محلل إسرائيلي: حلب وراء تضييق حماس على "الصابرين" في غزة
قال "يوني بن مناحيم" المحلل الإسرائيلي للشئون العربية إن التوترات تصاعدت خلال الأيام الماضية بين حركة المقاومة الإسلامية حماس وإيران، بعد خطوات اتخذتها الحركة لتضييق الخناق على حركة "الصابرين" الموالية لإيران بقطاع غزة، على خلفية المذابح التي يرتكبها جيش النظام السوري في حلب ومحاولة "الصابرين" نشر الأفكار الشيعية بالقطاع.
وكتب "بن مناحيم" في تحليل نشره موقع "نيوز 1” العبري بعنوان "توترات بين حماس وإيران"، يقول:”يبدو أنه رغم المساعدات العسكرية التي يتلقاها الجناح العسكري لحماس "عز الدين القسام" بشكل جارف من إيران، لم ترتدع القيادة السياسية لحماس في القطاع عن الوقوف ضد سياسة الرئيس السوري بشار الأسد، المدعوم من قبل إيران، في كل ما يتعلق بالحرب الأهلية في سوريا".
وتابع :" في 16 ديسمبر، خرج الدكتور محمود الزهار عضو المكتب السياسي لحماس ومن مناصري إيران البارزين ضد مذابح الجيش السوري بمدينة حلب ودعا للتضامن مع سكان المدينة. استنكر الزهار خلال مؤتمر نظمته الحركة في رفح بمناسبة الذكرى الـ 29 لإنشائها ما يحدث في حلب وقال "لا يوجد أي مبرر أخلاقي أو ديني للمذابح في حلب". كذلك نشرت حركة حماس بيانا أدانت فيه "عمليات القتل والتدمير التي يتعرض لها الأبرياء في حلب".
وتنشط حركة “الصابرين” الموالية لإيران في قطاع غزة وتضم مئات الأعضاء. أسس الحركة هشام سالم المنشق من حركة الجهاد الإسلامي. وتحمل الحركة شعارا قريبا للغاية من شعار حزب الله الشيعي اللبناني.
وتعمل الحركة في القطاع منذ سنوات ونفذت عدد من الهجمات ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي على حدود القطاع.
في يوليو 2015 أغلقت حركة حماس مكاتب الحركة بعد أن بدأت في حملة لنشر التشيع بين سكان القطاع السنة. وبحسب “بن مناحيم”، يدور الحديث عن ظاهرة منتشرة أيضا في مصر إذ تمول إيران الفقراء والمظلومين السُنة شريطة تشيعهم.
ألقت قوات الأمن التابعة لحماس الأسبوع الماضي القبض على عدد من أعضاء الحركة وحاولت اعتقال زعيمها هشام سالم، الذي كتب على صفحته بالفيسبوك وكذلك غرد في تويتر أن حماس تحاول اعتقاله على خلفية مواقفه من كل ما يتعلق بما يحدث في مدينة حلب السورية.
كتب سالم على الفيس :”انتصار سوريا في حلب يغضب أعداء الله، والصهاينة، والأمريكان، والأوروبيين، والأنظمة العربية، والمنافقين والإرهابيين”.
لكن المواجهة بين حماس و”الصابرين” احتمدت قبل نحو شهر في أعقاب تكثيف الحركة الموالية لإيران نشاطها، ومحاولتها إقناع مسلمين سنة باعتناق المذهب الشيعي. على هذه الخلفية قتل مدرب في الوحدات الخاصة لحماس في 9 نوفمبر جاره مثقال السالمي، من سكان مخيم الشاطئ للاجئيين بشمال القطاع.
نشرت وسائل إعلام فلسطينية في 15 ديسمبر أن إسماعيل هنية نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، وهو نفسه من سكان المخيم حاول حل الصراع بين أسرة القتيل وأسرة القاتل لمنع سفك مزيد من الدماء. لكن، رفضت أسرة القتيل تلقي تعويضات من حماس (دية) وتطالب بمحاكمة القاتل ومعاقبته.
وتابع "بن مناحيم":حركة حماس وتحديدا جناحها العسكري، الذي يحظى بدعم مالي إيراني، لا تسعى لتخريب العلاقات مع إيران و تضع حركة "الصابرين" في القطاع تحت رقابة مشددة، لكن يبدو أن التطورات في سوريا ومحاولات الحركة استئناف مساعيها لتجنيد أعضاء جدد وتحويلهم للمذهب الشيعي أدت لتجدد التوترات بين الحركتين".