محلل إسرائيلي: " فيدرالية أبو مرزوق" قابلة للتطبيق؟
تساءل "يوني بن مناحيم" المحلل الإسرائيلي للشئون العربية ما إن كان الاقتراح الذي طرحته حماس بتشكيل حكومة فيدرالية فلسطينية، سيتم الموافقة عليه في النهاية كحل للانقسام رغم معارضة الفصائل وعلى رأسها حركة فتح.
وفجر الدكتور موسى ابو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس نهاية الأسبوع الماضي "قنبلة سياسية" خلفت ردود أفعال سلبية من قبل كافة الفصائل الفلسطينية.
خلال زيارته إلى مصر وفي حديث أدلى به لإحدى القنوات في 30 ديسمبر، اقترح أبو مرزوق إقامة حكومة فيدرالية بين الضفة الغربية وقطاع غزة لحل مشكلة الانقسام والتوصل إلى مصالحة وطنية.
“الحكومة الفيدرالية ستكون حل ممكن، فالفيدرالية أفضل من الانقسام". أوضح نائب رئيس المكتب السياسي لحماس. وسرعان ما نشرت حركة فتح بيانا أعلنت فيه رفضها اقتراح أبو مرزوق.
قالت فتح إن على حركة حماس إعادة النظر في مفهومها السياسي للفيدرالية التي من شأنها تعميق الانقسام، ودعم التصريحات الإسرائيلية، كتلك التي جاءت على لسان وزير التعليم "نفتالي بينت" الذي قال "دولة فلسطين" في قطاع غزة.
علق تيسير خالد عضو اللجنة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية على حسابه الخاص بالفيس بوك في 31 ديسمبر ، معتبرا اقتراح أبو مرزوق :”تقسيم نفوذ ومصالح، لاسيما في الوقت الذي يحقق الفلسطينيو فيه إنجازات على الساحة الدولية كاعترف الأمم المتحدة بفلسطين على حدود 67 وقرار مجلس الأمن رقم 2334 بخصوص الاستيطان".
وأشار خالد إلى أن فكرة تشكيل حكومة فيدرالية بين الضفة الغربية وقطاع غزة أمر خطير وأن خطورته تكمن في أنه يروج لوهم بوجود دولة قائمة في غزة ودولة قادمة في الضفة.
يقول المحلل الإسرائيل "بن مناحيم" في تحليله المنشور على موقع "نيوز 1” إن حركة حماس عادت بعد الضجة التي خلفها الاقتراح بين الفصائل الفلسطينية، لتؤكد إنه لم يكن سوى محاولة من قبل مرزوق لزيادة التنسيق بين الضفة والقطاع.
وقال المحلل السياسي مصطفى الصواف، أحد المحللين البارزين بقطاع غزة والناشط المعروف بحركة حماس- وفقا للتوصيف الإسرائيلي- إن ما طرحه أبو مرزوق جاء من باب"السخرية" في ظل تهرب فتح من المصالحة ورفض الرئيس محمود عباس تنفيذ ما تم الاتفاق عليه مسبقا في القاهرة والدوحة والشاطئ، مستبعدا أن يكون الاقتراح تفكير جدي من قبل حماس التي لم تفكر يوما في إقامة كنتونات فلسطينية.
معنى اقتراح نائب رئيس المكتب السياسي لحماس هو تقسيم الحكم في الضفة والقطاع بشكل رسمي ومتفق عليه رسميا بين حركتي حماس وفتح.
“بن مناحيم” أكد أن هذا التقسيم قائم بالفعل منذ عام 2007، إذ تسيطر حماس على قطاع غزة بينما تحكم حركة فتح الضفة الغربية.
وتابع المحلل الإسرائيلي :”يقترح أبو مرزوق تشكيل حكومة وحدة بمشاركة كافة الفصائل الفلسطينية، تقدم تعليماتها لحكومتين، واحدة تدير الضفة والأخرى تدير شئون القطاع. يحاول أبو مرزوق تبرير فكرته بوصول الطرفين إلى نفق مسدود في مفاوضات المصالحة، لا يمكن تجاوزه، ومن ثم فإن الأمر يتطلب حلا مبتكرا”.
وقال إن الاقتراح طرحه أبو مرزوق خلال محادثات أجراها الأسبوع الماضي في القاهرة مع مدير المخابرات المصرية، مشيرا إلى أن مصر استأنفت المحادثات السياسية مع حماس، انطلاقا من رغبتها في العودة لدورها التقليدي في التنسيق بين الفصائل الفلسطينية.
وأضاف “بن مناحيم”:”يبدو أن الحديث يدور عن بالون اختبار أطلقه موسى أبو مرزوق، لجس النبض ومعرفة ما إن كان بالإمكان دفع تلك الفكرة بشكل عملي ومن أجل “ضخ أكسجين سياسي” لاستمرار نظام حماس في القطاع”.
وختم قائلا :”في الأثناء تُناقش فكرة الفيدرالية في وسائل الإعلام الفلسطينية والعربية فقط، ومن المثير للاهتمام رؤية ما إن كانت ستطرح مجددا عندما تُستأنف محادثات المصالحة بين فتح وحماس رغم الانتقادات اللاذعة من قبل الفصائل الفلسطينية تجاه الفكرة".