محلل إسرائيلي: لامتلاكه أسرارا وفضائح.. النظام المصري يخشى البرادعي
”تخشى السلطات المصرية من إمكانية أن تؤدي عودته لإثارة الأجواء مجددا في البلاد، عمل البرادعي نائبا للرئيس المصري، ويحتفظ بأسرار دولة، ومعلومات عن فضائح سياسية يمكن أن يؤدي نشرها لزعزعة النظام".
“أعلن محمد البرادعي نائب الرئيس المصري السابق عن عودته للساحة السياسية. يخشى الرئيس المصري أن يحشد البرادعي الجهود للإطاحة به كما فعل مع الرئيس حسني مبارك".
كان هذا ما خلص إليه المحلل السياسي الإسرائيلي "يوني بن مناحيم" في مقاله المنشور على موقع "نيوز 1” العبري، وتطرق فيه لظهور الدكتور محمد البرادعي مجددا على الساحة، واعتزامه لعب دور سياسي في الفترة المقبلة، في وقت يشهد فيه نظام الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي تراجعا كبيرا في شعبيته نتيجة لأزمات متتالية، لاسيما على الجانب الاقتصادي، على حد قوله.
وقال "بن مناحيم":شغل البرادعي عام 2013 لوقت قصير منصب نائب الرئيس المصري، لكنه استقال من منصبه في أعقاب مذبحة 14 أغسطس (فض رابعة). قاد البرادعي عام 2010 الحركة الشعبية في مصر ضد نظام حسني مبارك، جنبا إلى جنب مع جماعة "الإخوان المسلمين"، و"الحركة الوطنية للتغيير"، كانت هذه النشاطات أحد أسباب سقوط نظام مبارك".
وتابع :”وفقا لمصادر في مصر، يخشى نظام السيسي من العودة السياسية لمحمد البرادعي، لاسيما في ظل الوضع الاقتصادي الصعب في مصر، ومن إمكانية عودته لقيادة احتجاجات اجتماعية ضد النظام تتمخض عن ثورة جديدة".
وتطرق المحلل الإسرائيلي للتسريبات التي بُثت مؤخرا لمحادثات البرادعي بالقول :”من أجل إحراجه ومحاولة تشويه سمعته، جرى تجنيد الصحفي أحمد موسى، أحد أبواق النظام، الذي نشر في إحدى القنوات التلفزيونية الخاصة تسجيلات لـ 13 مكالمة منسوبة للبرادعي، يوجه فيها انتقادات ويطلق شتائم وسبابا ضد سياسيين وصحفيين بينهم الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى".
وتقول مصادر مصرية إن مصدر تلك التسريبات هو أجهزة الأمن في مصر، وإنها الوحيدة القادرة على التنصت على مكالماته وتسجيلها. بحسب “بن مناحيم”.
غرد البرادعي على “تويتر” وأدان بث التسجيلات المنسوبة له وقال إنها تتضمن “تحريف متعمد”. أثار نشر تسجيلات البرادعي موجة من ردود الأفعال والجدل على شبكات التواصل في مصر.
وألقى "بن مناحيم" الضوء على سلسلة حوارات أجرتها "شبكة التلفزيون العربي" مع البرادعي، وأذيع الجزء الأول منها، وقال إن "إعلان نائب رئيس الجمهورية السابق العودة للنشاط السياسي تقلق الرئيس المصري السيسي للغاية:، مشيرا إلى أن البرادعي مؤسس حزب "الدستور" لديه علاقات وطيدة مع جماعة "الإخوان المسلمين"، التي جرى حظرها.
في عام 2011 استضافت الصحيفة الألمانية "دير شبيجل" البرادعي وقال "آن الأوان أن نكف عن شيطنة الإخوان المسلمين".
وفي الماضي نُسب للبرادعي تصريحات تشير إلى اعتراضه على الإطاحة بالرئيس محمد مرسي. كذلك فإنّ ظهوره على “شبكة تلفزيون العربي” تحديدًا، الممولة على يد قطر والتي تعد البوق الدعائي للإخوان، أثار ضده الكثير من الانتقادات الحادة في مصر، من قبل جهات وشخصيات موالية للنظام. على حد قول المحلل الإسرائيلي.
وأعطى "بن مناحيم" مثالاً على بتصريحات اللواء محمد الغباشي نائب رئيس حزب "حماة الوطن" لإحدى الصحف التابعة للنظام، التي اتهم فيها البرادعي بأنّه "ترس ضمن منظومة تعمل جاهدة لإسقاط الدولة المصرية، ويقوم بالتنسيق مع جهات عديدة وأجهزة مخابرات مجندة عناصر لها داخل مصر وأخرى خارجها".
وقال الكاتب الإسرائيلي في مقاله الذي حمل عنوان "العودة السياسية للبرادعي"، إنه رغم عدم تطرقه في الحلقة الأولى من الحوار التلفزيوني للرئيس عبد الفتاح السيسي، وحديثه فقط عن الرئيس جمال عبد الناصر وأنور السادات وتبعات معاهدة كامب ديفيد، فإنّ وسائل الإعلام المصرية الموالية للنظام أطلقت حملة إعلامية ضد البرادعي تضمنت إساءات على شبكات التواصل.
ورأى المحلل الإسرائيلي أنّ "الساحة السياسية في مصر تفاجأت من الإعلان عن عودة محمد البرادعي للحياة السياسية، لكن أحدًا لا يملك تفسيرًا مقنعًا لتقوية عودته السياسية".
وأضاف: ”تخشى السلطات المصرية من إمكانية أن تؤدي عودته لإثارة الأجواء مجددًا في البلاد، عمل البرادعي نائبًا للرئيس المصري، ويحتفظ بأسرار دولة، ومعلومات عن فضائح سياسية يمكن أن يؤدّي نشرها لزعزعة النظام".
“المخاوف قائمة على تجارب الماضي، ومشاركته السياسية في أحداث أدّت لإسقاط نظام حسني مبارك. يعتبر محمد البرادعي محبوب الغرب، وعمل مدير عام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وحصل عام 2005 على جائزة نوبل للسلام". خلص الكاتب الإسرائيلي.
وختم "بن مناحيم" بالقول: ”يحظى البرادعي بتأييد دولي واسع النطاق، وتصريحاته ضد نظام السيسي خاصة في كل ما يتعلق بالحفاظ على حقوق الإنسان في البلاد يمكن أن تتسبب في الكثير من المتاعب للنظام".