النيويوركر تحكي قصة «ثورة مصرية فاشلة»

كتب:

فى: صحافة أجنبية

22:35 01 يناير 2017

تحت عنوان "ثورة مصر الفاشلة" أوردت مجلة النيويوركر تحليلا سياسيا مطولا للصحفي بيتر هيسلر.

 

وإلى النص الكامل
 

الرئيس المصري السيسي الذي جاء إلى السلطة عبر انقلاب أعقبه مذبحة لأكثر من 1000 شخص من مؤيدي سلفه مرسي يمتلك سمعة التحدث بشكل شديد النعومة.

مثل هذه الصفة تلطف الأجواء بينه وبين الأجانب.
 

وقال لي دبلوماسي أوروبي مؤخرا: “عندما تتحدث إلى السيسي، فإنه يستمع إليك بعكس معظم الجنرالات".

 

وقالت مسؤولة أمريكية إن السيسي يذكرها بنموذج واشنطن وفسرت ذلك قائلة: “إنه ليس متدفق الكلام، ثمة سياسيون يريدون دائما أن يكونوا أصحاب أعلى الأصوات في المكان".
 

واستطردت الدبلوماسية متحدثة عن السيسي: "وهناك آخرون يستطيعون ذلك لكنهم لا يحبذون بالضرورة أن يكونوا أصحاب أعلى الأصوات. أعتقد دائما أن التزام الهدوء والتحفظ من الصفات التي تجعل الناس يميلون له ويفكرون حقا فيما يقوله والمغزى الذي يرغب في توصيله وإذا ما كان هنالك معان أكثر عمقا في ثنايا كلماته".
 

وتبدأ الثورات دائما بالأشخاص ذوو الجرأة والصراحة لكن يسيطر عليها لاحقا الهادئون وأولو الحذر.
 

الظهور المبكر يجعل صاحبه يدفع الثمن وفي كثير من الحالات يفوز الشخص الذي يؤثر الانتظار.
 

وفي فبراير 2011, عندما أجبرت ثورة ميدان التحرير الرئيس حسني مبارك على التنحي، كان السيسي آنذاك مديرا للمخابرات الحربية وهو منصب يكون خفيا دائما عن عيون عامة الشعب.
 

وقبلها بخمسة أعوام, أكمل السيسي كورسا دراسيا في كلية الحرب الأمريكية ببنسلفينيا لكن يبدو أنه لم يكن على رادار المسؤولين الأمريكيين.
 

ليون بانيتا وزير الدفاع الأمريكي أثناء ثورة يناير, والمدير السابق لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية أخبرني قائلا: "لا أستطيع القول إنني أتذكر أي نوع من الاهتمام الخاص تضمنته الملخصات الاستخبارية فيما يتعلق بالسيسي".
 

وفي عام 2013، خلف تشاك هاجل بانيتا في رئاسة البنتاجون.
 

وتحدث هاجل عن السيسي قائلا: "لم يكن العسكريون الأمريكيون يعرفونه جيدا".
 

ونقل التقرير عن مسؤولة أمريكية قولها إن المعلومات البيوجرافية عن السيسي كانت شحيحة، وأردفت: "لم يكن أحد يعرف الكثير عن زوجته وأبنائه، ولا أعتقد أن ذلك كان على سبيل الصدفة لكني أعتقد أنه وضع حوله هالة مقصودة من الغموض".
 

وظل مبارك في الحكم لمدة 30 عاما دون تحديد خليفة له وأطاحت به ثورة افتقدت القيادة والهيكل التنظيمي.
 

وبعد ذلك, حكم مصر المجلس العسكري بغرض الإشراف على الفترة الانتقالية لحين تسليم زمام الأمور لحكومة مدنية.
 

السيسي كان أصغر أعضاء هذا المجلس، وذكرت تقارير أنه كان يرتبط بدور بارز في المحادثات السرية مع الإخوان المسلمين, تلك الجماعة التي ظلت محظورة حتى اندلاع الثورة, والتي ارتبطت دوما بتوتر مع الجيش.
 

ولكن في أعقاب الثورة, وبعد صعود الإخوان إلى السلطة عبر سلسلة من الانتخابات الشعبية, كانت هناك علامات على وجود ترتيبات ما.
 

مسؤول بارز بالخارجية الأمريكية كان على اتصال بالجيش والإسلاميين أثناء الفترة المذكورة تحدث قائلا: "لقد كان السيسي هو الشخص المسؤول عن المفاوضات مع الإخوان، وأعتقد أن وجهة نظره آنذاك تمثلت في محاولة التأثير والتحكم وتسيير الفترة الانتقالية"
 

دبلوماسي أوروبي وصف الاتفاق بأنه كان يعتمد على التعايش المشترك، وفسر ذلك قائلا: "طالما لا يتدخل الإخوان كثيرا في شؤون الجيش، سيسمح لهم الأخير بالمضي قدما في الحكومة المدنية".
 

