هآرتس: حان الآن موعد قمع الجمعيات الأهلية والصحافة في مصر

كتب:

فى: صحافة أجنبية

11:28 28 نوفمبر 2016

قالت صحيفة "هآرتس" إن مصر تتحذ خطوات جديدة لتضييق الخناق على الجمعيات الحقوقية والصحافة اللتين ينظر إليهما على أنهما مصدر كل الشرور.

 

وعلق "تسفي برئيل" محلل الشئون العربية بالصحيفة على مناقشة البرلمان المصري مشروع قانون الجمعيات الأهلية الحالي، وقال إنّه حال إقرار القانون، فيمكن وقتها للرئيس المصري أن يسجل لنفسه إنجازًا في مسعاه لتقييد خطوات تلك الجمعيات.

 

وتابع :”ينص القانون الذي يثير عاصفة بين الليبراليين المصريين ومنظمات دولية، على إنشاء هيئة خاصة لمنح تصاريح عمل للجمعيات، على أن تضم في صفوفها مندوبين عن أذرع المخابرات. وتُلزم أية جمعية أجنبية بإيداع 300 ألف جنيه مصري للحصول على تصريح عمل لثلاث سنوات، يرتفع بعدها مبلغ الوديعة بـ20%. أما الجمعيات المصرية فتلزم بإيداع 8000 آلاف مصري، في حين تلتزم كل الجمعيات بالعمل بشكل لا يضر الأمن القومي، دون التوضيح طبعًا ماهية الأمن القومي".

 

وأضاف "برئيل":يمكن للجمعية العمل في مشاريع التنمية الاقتصادية فقط في إطار برنامج الحكومة الاقتصادي. ويكون مديرو الجمعيات ونشطاؤها مسئولين بشكل شخصي على أي انتهاك، وتصل العقوبة بحقهم إلى خمس سنوات سجن وغرامة كبيرة، ولا يمكن للجمعيات إجراء استطلاعات ونشر دراسات بدون موافقة هيئة الجمعيات، ولا يمكنها الحصول على مساعدة أجنبية إلا بموافقة خاصة.وتخضع التبرعات للرقابة، للحيلولة دون وضع "تمويل أجنبي يستغل في مساعدة النشاطات الإرهابية أو تحويل الجمعيات لأداة لتنفيذ أجندات فوضوية"، وبحسب عبد الهادي القصبي رئيس اللجنة البرلمانية للتضامن الاجتماعي، فسوف يتم تمرير القانون".

 

وكما في تركيا وإسرائيل، أيضًا في مصر، ينظر لجمعيات حقوق الإنسان كما لو كانت تعمل نيابة عن جهات أجنبية، كل هدفها عرقلة النظام بل والتسبب في حدوث انقلابات. وتعرف 48 ألف جمعية في مصر جيدا حساسية النظام، الذي يتخذ تجاهها وفقا لعدد من متحدثيها سياسة وحشية تفوق كثيرا ما كان متبعا في عهد حسني مبارك. بحسب الصحيفة.

 

 

فحتى قبل صياغة مشروع القانون أصبح نشطاء في تلك الجمعيات أهدافا مفضلة لعناصر الأمن، إذ يتم اعتقال نشطائها ومحاكمتهم، ومنعت السلطات مؤخرا سفر عدد منهم خارج البلاد. على حد قول محلل "هآرتس".

 

 

ومضى "برئيل" قائلا :”على سبيل المثال مُنعت عايدة سيف الدولة، رئيسة مركز "النديم" لإعادة تأهيل ضحايا التعذيب من مغادرة مصر، واضطر الإعلامي عمرو الليثي للعودة من المطار، بعد أن أخبروه بإلغاء تصريح سفره".

 

وخلص للقول “أغضب الليثي النظام عندما تحدث على قناة الحياة مع سائق توكتوك، انتقد الحكومة. وسُجل 15 أمر منع من السفر في 2016 و80 أمر منذ 2014. لم يجد احتجاج "أمنيستي" (منظمة العفو الدولية) نفعًا، لأنها متهمة هي الأخرى بمعاداة النظام".

 

وفي وقت تستعد إدارة أوباما- التي كثيرا ما أدانت انتهاكات حقوق الإنسان - للرحيل، وينظر لإدارة دونالد ترامب كمن لا تكترث للموضوع بالمرة، يتضح أن الوقت قد حان لشن حملة ضد الجمعيات في مصر. وإن كان الاتحاد الأوربي مازال يملك ورقة ضغط على تركيا، التي تطمح في الانضمام له، ففي حالة مصر ليس لدى الاتحاد مع يقوله.

 

 

محلل الشئون العربية بـ"هآرتس" زاد قائلا:”لكن ليس ناشطو الجمعيات وحدهم من يعانون من وطأة النظام. فمنذ نحو أربعة أعوام يقبع المصور الصحفي محمود أبو زيد المعروف بـ"شوكان" في السجن، بعد أن قام بتصوير تظاهرات أعقبت سقوط نظام محمد مرسي على يد الجيش، وإذا ما أدين فيتوقع أن يتلقى عقوبة الإعدام. حصل شوكان الشهر الجاري على جائزة المنظمة الدولية للحفاظ على حرية الصحافة، وتبذل حكومات ومنظمات دولية جهودا كبيرة لإطلاق سراحه، لكن حتى الآن لا يبدو أن النظام يتأثر بذلك".

 

 

واستطرد بالقول :”في وقت يستمر فيه الاحتجاج، حكمت المحكمة على ثلاثة من رموز نقابة الصحفيين، النقيب يحيي قلاش، واثنين من أعضاء المجلس، بالسجن عامين لأنهما وفرا ملاذا لاثنين من الصحفيين سعت الشرطة للقبض عليهما على خلفية طبيعة تقاريرهم الصحفية للتظاهرات بالقاهرة، بعد قرار مصر تسليم جزيرتي تيران وصنافير للسعودية".

 

 

هذه هي المرة الأولى منذ تأسيسها قبل 75 عاما، التي يُعتقل فيها رموز نقابة الصحفيين وتجرى محاكمتهم، ولا يكتفي النظام بذلك. إذ يعتزم تمرير قانون جديد للصحافة لإنشاء ثلاثة هيئات للاهتمام بالإعلام: الهيئة الوطنية للصحافة، الهيئة الوطنية للإعلام، المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام. ستكون لهذه الهيئات الصلاحية لتعيين أعضاء مجالس إدارات الصحف الحكومية ورؤساء تحريرها، وسوف تحدد الشروط الأساسية لتعيين المحررين وأعضاء مجالس الإدارات، وتحدد أجور العاملين بالمهنة، وتحرص على عمل الإعلام في مصر في إطار "المصالح الوطنية". وغني عن القول أن النظام هو من سيعين أعضاء تلك الهيئات. وفقا لتقرير "هآرتس".

 

 

وختم "برئيل" ساخرا:”على ما يبدو، في إطار التعاون الوثيق مع مصر، فإن بإمكان إسرائيل أن تحاكي ثمار الإبداع المصري".

 

 

الخبر من المصدر..

 

 

اعلان