بعد مطالبته سفراء "أوباما" بترك مناصبهم قبيل تنصيبه الرسمي
إندبندنت: ترامب يعرض أمريكا لفراغ دبلوماسي في العالم
الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب يثبت مجددا أنه عاقد العزم على تمزيق القواعد والأعراف الدبلوماسية والإلقاء بها في سلة المهملات.
هكذا رأت صحيفة "إندبندنت" البريطانية الخطوة التي اتخذها الفريقا الرائسي الرئاسي لـ ترامب في أعقاب مطالبته السفراء الذين عينهم الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته باراك أوبام بالخارج بمغادرة مناصبهم قبل موعد تنصيبه الرسمي رئيسا للبلاد والمقرر له في الـ 20 من يناير الجاري.
وذكرت الصيفة في سياق تقرير على موقعها الإليكتروني اليوم الجمعة أن قرار ترامب بعدم إعطاء مهلة للسفراء الأمريكيين المعينين بالخارج يمثل خرقا واضحا لعقود من التقاليد المتبعة في الدبلوماسية الأمريكية.
وأضاف التقرير أن الخطوة تهدد بترك الولايات المتحدة الأمريكية دون مبعوثين في بلدان كبرى مثل بريطانيا وألمانيا وكندا ولشهور، كما أنها تعني إجبار أسر السفراء على إيجاد أماكن للعيش بها في أمريكا أو البلدان التابعين لها.
ونقل التقرير عن صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن فريق ترامب الرئاسي قد أصدر تفويضا "دون استثناءات" عبر رسالة بعث بها وزارة الخارجية الأمريكية إلى الدبلوماسيين في الـ 23 من ديسمبر المنصرم.
وقال مسؤول بارز في فريق ترامب الانتقالي إنه " لا يوجد سوء نية" في القرار الذي هو مجرد محاولة لضمان مغادرة السفراء الذين عينهم أوباما مناصبهم في الوقت المحدد.
وأعرب بعض المبعوثين الدبلوماسيين عن غضبهم بالسماح لـ ميلانيا ترامب، زوجة الرئيس الأمريكي المنتخب باتخاذ خطوة غير معتادة بالبقاء في منزلهما الكائن بـ برج ترامب في نيويورك ريثما ينهي ابنهما بارون، 10 أعوام، عامه الدراسي، في وقت تواجه فيه حياتهم الشخصية تهديدات جراء قرار ترامب.
وحتى الآن، لم يعلن ترامب صراحة سوى عن تسمية سفير واحد لدى الكيان الصهيوني وهو محامي الإفلاس ديفيد فريدمان، وأخر لدى الصين وهو حاكم ولاية أيوا تيري برانستاد.
جدير بالذكر أن إيفانا، ترامب، الزوجة الأولى لـ ترامب كانت قد أعربت بالفعل عن نيتها في أن تصبح سفيرة الولايات المتحدة لدى جمهورية التشيك في فترة حكم الرئيس الأمريكي المنتخب.
وبالرغم من عدم وجود دليل على إمكانية تحقق ذلك على الأرض، أبدى الرئيس التشيكي ميلوس زيمان دعمه لهذه المبادرة، قائلا:” لا يمكنهم إرسال سفير إلى براغ أفضل من إيفانا."
كان دونالد ترامب قد أثار مؤخرا حالة من السخط العام في أمريكا بعد تأييده لتصريحات جوليان أسانج، مؤسس موقع التسريبات الشهير "ويكيليكس" التي تشكك في المعلومات الاستخبارية التي تزعم تدخل روسيا في الانتخابات الأمريكية التي أجريت في الـ 8 من نوفمبر الماضي، وترجيح كفة ترامب على منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون.
وتجيء تلك التصريحات في أعقاب تغريدات أطلقها دونالد ترامب أمس الأول الأربعاء على حسابه الشخصي على موقع التدوينات المصغر "تويتر" والتي أيد فيها مزاعم أسانج بشـأن روسيا كونها ليست مصدر رسائل البريد الإليكترونية المسربة من داخل اللجنة الوطني الديمقراطية وجون بوديستا، رئيس الحملة الانتخابية لـ هيلاري كلينتون، والتي نشرها "ويكيليكس" إبان الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وكتب ترامب: "أسانج ... قال إن الروس لم يعطوه المعلومات!"
وذهب ترامب إلى ما هو أبعد من ذلك، ليشن هجوما جديدا على وكالات الاستخبارات الأمريكية، قائلا على حسابه على موقع "تويتر" إن البيان الاستخباري الموجز الذي كان من المنتظر أن يتسلمه بشأن التدخل الروسي المزعوم في انتخابات 2016 قد تأخر.
وتابع: "ربما تكون هناك حاجة إلى مزيد من الوقت لتجهيز القضية. هذا غريب جدا".
كان مؤسس موقع "ويكيليكس" قد أشار إلى أن روسيا ليست هي مصدر رسائل البريد الإلكتروني المسربة من الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة والتي نشرت على موقعه، في حملة انتخابات الرئاسة الأمريكية