قيادات الإخوان كانت تثق في السيسي لسبب جزئي يتمثل في تدينه.
 

لكن على الأقل بشكل أولي، التزمت قيادات الجيش بالصفقة وانتخب مرسي في يونيو 2012 في أول انتخابات رئاسية ديمقراطية ولم يتدخل الجيش.
 

ولم يمر وقت طويل على توليه الحكم، إلا وأجبر مرسي وزير الدفاع الأسبق محمد حسين طنطاوي على الاستقالة بجانب قيادات البحرية والجوية والجوية.

خطوة مرسي لاقت استحسانا من الثوار الشباب الذين رأوا ذلك علامة على اعتزام مرسي تقليص هيمنة الجيش.
 

العديد من الناس استحسنوا أيضا تعيين السيسي وزيرا جديدا للدفاع لا سيما وأنه كان في السابع والخمسين من عمره وحل محل السبعيني طنطاوي.
 

وبدا ذلك وقتها وكأنه يعكس تحولا انتقاليا إلى قيادات عسكرية أصغر عمرا وأكثر استنارة.
 

ولم يمر وقت طويل حتى نفذ مرسي خطوة جريئة أخرى حيث أصدر في نوفمبر إعلانا دستوريا يمنحه سلطات مؤقتة لا يستطيع القضاء المساس بها كوسيلة استباقية لكبح أي معارضة لدستور موالٍ للإسلاميين.
 

وكانت تلك الخطوة نقطة التحول في الحظوظ السياسية لجماعة الإخوان المسلمين حيث فقدت تأييد معظم الثوار، وتنامى المعارضون بوتيرة ثابتة خلال الشهور الستة التالية حتى بلغت مرحلة رفضت فيها العديد من مؤسسات الدولة، مثل الشرطة، التعاون مع حكومة مرسي.
 

ولم يدل السيسي إلا بالقليل من التصريحات العامة، لكنه فتح حوارا مع نظيره الأمريكي تشاك هاجل.
 

وفي مارس 2013، بينما كانت الأزمة تتصاعد، زار هاجل القاهرة والتقى مع السيسي للمرة الأولى.
 

وقال هاجل واصفا لقاءه مع وزير الدفاع المصري آنذاك: "لقد كانت هناك كيمياء جيدة بيننا، وأعتقد أنه كان ينظر لي باعتباري شخصا يفهم الجيش، ويدرك التهديدات والحرب".
 

وبينما ساءت الأزمة، كان هاجل الشخص الوحيد في الحكومة الأمريكية الذي يتواصل معه السيسي.
 

وقدر هاجل عدد مكالماته مع السيسي بنحو الخمسين، وتابع: "لقد كنا بالمعنى الحرفي نتحدث ما يقرب من مرة أسبوعيا، وكانت بعض المكالمات تستغرق ساعة أو أكثر".
 

العديد من الأشخاص يعتقدون أن الجيش كان يخطط دائما للإطاحة بمرسي لكن هاجل مقتنع بأن السيسي لم يكن لديه في البداية نية الهيمنة على السلطة.واتفق معه دبلوماسيون آخرون.
 

وقال دبلوماسي أوروبي التقى مع السيسي عشرات المرات: "إنه ليس الشخص الذي يقضي حياته في اشتهاء السلطة أو سعيا وراء الرئاسة".
 

العديد من المراقبين شددوا على أن الدوافع دائما ما تتسم بالميوعة أثناء فترة عدم الاستقرار السياسي.
 

مسؤول سابق بارز بإدارة أوباما علق قائلا: "لم أكن أبدًا في وضع يخبرني فيه ملايين الأشخاص أنني أستطيع تغيير حال دولة إذا تدخلت، ولا أعرف كيف سينعكس ذلك على نفسيتي".
 

وفي اليوم الأخير من يونيو 2013، خرج نحو 14 مليون شخص, وفقًا لتقديرات، إلى الشوارع احتجاجًا على الحكومة.
 

واستطرد الكاتب: "سألت هاجل عما كان يقوله السيسي في ذلك الوقت فتذكر قائلا: كان يقول لي: "ماذا أستطيع أن أفعل، لا يمكنني الابتعاد، ولا أستطيع إفشال بلدي، يجب أن أقود الأمر، أنا الشخص الوحيد في مصر اليوم القادر على إنقاذ هذه الدولة".

وحتى النهاية، كانت قيادات الإخوان تعتقد أن السيسي يقف في جانبهم، وقال مسؤول بارز بالخارجية الأمريكية: "أعتقد أن مرسي أخذته المفاجأة تماما عندما انقلب السيسي ضده".
 

وفي 3 يوليو، وضع الجنود مرسي رهن الاحتجاز، وظهر السيسي على شاشات التلفاز معلنا حكومة انتقالية تحكم مصر حتى انعقاد انتخابات جديدة والموافقة على دستور جديد.

