وكالة اﻷنباء الفرنسية:
مع بدء تحريرها.. الرقة المعركة الصامتة
"أغلقت مقاهي الانترنت، وحظرت السفر، ووضعت نقاط تفتيش جديدة".. هكذا تحاول الدولة اﻹسلامية المعروفة إعلاميا "بداعش" تشديد قبضتها على الرقة، وسط محاولات من قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي تحرير عاصمة الخلافة، بحسب وكالة اﻷنباء الفرنسية.
وقالت الوكالة:" قوات سوريا الديمقراطية -تحالف من الأكراد والعرب- بدأت عملية لاستعادة المدينة يوم 5 نوفمبر الجاري، ومنذ ذلك الحين، يقول السكان إن داعش تحاول عزل المدينة عن العالم، وفرض تعتيم إعلامي على سكانها البالغ عددهم أكثر من 300 ألف شخص".
وأضافت:" تدفق المعلومات للرقة تم تقييده منذ يناير 2014، عندما سيطرت داعش، ومن وقتها عدد قليل من الغرباء قادرين على التواصل مع السكان".
المرصد السوري لحقوق الإنسان وصف وضع الرقة قائلا: "البلدة تذبح في صمت".
وتحدث العديد من سكان الرقة -للوكالة بشرط عدم ذكر اﻷسماء- واصفين الوضع بأن "حكام المدينة أصابهم جنون العظمة".
ونقلت عن موسى، 31 عاما، قوله: داعش حريصة على السيطرة على اﻷمور بشأن الحملة التي تدعمها الولايات المتحدة لتحرير المدينة.. بسبب القيود الثقيلة التي تفرضها على الإنترنت والأقمار الصناعية، من الصعب جدا معرفة ما يحدث في معركة الرقة".
وأضاف:" نحن نعتمد على ما يقوله الناس الذين لا يتمكنون من متابعة الأخبار على الإنترنت، ولكن ما نفعله خطير جدا.. معرفة أخبار المعركة مخاطرة".
وأوضح موسى اﻷخبار المسموح بها فقط:" شائعات عن تقدمهم والخسائر التي تحدث للجانب الآخر، الذي لن يتمكن من دخول الرقة"، مشيرا إلى أن أي أخبار عن خسائر داعش يمكن أن تؤدي إلى الاعتقال وحتى الإعدام.
ويداهم مقاتلو داعش مقاهي اﻹنترنت لمنع الوصول إلى المحتوى المحظور.
وقال أحمد الناشط البالغ من العمر 22 عاما :" منذ بدء الهجوم قوات الدفاع الذاتى، أغلقت العديد من مقاهي الإنترنت، وأقامت نقاط تفتيش جديدة".
وفي الوقت نفسه، تنتشر دعاية كثيرة حول الخسائر التي تلحق بالأكراد.
ويقول محللون إن المعركة من أجل الرقة من المرجح أن تكون طويلة ومعقدة.
وتقول قوات سوريا الديمقراطية، اﻷمر سوف ينطوي على مرحلتين: الأولى محاصرة المدينة، والثاني الدخول والاستيلاء عليها.
لكن التوترات بشأن القوات التي سوف تقود المعركة النهائية، وخطر سقوط ضحايا من المدنيين من المرجح أن تعيق التقدم.