بن كسبيت: «مبعوث العناية الإلهية» للمستوطنين.. سفيرا لأمريكا في إسرائيل
اعتبر المحلل الإسرائيلي "بن كسبيت" أن تعيين إدارة أوباما للمحامي المتشدد ديفيد فريدمان سفيرا للولايات المتحدة في إسرائيل هو أول تجسيد لميل الإدارة الجديدة لصالح اليمين الإسرائيلي واستمرار بناء المستوطنات، خاصة وأن المستوطنين يعتبرونه "مبعوث العناية الإلهية"، و"المعجزة" التي لا تأتي سوى مرة واحدة كل جيل.
وكتب في مقال نشره موقع "المونيتور" الأمريكي في نسخته العبرية، أن الحديث إن كان حتى الآن يدور عن تقديرات وتصريحات مبعثرة وتعتيم معين، فإن تعيين فريدمان يعد إشارة الإشارة العلنية الأكثر وضوحا،، فللمرة الأولى في تاريخها ترسل الولايات المتحدة لإسرائيل سفيرا يؤيد المستوطنات علانية، ويتبرع شخصيا لبنائها، ويدعو إسرائيل لبناء مزيد من المستوطنات على الأراضي الفلسطينية، ويقترح على إسرائيل ضم جزء من أراضي المستوطنات لأراضيها.
ونقل عن رئية حزب ميرتس عضو الكنيست "زهافا جلاؤون" قولها أنها تدرس الامتناع عن لقاء فريدمان، كيلا تمنحه شرعية، معتبرا أنه سيتعين عليها نفسها القلق بشأن شرعيتها، بعد تولي فريدمان مهام منصبه.
وأكد "بن كسبيت" أن زعيم المعارضة عضو الكنيست إسحاق هارستوج كان أكثر حذرا وقال إنه لا يتدخل في تعيينات الإدارة الأمريكية.
وألقى الكاتب بالضوء على الجدل الذي تشهده إسرائيل حول إخلاء مستوطنة عمونا المقامة على أراضي فلسطينية بالضفة الغربية بموجب أمر قضائي، والذي يفترض تنفيذه قبل 25 من الشهر الجاري.
وتابع :”نتنياهو ممزق بين الأمر القضائي ورغبته في الحفاظ على أصوات الناخبين من اليمين، لكن الإخلاء سيتم في موعد محدد، بينما يتخبط أوباما حول ما إن كان سيتخذ خطوة سياسية قبيل انتهاء ولايته. يأمل نتنياهو في أن تعمل مشاهد إخلاء المستوطنة الإسرائيلية على تهدئة أوباما و"تساعده" على الاقتناع بأنه ليس هناك داع للعمل في أيامه الأخيرة بالحكم".
من المثير التفكير في ذلك، لكن إذا كان إخلاء عمونا سيتم بعد 20 يناير (موعد دخول ترامب البيت الأبيض)، لكانت الفرصة كبيرة بأن يبدي السفير الجديد اعتراضه الشديد على الخطوة. بحسب المحلل الإسرائيلي.
ولفت "بن كسبيت" إلى أن السفير الأمريكي فريدمان، هو محامي ترامب للشئون العقارية منذ 15 عاما، ومستشاره للشئون الإسرائيلية، وهو "صديق حقيقي" للمشروع الاستيطاني الإسرائيلي بالضفة الغربية، الذي اعتبرته جميع الإدارات الأمريكية السابقة حتى اليوم غير قانوني أو شرعي وينسف حل الدولتين.
يشغل فريدمان أيضا رئيس "جمعية أصدقاء مستوطنة "بيت إيل" في أمريكا ، ويعد أقرب أصدقائه في إسرائيل عضو الكنيست المتطرف السابق "يعقوب كاتس" الرئيس العام لتلك الجمعية، والذي يعترف نتنياهو على تشدده وكذلك وزير التعليم الإسرائيلي "نفتالي بينت" يساريين، كما يؤيد ضم إسرائيل مزيدا من أراضي الضفة الغربية.
يقول مصدر مقرب من الاثنين إن كاتس هو الصديق المقرب من قلب فريدمان من اكثر من 20 عاما. بينهما لغة مشتركة، ويقضيان معا أوقات الفراغ وتتشابه آرائهما". وفي الرابع من ديسمبر الجاري، أقيم العشاء السنوي التقليدي لجمع أموال التبرعات لجمعية أصدقاء بيت إيل بالولايات المتحدة، كالعادة بحضور كاتس وفريدمان.
وعلى مدى سنوات تبرع فريدمان بأموال تقدر بملايين الدولارات لمستوطنة بيت إيل (مستوطنة إسرائيلية تَقع شمال شرق البيرة مقامة على الاراضي الفلسطينية لأهالي البيرة ورام الله)، كذلك كثيرا ما تبرع جارد كوشنير زوج ابنة الرئيس المنتخب ترامب للمستوطنة نفسها.
الإسرائيلي المتطرف كاتس كشف صبيحة الأحد لراديو "جالي إسرائيل" أنه "قبل سنوات أرسل ترامب شيك بـ 10 آلاف دولار لعشاء كان فريدمان ضيف الشرف فيه".
بعد هذه المقدمات يتسائل "بن كسبيت" عن النتائج المحتملة بعد دخول ترامب البيض الأبيض وتولي مهام منصبه، ويختم مقاله قائلا :”الشيء الوحيد المؤكد: بالنسبة للمستوطنين، فإن الحديث يدور الآن عن معجزة عجيبة، من النوع الذي يحدث مرة واحدة في الجيل. هم معتقدون أن ترامب، وسفيره فريدمان، أرسلتهما العناية الإلهية وأن الخلاص قد اقترب".