وأثناء الشهور التي أعقبت ذلك، تمتع السيسي بشعبية هائلة، لكنه بدا عازما على استمرار شفرة الغموض.
 

لم يكن السيسي يظهر علنا إلا نادرا، ولم ينضم أبدا لأي حزب سياسي، وعندما ترشح في انتخابات الرئاسة عام 2014، لم يكن معه برنامج حقيقي، ولم يشارك في أي تجمعات انتخابية.
 

السيسي لم يكلف نفسه حتى بعناء توضيح بعض التفاصيل الأساسية عن حياته، بل إن القناة الرسمية لحملته على يوتيوب وضعت تاريخي ميلاد مختلفين له.
 

السيسي لديه 4 أبناء لكنه نادرًا ما تحدث عنهم علنًا، كما ظلت زوجته بعيدة تماما عن الأضواء.
 

ولكن منذ أن أصبح رئيسا، كشف السيسي بشكل غير متعمد عن نفسه وعن الهياكل السياسية لمصر على نحو لم يكن يتصوره أحد.
 

كما ظهرت سلسلة من الفيديوهات والمقاطع الصوتية المسجلة سرا، والتي عرفت باسم "تسريبات السيسي" تحدث فيها الرئيس عن أمور حساسة تتراوح بين استغلال الإعلام إلى انتزاع أموال من دول الخليج.
 

انتهاكات حقوق الإنسان تجاوزت بكثير ما كانت عليه أيام مبارك، وأصبح الاقتصاد في درجة من الضعف تنذر بالخطورة.
 

وفي نوفمبر زار السيسي للمملكة المتحدة، أكبر مستثمر أجنبي غير عربي في مصر، والتقى مع ديفيد كاميرون، رئيس الوزراء في ذلك الوقت، واصطحب على متن طائرة الزيارة بعض كبار الشخصيات مثل اللواء المتقاعد، الذي رحل في وقت لاحق، سامح سيف اليزل، وتم وصف الزيارة بأنها تحمل أهدافا اقتصاديا.
 

وقبل الزيارة المذكورة بنحو 4 أيام، انفجرت طائرة تابعة لشركة "متروجيت" الروسية في الهواء بعد إقلاعها من مطار شرم الشيخ الدولي ومقتل 224 شخصا كانوا على متنها.

  وأرجعت تقارير أولية  الانفجار لأسباب فنية، قبل  أن يتوصل خبراء بريطانيون إلى  أن تنظيم داعش زرع قنبلة قد زرعت في الطائرة.

وألحق هذا ضررا هائلا تجاه ما تبقى من السياحة في مصر،  لا سيما  بعد تبني جماعة إسلامية مسلحة في سيناء كانت قد أعلنت ولائها لـ «الدولة الإسلامية» عام 2014، مسؤوليتها عن الحادث.
 

واتخذت بريطانيا قرارا بوقف كافة الرحلات  بين بريطانيا وشرم الشيخ التي علق فيها هناك 17 ألف سائح بريطاني، وأثر ذلك سلبا على زيارة السيسي.

وكان الرئيس المصري يقيم خلال الزيارة بفندق مندرين أورينتال، وفي الثامنة مساء يوم الزيارة، طوقت الشرطة المكان بعد تجمهر عدد من المصريين يرددون هتافات التحرير، "يسقط يسقط حكم العسكر".
 

وداخل الفندق،  كان وفد الرئيس داخل صالة روزبيري، مع رجال الحراسة مفتولي العضلات.

والتقيت بصحفية المصري اليوم فتحية الدخاخني، والتي أخبرتني أنه لن يسمح بطرح العديد  من الأسئلة عن حادثة سيناء، وأن وجودهم مجرد ديكور شكلي للمؤتمر الصحفي بين السيسي وكاميرون.
 

وبعد الانقلاب، اعتمد  السيسي على تأييد الإعلام المصري الذي كان أغلب عناصره متخوفة من  حكم محمد مرسي وابتهجوا عند الإطاحة به.

وظهر السيسي في مقطع فيديو مسرب قال فيه إن  الإعلام يسيطر عليه من 20 إلى 25 شخص، لافتا إلى إمكانية التواصل معهم بطريقة غير معلنة.
 

لكن اجتماعات الرئيس  المتتالية بالصحفيين والإعلاميين لم تتسم بالسرية، ونشرت الكثير من اللقاءات للسيسي مع الإعلاميين.

السيطرة على الإعلام في عهد مبارك كانت تحدث من خلال مزيج من التهديدات والمكافآت، لكن الثورة أطاحت بالنظام، وتمتع الإعلام بالحرية الكاملة، لمدة عامين ونصف قبل الانقلاب على مرسي.

