دويتشه فيله: نعمة جمال دليل تغير مناهضة التحرش في مصر
"أصبح صوت المصريات مسموعا ضد التحرش الجنسي".
هكذا عنونت شبكة دويتشه فيله الألمانية تقريرا اليوم الأربعاء حول الشجاعة التي اكتسبتها ضحايا التحرش الجنسي في مصر وإصرارهن على معاقبة الجناة، والتغير الملحوظ في رد فعل المجتمع الذي بات يستمع إلى صرخاتهن بشكل إيجابي.
المصرية نعمة جمال تذكرت تفاصيل تعرضها للتحرش الجنسي في واقعتين مختلفتين والتباين الشديد في رد الفعل، وكيف صممت في المرة الثانية على أخذ حقها من الجاني.
وأثناء عودتها من العمل، مع صديق لها بالقاهرة، عام 2013 فوجئت نعمة جمال، 32 عاما، برجل يمسك بها من الخلف، بينما كانت تستقل ميكروباص.
وقالت: “صرخت من أعماقي، وطلبت من السائق التوقف عند أقرب قسم شرطة، ولحسن الحظ كان متعاونا معي".
واستدركت: “لكن المتحرش هرب من نافذة الميكروباص وأخذ في الفرار، لكنها صممت على مطاردته واقتياده إلى قسم الشرطة بمساعدة صديقها.
وداخل قسم الشرطة، أبلغت نعمة عن تعرضها للتحرش، وأضافت: “إذا لم أكن أمتلك الشجاعة وبمساعدة صديقي، لم أكن لأستطيع مقاضاة الجاني".
وأردفت :”منذ 6 أعوام لم أكن أستطيع فعل ذلك"، بما يعكس تغييرا ملحوظا.
ولفتت إلى تعرضها للتحرش عام 2010، لكنها وقتها انهمرت بالبكاء وذهبت إلى قسم الشرطة للإبلاغ عما حدث، فقوبلت وقتها بسخرية وأعطوها رقم بلاغ خاطئ.
ومضت تقول: “لم أكن وقتها على دراية كافية بكيفية إدانة متحرش، لذلك بدأت أشارك في حملات توعية بالتحرش الجنسي من خلال عدة منظمات للمجتمع المدني".
وطالما كان التحرش الجنسي مشكلة في مصر لا سيما أثناء العطلات، لكنه بات موضوع للمناقشات العامة في أعقاب ثورة 2011، لا سيما بعد تقارير التحرش الجماعي والاغتصاب داخل ميدان التحرير، والتي تصدرت مانشيتات الصحف.
انتصار السعيد، المديرة التنفيذية لمركز القاهرة للتنمية علقت قائلة: “ التغطية المستمرة لحوادث التحرش في ميدان التحرير أثناء وبعد الثورة ساعدت على غرس جذور الإنكار الشعبي للظاهرة".
وفي أعقاب الثورة، نظم متطوعون حملات لإنقاذ النساء اللاتي يتعرضن لاعتداءات غوغائية أثناء الاحتجاجات، كما ظهر جرافيتي مناهض للتحرش في شوارع القاهرة.
وفي 2014، تم تغليظ عقوبات التحرش الجنسي لتشمل السجن والغرامة.
ونوهت دويتشه فيله إلى واقعة زيارة الرئيس السيسي لامرأة تعرضت للتحرش الجماعي أثناء الاحتفالات بتنصيبه رئيسا للجمهورية عام 2014 حيث تعهد وقتها بتشديد العقوبات على مثل هذه الجرائم.
ولم يمض من تعهد السيسي إلا 30 يوما حتى صدرت أحكام بالمؤبد ضد 7 أشخاص، وبالسجن 20 عاما ضد اثنين آخرين بعد إدانتهم بالتحرش في ميدان التحرير.
رابط النص الأصلي