "أولتراس"، من الجهة الأخرى. ادرك الرئيس السيسي جيدا أن أي احتجاج منظم ضد النظام يمكن أن يتوهج من اتجاهين- المساجد وملاعب كرة القدم- لذلك أمر بزيادة الرقابة عليهما بشكل خاص".

 

كانت السنوات الأربعة الماضية، نقطة انحدار في تاريخ كرة القدم المصرية، بحسب الكاتب:”وقعت كارثتان في الدوري المصري العام، ترتبط كل واحدة منهما بالسياسة. في فبراير 2012 قتل 74 من مشجعي النادي الأهلي (الذين عرفوا باحتجاجاتهم المنسقة ضد نظام مبارك والمجلس العسكري المؤقت الذي حكم آنذاك)، في مباراة أمام المصري ببورسعيد، في نهايتها وفقا لعدة تقارير سمحت قوات الأمن لمشجعي المصري بالهجوم على مشجعي الأهلي. بعد ذلك في فبراير 2015 قتل 19 من مشجعي الزمالك في مواجهات مع الشرطة عندما حاولوا دخول استاد "الدفاع الجوي" الذي يملكه الجيش بشرق القاهرة".

 

على خلفية تلك الكوارث، وكذلك بسبب ما يخص التعاون بين أولتراس الأهلي والزمالك في ثورة التحرير عام 2011، أقيمت المباريات خلال الأربع سنوات الماضية بدون جمهور. كان هناك من يعتقد أن النظام سيكون مرضيا في النهاية، لكن في سبتمبر الماضي أعلن خالد عبد العزيز وزير الرياضة بنظام السيسي، أن مباريات موسم 2016/2017 ستجرى للعام الرابع على التوالي بدون جمهور. على حد قول "مندل".

 

وخلص الكاتب للقول إن تأهل مصر لكأس العالم 2018 في روسيا، يعني الكثير للرئيس السيسي. فمنتخب "الفراعنة" لم يصعد للمونديال منذ 1990، وإذا ما نجح لاعبو المنتحب في تحقيق ذلك خلال الفترة المقبلة، خلال حكم السيسي، وفي ظل الصعوبات الكثيرة من حولهم، فسوف يدخلون القليل من "الكبرياء الوطني"على مصر، الذي تتوق لمثل هذا الأمر في ظل الأزمة المتواصلة، لاسيما وأن مدرب المنتخب الغاني "أفرام جرانت" إسرائيلي.

 

الخبر من المصدر..


 


 


 


 

اعلان