وبعد انتهاء لمؤتمر الصحفي الموجز بين السيسي وكاميرون، أخبرتني الدخاخني أنها  كانت الصحفية الوحيدة التي سألت عن حادث الطائرة، بيد أن المسؤولين لم يرغبوا  التحدث في الأمر، مفضلين التركيز على الزيارة.

وعندما وجهت إليها سؤالا حول إذا ما كانت ستتطرق إلى القصة في مصر، وارت وجهها بيديها، ولسان حالها يقول إنها بلا حول ولا قوة.

وذكرت أن الجريدة رفضت  تغطية المظاهرات المصرية، وفضلت التركيز على وجود تجمعات من المتظاهرين المؤيدين للسيسي.

ومضت تقول: "في بعض المرات ينشرون بعض الأمور، لكن اتصالات من الرئاسة تأمرهم بحذفها".
 

وخلال الزيارة، خلص محللون روس إلى وجود براهين حول تورط داعش في حادث إسقاط الطائرة، وهو التأويل الذي رفضته آنذاك الحكومة المصرية.
 
وأعقب ذلك إعلان الخارجية البريطانية  توقف جميع الرحلات إلى مصر.

وردت مصر بأن القرار البريطاني جرى اتخاذه بشكل أحادي دون تشاور رغم الاتصالات العديدة رفيعة المستوى.

وعندما تحدثت إلى أحد الصحفيين عن الأمر، ذكر لي أن بريطانيا وأمريكا يتآمران على مصر لضرب السياحة،  وسألني: " لماذا لم تنتظر بريطانيا حتّى انتهاء الزيارة، «لماذا ترغبون في  إحراج الرئيس؟".

 

رئيس بلا حزب

 

وفي أغلب الأوقات، كانت تقاد السياسة في مصر بشعارات الفخر والسيادة، وترتبط الشعبية بحدة المزاج والصراخ في المسؤولين،  لكن السيسي لا يشتهر بالغضب أو فقدان الأعصاب.

وحاولت الحكومة الاستفادة من موضوع الطائرة بتصويرها على أنها إثبات لصحة الحملة المشددة التي تستهدف  الحياة المدنية في مصر بداعي محاربة الإرهاب، إلا أنه في نفس الوقت اهتزت صورة السيسي  كمنقذ وحام من الإرهاب.
 

وقابلت الدخاخني مرى أخرى، لكنها هذه المرة كانت قد تركت تغطية أخبار الرئاسة، وفسرت ذلك قائلة: "ليست وظيفة أن أعمل كساعية بريد أنتظر  البيان الصحفي لتسلمه إلى الصحيفة".

ولفتت إلى تقلدها مسؤولية النسخة الإلكترونية من "المصري اليوم".

 

وأشارت إلى أن الرئيس السيسي لا يختار مستشارين جيدين، حيث يولي ثقته الكاملة في الجيش الجيش، ورأت أنه في حاجة إلى حزب سياسي.
.

السيسي، هو الرئيس الوحيد بين 4 عسكريين حكموا مصر لا يمتلك حزبا، فجمال عبد الناصر والسادات كانوا نشطاء سياسيين في فترة الشباب، وتعاملوا مع أو ضد الإخوان  أوقات متباينة، وعمل كل منهم على تأسيسي حزبه السياسي.

وأسس السادات الحزب الوطني الديمقراطي الذي ترأسه حسني مبارك فيما بعد، مما جعل مصر تعاني من حكومة الحزب الواحد.
 

وفي بعض الأشكال، يعتبر الرئيس سياسيا طبيعيا، حيث يمزج خطبه باللهجة العاميةالعاطفية.

وذات يوم، سأله أحد الصحفيين عمّا فعله بعد بيان الانقلاب، فأجاب: "ذهبت لوالدتي التي دعت الله أن يحميني من كل شر".
 

الأرابيسك هي المهنة التي تخصص فيها جد الرئيس السيسي، وهي صناعة خشبية تعتمد على تطعيم الخشب بقطع ملونة جمالية من اللؤلؤ.

جد الرئيس كان متعدد الزوجات وأنجب العديد من الأبناء، وتمتلك عائلة السيسي 10 عشر متاجر للأرابيسك في خان الخليلي.

 الصيف الماضي، توقفت  أمام أحد متاجر الأرابيسك التي يديرها ابن عم السيسي ويدعى  مسعد علي حمامة.

 

وأخبرني حمامة أن كل أبناء العائلة كانوا يتدربون أثناء الصيف في عمل العائلة، وأن السيس نفسه سبق له التدرب على أعمال الصدف، من خلال استخدام السكين في انتقاء  قطع صغيرة من اللؤلؤ.

وفيما يتعلق بعلاقة السيسي بالعائلة، قال لي حمامة إن احترام كبار السن، وطاعتهم تمثل القاعدة الرئيسية التي تحكم العائلة، بغض النظر عن الوظيفة أو المهنة.

