نيويورك تايمز:

في غامبيا.. هزيمة جامع ولادة جديدة ﻷفريقيا

كتب: جبريل محمد

فى: صحافة أجنبية

18:14 03 ديسمبر 2016

يحيى جامع، رئيس جامبيا، هزم في الانتخابات الرئاسية، وفقا للنتائج التي نشرت الجمعة، وتعتبر تحولا مذهلا للأمة التي عاشت لأكثر من عقدين من الزمان في ظل ما وصفته جماعات حقوق الإنسان بأنه "نظام قمعي".

 

أداما بارو، صاحب شركة عقارية، أعلن فوزه في انتصار أذهل المراقبين، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" اﻷمريكية، التي وصفت النتيجة بأنها "عهد جديد للدولة الواقعة في غرب أفريقيا، وولادة جديدة للقارة السمراء".

 

وفي خطاب تنازل بثه التلفزيون الرسمي مساء الجمعة، جامع الذي يعتبر واحد من أكثر القادة أفريقيا غرابة، قال قبلت الخسارة.

 

وأوضحت الصحيفة أن مكان جامع الجمعة كان غير معروف، وانتشرت أخبار بأنه فر من البلاد.

 

وعقب إعلان النتيجة احتفل الناس في الشوارع، واصفين ذلك بأنه "عهد جديد للدولة الواقعة في غرب أفريقيا".

 

هزيمة جامع التي تعتبر نادرة المحصول بين قادة أفريقيا، الذين يسعون للبقاء في مناصبهم مدى الحياة، بمثابة مفاجأة حيث تمكن الناخبين من الإطاحة بالرجل القوي الذي حكم لمدة 22 عاما، وسجن وشرد وقتل الآلاف من المواطنين.

 

وبعد أكثر من 24 ساعة من التعتيم، انتشرت اﻷخبار في البلد -التي يبلغ عدد سكانها أقل قليلا من مليوني نسمة- بأن جامع هزم، وعمت الشوارع احتفالات كبيرة، وعلت أصوات السيارات، وصاح أحد اﻷشخاص مرارا وتكرارا، "اليوم نحن أحرار ".

 

جامع استولى على السلطة في انقلاب عام 1994، وأصبح معروف بأنه غريب الأطوار، حيث ادعى قدرته على علاج الايدز بالاعشاب، والصلاة والموز، وهدد بقطع رؤوس الشواذ جنسيا، وطالب باصطياد "السحرة"، واعتقال وملاحقة الصحفيين والمعارضة.

 

وقال "شريف بوجانغ" الصحفي الغامبي الذي يعيش في المنفى بداكار:" يجب علينا مواجهة الدكتاتورية.. في جامبيا ولادنا من جديد".

 

محللون يقولون إن فوز بارو كان بسبب التصويت ضد جامع.

 

وفي الأشهر الماضية، إدارة جامع كانت تحت مراقبة قوية من القادة الغربيين بسبب قمع حقوق الإنسان، وهدد الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على الحكومة، وأصدرت الولايات المتحدة تصريحات تنتقد بشدة قمع جامح لخصومه، وأصدرت منظمات مثل منظمة العفو الدولية تقارير لاذعة ضد أساليبه.

 

وفي السنوات الأخيرة، أحرزت الديمقراطية نتائج متباينة في القارة، ففي أواخر العام الماضي، أجرى في ساحل العاج أول انتخابات سلمية منذ عقدين من الزمن، وفي نيجيريا، خسر الحزب المهيمن الانتخابات واعترف محمدو بوخاري، الرئيس الحالي بالتداول السلمي للسلطة التي ترددت أصداؤها في جميع أنحاء أفريقيا.

 

وفي بعض الدول والرؤساء الذين حاولوا الحفاظ على السلطة اطاحت بهم انتفاضات شعبية، حيث تم الإطاحة بحكومة "بليز كومباوري" في بوركينا فاسو عام 2014 بعد احتجاجات واسعة ضد محاولاته تغيير الدستور، وتمديد ولايته بعد أن كان في منصبه لمدة 27 عاما.

 

ولكن في أماكن أخرى، قادة آخرين متمسكين بالسلطة، كما هو الحال في جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث الرئيس جوزيف كابيلا ومن غير الواضح متى سوف تجري الانتخابات.

 

وبعض الدول في القارة لا تزال تحافظ على ما يسمى رئيس مدى الحياة، وفي الكاميرون، كان "بول بيا" في السلطة منذ عام 1982.

 

وفي خطاب تنازله جامع حث على ضرورة العمل من أجل السلام والاستقرار.

 

الرابط اﻷصلي

اعلان