وتابع حمامة: "عندما يأتيني مسن من العائلة أجلسه مكاني وكأنه هو مالك المكان".
 

وفي مرحلة المراهقة،  انضم السيسي إلى المدرسة العسكرية العليا. حيث تعلم الانضباط، كما تأثر بالنزعة المتدينة للعائلة.
 

وتزوج السيسي من ابنة عمه، في تقليد شائع  في الأسر المصرية المحافظة.

زوجة السيسي وابنته ربات بيوت، لم يدخلوا سلك الوظائف.

فتحي السيسي أحد أبناء عمومة الرئيس، ذكر لي أن السيسي رفض وظيفة الملحق العسكري لمصر في الولايات المتحدة جراء شرط خلع زوجته للحجاب في أمريكا.

ضلوع عائلة مبارك في قضايا بعد الثورة جعل السيسي يؤثر  إبعاد أسرته عن الأعين.

الدخاخني ذكرت لي أن المصري اليوم نقلت ذات يوم عن صحيفة بحرينية قولها إن زوجة السيسي رافقته في زيارة رسمية، لكن مسؤولا بمكتب الرئاسة طلب من الصحيفة حذف الفقرة المذكورة.

 

وتعلم الرئيس من دروس الحزب الوطني والفساد الذي استشرى عبر سيطرة رجال الأعمال.

 ولذلك السبب، فضل الجيش مرسي و الإخوان عن أحمد شفيق في انتخابات الإعادة الرئاسية، انطلاقا من إمكانية التحكم بسهولة في الجماعة، بخلاف شفيق الذي كان لا يرتبط بصلات قوية بهياكل السلطة.
 

لا سياسة ولا اقتصاد

 

ثمة سؤال يفرض نفسه بالنسبة للسيسي  إذا كان بإمكانه التحول من مرحلة القائد العسكري إلى السياسية.

  مسؤول بارز بالخارجية لأمريكية قال لي إن السيسي  ينظر للسياسة باعتبارها من الأنشطة الضارة التي تحدث أثرا مقسما للأمة.
 

بيد أنه في غياب أحزاب حقيقية وحياة سياسية واقعية، لن يجد الشباب أي فرص للمشاركة  في الحياة السياسية، وسيضحى التظاهر ملاذهم الوحيد للتعبيرعن الرأي.

وأثناء زيارته للصين في 2014، تحدث السيسي عن اعتبار الصين نموذجا يقتدى به، بما يعني استخدام السلطوية من أجل السيطرة على الاقتصاد.

مسؤول صيني أخبرني بشكل صريح أن مصر تسلك الاتجاه المعاكس لبلاده.

الباحث أشرف الشريف علق قائلا: "سلطوية الصين مقابلها التنمية لكن في مصر توجد سلطوية بلا تنمية".
 

وخلال السنوات الثلاثين الماضية، بشكل قطاع الصناعة في الصين 30% من الناتج الإجمالي المحلي الإجمالي، بينما يمثل في مصر 16 % فحسب رغم وفرة الأيدي العاملة منخفضة التكلفة، وتوفر الممرات الملاحية.


ورغم تحدث السيسي عن  التنمية والصناعات التحويلية، لم تحدث سياسته تغيير ملموسا على أرض الواقع.

القسط الأكبر من التصنيع في مصر  يعتمد مشاريع استخراج الطاقة، التي يعمل بها القليل من الأشخاص، وحلت مصر في المركز  132 من بين 144 دولة في فرص العمل المتوفرة للنساء.

وشهد عام 2012 أكبر عدد من معدل المواليد في مصر خلال 20 عاما.
 

قطاع  الخدمة المدنية في مصر يتسم بالتضخم، ويظف عددا كبيرا يناهز  6 ملايين موظف، بما يتجاوز ضعف النسبة في  الولايات المتحدة والمملكة المتّحدة معًا.

أكثر من ربع الموازنة المصرية يتم إنفاقهاعلى أجور الموظفين الحكوميين.
 

وعلى مدى عقود، تعتمد مصر على المساعدات الخارجية، ومن بعد الانقلاب، مولت دول الخليج مصر بمساعدات بلغت نحو 30 مليار دولار، لا سيما وأنها تعتمد على الدولة السنية للمساعدة على مواجهة إيران الشيعية.

لكن ثمة سؤال مفاده إذا ما كانت تلك الأموال جلبت للسيسي الاحترام والاستقرار، والإجابة تأتي من خلال سلسلة من التسريبات، التي يتحدث في أحدها السيسي  مع مدير مكتبه عباس كامل،  حول حاجته إلى  أموال الخليج وحاجته لعشرة مليارات دولار من السعودية ومثلها من الإمارات، ومثلها من الكويت،  على أن توضع في حساب الجيش، وبعض (الفكة) توضع بحساب البنك المركزي من أجل موازنة 2014.

ويسمع صوت عباس كامل وهو يضحك، فيخبره السيسي قائلا: "عندهم فلوس زي الرز".

 

لا يعرف أحد من صاحب دفة التوجيه للاقتصاد المصري،  وبعد تولي السيسي السلطة للسلطة اتخذ بعض الإجراءات مثل تقليص الدعم الوقود والكهرباء، وهو ما قابله الاقتصاديون بمشاعر تهليل.

 

لكن السيسي،  كشأن كافة جنرالات الجيش يرون أن الاقتصاد مجرد مشاريع تنفذها المؤسسة العسكرية.

وفي أعقاب قرار خفض الدعم، اتجه الرئيس إلى تنفيذ  مشاريع عملاقة ليست ذات جدوى، مثل تفريعة قناة السويس، الذي تكلف  8 مليارات دولار دون جني الأرباح المنتظرة.

وتفاقمت وتيرة سوء الاقتصاد المصري، ولامس الدولار أرقاما قياسية في السوق السوداء مقابل الجنيه المصري. كما بلغ معدل التضخم نسبة هائلة تجاوزت 15 %.


 

وفي نوفمبر 2015،  قررت الحكومة أخيرا تعويم الجنيه، مما أفقد الجنيه أكثر من نصف قيمته، وأعقب ذلك قرارات بتخفيض متزايد للدعم عن الوقود وغيره من السلع الرئيسية.

 

واستهدف ذلك الحصول على قرض من  صندوق النقد الدولي، بعد أن ساعدت المليارات الخليجية والأمريكية على تأجيل طويل للإجراءات القاسية.

إلا أن  الحكومة المصرية تبدو في أغلب الأحيان غير مدركة للأوضاع أو سبل  معالجة المشكلات الاقتصادية، مما يؤدي إلى حالة من التخبط.
 

قمع غير مسبوق

 

وفي 3 فبراير 2016،  عثرت على جثة طالب جامعة كامبريدج الإيطالي جوليو ريجيني، وزعمت الشرطة أنه صحية حادث مرور.

لكن الطب الشرعي كشف تعرضه لتعذيب استمر 7 أيام قبل مقتله.

وبعدها أعلنت الداخلية قتلها لخمسة أفراد من عصابة في تبادل لإطلاق النار، بدعوى ضلوعها في اختطاف وقتل الطالب الإيطالي. وذكرت أنها عثرت على جواز سفر ريجيني ومتعلقات أخرى تابعة له، إلا أن صحفيين مصريين وأجانب فندوا تلك الادعاءات.
 

ومع تفاقم الكارثة، قال السيسي في تصريحات تلفزيونية: "لا تستمعوا لأحد غيري" مؤكدا تعرض مصر لمؤامرة.

 

.وانتقد  السيسي المصريين الذين يحتجون ضد الحكومة، معاتبا المصريين بسبب نقص تمويل صندوق تحيا مصر، وأطلق مبادرة "صبح على مصر بجنيه".

وأردف الرئيس أنه يمكن الحصول على 10 مليون جنيه يوميا، لو تبرع 10 ملايين شخص من إجمالي 90 مليون بجنيه فقط.

 

وخلال الفترة المذكورة، وجه إعلاميون ناقدون للسيسي انتقادات مثل يوسف الحسيني الذي انتقد الرئيس بسبب غضبه من الاحتجاجات، متجاهلا  القتل والتعذيب. وتوقف برنامجه بشكل مؤقت.
 

 

محمد عصمت السادات الرئيس السابق للجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب المصري  الذي يحظى باحترام دولي، قال إن مثل هذه الممارسات تحدث يوميا للمصريين، وتكتظ مصر بحالات الاختفاء القسري والتعذيب.

 

التاريخ المصري يمتلئ بالتوتر بين الجيش والشرطة، مع توازن قوى متبادل بين المؤسستين.

مبارك لم يكن يمنح الجيش ثقته الكاملة، وعزز من الشرطة كقوة داعمة له، لكن المؤسسة الأمنية  اكتسبت سمعة مشبوهة بالتوحش، وقلة الانضباط.

  وتعتمد مصر على قانون للتجنيد الإجباري، حيث ينضم أحيانا عناصر أقل وعيا إلى إلى الشرطة التي كانت سلوكياتها أحد الأسباب التي أججت الثورة على مبارك.

مسؤول بالخارجية الأمريكية وجه سؤالا للسيسي حول عدم اتخاذه رد فعل حيال السيسي، أجابه قائلا: "لا أستطيع، إنها  مافيا تتألف من مليون رجل.

 

وفي  صيف 2013، بعد الانقلاب، اعتصم الآلاف من أنصار الرئيس الأسبق محمد مرسي في القاهرة، وأخبرني هاجل أنه حذر السيسي مرارا وتكرارا من عدم اتخاذ إجراء عنيف، لكن وزير الدفاع المصري آنذاك كان يشدد على الفارق بين الشرطة والجيش".

 

السيسي أخبر هاجل عن محاولات لنزع الوحشية المفرطة للشرطة، بحسب وزير الدفاع الأمريكي السابق.

 

وأخبره هاجل وقتها: “ينبغي أن تجد أسلوبا للتعامل مع ذلك"، فأجابه: “أنا لا أسيطر على الشرطة".

 

وفي 14 أغسطس 2013،  فضت القوات الأمنية الاعتصامين بوحشية صادمة، ورغم أن بعض المحتجين لم يكونوا سلميين وحملوا أسلحة، وقتل 8 ضباط شرطة، لكن الأغلبية العظمى لم يكونوا مسلحين، كما أن القوات الأمنية لم تقدم التحذيرات الملائمة أو الممرات الآمنة للمغادرة، وقدرت هيومن رايتش ووتش عدد قتلى هذا اليوم بأكثر من 1000.

 

وبعد المذبحة تحدث هاجل والسيسي تليفونيا.

تذكر هاجل نص ما دار بينه وبين السيسي :  "لقد قال لي إنه آسف وآسف جدا، وكان يتمنى ألا تصل الأمور إلى هذا الحد، وأن ما حدث لم يكن يريده أبدا".

 

واستطرد هاجل: “لقد تحدث السيسي عن مشاعر عائلته بعد فض رابعة، وكيف شعروا بالغثيان حيالها، وانزعاج زوجته الشديد من رؤية كل هذه الدماء".

 

وأردف الوزير الأمريكي السابق: “لم يقل السيسي إن عائلته ألقت عليه اللوم،  لكنهم تأثروا بفض رابعة،  وذكر لي أنهم كانوا يصلون من أجل الجميع".
 

 المذبحة وضعت نهاية لمرحلة من الثورة. حيث أصاب الإنهاك الثوار، وأصيب الناس بالتعب من الاحتجاجات، وأصدرت الحكومة في نهاية عام 2013 قانونًا يمنع التظاهر دون إذن الداخلية،  ويفرض حكومات سجن للمخالفين.
 

وبعد مرحلة من الهدوء والضغط العصبي الصامت جراء الأوضاع الاقتصادية والقبضة الأمنية،  أدى إعلان الحكومة التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير لصالح السعودية،  في موجة جديدة من المظاهرات والاحتجاجات، دون أي نقاش مجتمعي.

المحتجون على القرار الحكومي كان جزاؤهم الاعتقال والسجن.
 

الاحتجاج الأكبر ضد القرار حدث أمان نقابة الصحفيين حيث تجمع  المئات من شباب الصحفيين. واستمرت لفترة قبل أن تطلق الشرطة الغاز تجاه الحشد، وتلقي القبض على العديد من الصحفيين.

خالد البلشي عضو مجلش إدارة نقابة الصحفيين الذي توجه إليه السلطات بعض الاتهامات ذكر لي أنه ليبرالي  وليس معارضا اعتاد على التفوه برأيه  وقتما شاء.

  لكن الآن النظام أصبح مجنونًا. وأصدر حكما على البلشي، مع مسؤولين آخرين بالنقابة، بالسجن عامين، في حكم يطلب  الصحفيون عدم تنفيذه.
 

وفي 25 أبريل، كانت هناك محاولة أخرى للاحتجاج  ضد تسليم الجزيرتين، وذهبت إلى مكان التظاهر المفترض، لكن  صحفيا شابا يدعى حسام بعث لي رسالة فحواها أن مكان الاحتجاج تغير ميدان المساحة.
وهناك تجمّع ما يقارب الـ 300 شاب، وشرعوا بالهتاف: "يسقط يسقط حكم العسكر".

 

ولم تنتظر الشرطة إلا  7 دقائق قبل إطلاق الغاز وطلقات في الهواء، مما تسبب في تشتيت المتظاهرين في أماكن شتى.

وهرولت معهم حتى وصلت لأحد الشوارع، وهناك صرخ فينا شرطي ولوح سلاحه تجاهنا،  وركضت متسائلا: "لمن يوجه مسدسه،  وحادثت نفسي على أنني لست المقصود.
 

وفي مساء ذلك اليوم، قال لي حسام ماذا  تفعل لو كنت شابا مصريا.


حسام ألقي القبض عليه، وأطلقوا سراحه بعد 6 ساعات، أما المحاسب الشاب بكر الذي كان يجري معنا، فقد حكم عليه بالسجن لمدة عامين.
 

الرئيس السيسي تمكن من عرض نفسه في صورة المناهض لموجة من الإسلام الأصولي، لكن  العديد من النشطاء ذكروا أن سياسات السيسي ستخلق جيلا جديدا  من التنظيمات الإسلامية التي تتخذ العنف منهجا لها.

إلا أن ذلك الفرض لم يتحول لواقع حتى الآن، إذ لا يوجد في مصر جماعات عنف على غرار  الثمانينات والتسعينات تستهدف المحجبات بماء النار، والسياح والأجانب، بحسب نانسي عقيل مديرة معهد التحرير لسياسات الشرق الأوسط.

 

عقيل ذكرت أن الجماعات المسلحة في مصر يتركز هدفها على المؤسستين العسكرية والأمنية، رغم أن بعض الهجمات استهدفت الأقباط مثل حادث الكنيسة البطرسية بالكاتدرائية.

 استهداف الطائرة الروسية التي كانت تقل السياح كان  رسالة سياسية ضد التواجد الروسي في سوريا.

الجماعات المذكورة لا تتحدث كثيرا عن قضايا إسلامية بقدر الحديث عن قضايا سياسية واجتماعية.
 

محافظات الصعيد في مصر لم تشهد كذلك عنفا مماثلا لما كان عليه الحال قبل 30 عاما، وقتما كانت مركزا  لجماعات الإسلام الراديكالي.

وتعد سيناء المركز الجديد للجماعات المسلحة،  لكن عقيل قدرت عددهم بين 500 و1000 فقط.

حسن حسن الباحث بمعهد التحرير وخبير الشؤون الإسلامية، قال إن  600 مصري فقط انضموا للقتال في العراق وسوريا، بما يقل عن عدد تواجد الألمان الذين انضموا لتنظيم الدولة، وأقل كذلك من تعداد التونسيين في داعش.
 

ابتعاد  المصريين عن الانضمام لمثل تلك الجماعات يعزي إلى اعتقادهم أن التنظيم صنعته الولايات المتحدة لتشويه الإسلام، بالإضافة إلى فشل تجربة  الإسلام السياسي والسلطة تحت حكم الإخوان المسلمين.

 

هل تندلع ثورة ثالثة؟
 

الحكومة المصرية أحكمت سيطرتها على المنابر والدعاة منذ يوليو 2013، ولم يبد إلا قدر قليل من أئمة المساجد أي تعاطف تجاه ضحايا مجزرة رابعة، ولم يكن العديد منهم مناوئا للانقلاب، وما زالوا على نفس الحال رغم مرور الأعوام.
 

اثنان من الأئمة الذين كانوا من أشد مناهضي السيسي كانا قد أعفيا من مناصبهما، لكنهما تمكنا من العودة لاحقا، بعد رشوة صغيرة لمسؤولين، بما أصابني بالدهشة.
 

السيسي شارك الشعب في 2016 بعضا من لحظات الصدق العلني غير المألوفة، حيث ذكر في أحد الخطابات: " انظروا إلى حال البلد، إنها شبه دولة، وليست دولة حقيقية".

ورغم الأزمات الاقتصادية المتتالية، واللحظات الصعبة التي شهدتها البلاد خلال 6 سنوات، لا تزال مصر دولة قوية موحدة، بخلاف الحال سوريا والعراق وليبيا واليمن.

إيجابية المصريين في عدم اعتناق منهج الإسلام الراديكالي بالرغم من كل ما تعرضوا له نقطة تحسب لهم.
 

 دبلوماسي أوروبي قال لي:  "مصر لا تحتمل اندلاع ثورة ثالثة، وإذا أطيح بالسيسي سيكون بديله رجل عسكري".

وتابع المسؤول: "السيسي يستطيع مجابهة أي  محاولة للانقلاب ضده  بنفس درجة تمكن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من دحض محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا".
 

الصحفي حسام تملكته مشاعر الاكتئاب والشعور بالذنب تجاه بكر، وترك عمله، معتقدا أنه هو من دفعه إلى السجن.

ولفت حسام أنه تابع باستمرار جلسات محاكمة المحاسب بكر، وحاول التخفيف عن والدته الأرملة.

 

لكن في أوائل يونيو 2016، وفي قرار مفاجئ، تمت  تبرئة بكر وآخرين.
 

والتقيت بكر  بعد خروجه من السجن، وأخبرني أنه يشعر بالتعب والإرهاق، لكنه محظوظ بعدم تعرضه للتعذيب، بعكس رفاقه.

وأشار بكر إلى أن بعض  حراس السجن من المجندين الشباب الذين تأثروا من رؤية أقرانهم يقتادون إلى السجن.
 

وسألت بكر، الذي لم يمارس من قبل النشاط السياسي، عما تعلم في السجن، فأجابني متماسكا على نحو مدهش: " تعلمت أن من لديه حق لابد أن يدفع الثمن، مثلما دفع باقي الناس".

وواصل مبتسما منفثا دخان سيجارته:  " لا يوجد أكثر سعادة من مدخن شاب خرج لتوه من السجن في أول ليلة من رمضان".

 

واختتم بقوله:  "تعلمت كذلك أن الظالم ينتابه دائما شعور بالخوف".

 

رابط النص الأصلي

اعلان