يديعوت: بهذا السيناريو تنوي حماس مباغتة إسرائيل في الحرب القادمة
“خلف الصورة الخادعة للهدوء في الجنوب، يستعد الجيش الإسرائيلي وحماس للحرب القادمة. على الجانب الإسرائيلي يركزون على تحديد مراكز الثقل بحماس واختيار الأهداف بشكل فاعل. على الجانب الثاني، في حماس يخططون، لاستخدام ذكي للكوماندو البحري، والطائرات بدون طيار. وإحداث حالة تنطلق فيها صافرات الإنذار بشكل يومي في جوش دان (منطقة وسط إسرائيل تضم تل أبيب)، وإنزال آلاف المقاتلين لشبكة الأنفاق تحت القطاع".
بهذه الطريقة ألقت صحيفة "يديعوت أحرونوت" بالضوء على ما قالت إنه تأهب جيش الاحتلال وحركة المقاومة الإسلامية حماس بقطاع غزة للمواجهة القريبة بينهما، والتي يمكن ان تندلع في أية لحظة.
وقال "يوآف زيتون" المراسل العسكري للصحيفة "من على مسافة بضعة أمتار من السياج المحيط بمستوطنة نحال عوز، شمال غلاف غزة، يمكن بسهولة وبلا منظار رؤية سباق التسلح وإعادة التأهيل لحركة حماس. بلدوزرات وشاحنات فلسطينية مكدسة بمواد بناء أعيد تدويرها مما بقى من المنازل في حي الشجاعية"، مشيرا إلى أن الحي الشرقي لغزة بات أكبر مصنع للأسمنت في القطاع.
في الداخل- والكلام للمراسل الإسرائيلي، تُبنى مواقع حماس كالفطر بعد المطر، ومن تحت الأراضي الزراعية المثمرة على الجانبين تسمع أصوات الحفر.
بإمكان المستوطنين على الجانب الإسرائيلي بعد مرور عامين ونصف العام على عملية "الجرف الصامد" سماع أصوات تدريبات حماس القتالية، والتدريبات على الرماية واللياقة البدنية، حتى في منتصف الليل.
العميد "يوفال بن داف" أحد القادة الإسرائيليين فيما تعرف بـ"قيادة الجنوب، توعد حماس بتحويل أنفاقها إلى "فخوخ للموت"، و أن تكون "وبالا عليها"، مضيفا "المعركة القادمة لن تعتمد فقط على القصف الجوي وحده، والنيران وحدها لن تحقق النصر في الحرب القادمة".
وبحسب المراسل العسكري للصحيفة، فإن “القيادة الجنوبية” مستعدة لمواجهة جديدة مع حماس، تطبق فيها سياسة وزير الدفاع “أفيجدور ليبرمان” الرامية لإنهاء الحرب القادمة بالقضاء على الحركة وليس الحصول على الهدوء لعامين أو ثلاثة أعوام فقط.
ويدرك الإسرائيليون أن الأزمة الاقتصادية المتفاقمة في القطاع، ونقص الكهرباء والمياه والبطالة المتزايدة، جنبا إلى جنب مع طفح مياه المجاري والزيادة السكانية الكبيرة، أصبحت قنبلة موقوتة قد تنفجر في وجوههم في أية لحظة.
وقال "زيتون" إن حماس وفقا لتقديرات إسرائيلية ستحرص خلال الحرب القادمة على القتال بطريقة مختلفة أكثر دقة وتركيزا كما تنوي إسرائيل أيضا، وإنها ستبدأ الحرب بضربة بداية قوية كتسلل مزدوج لعشرات المسلحين المدربين داخل المستوطنات المتاخمة للقطاع وقتل عدد كبير من الإسرائيليين واختطاف أكبر عدد ممكن. وفقا لهذه التقديرات سيكون هدف حماس في هذه المرحلة رسم صورة النصر في أول أيام القتال، في وقت لم تبدأ فيه إسرائيل المعركة بعد.
تنوي حماس نقل معظم جولات الحرب تحت الأرض، من خلال إنزال معظم قواتها إلى شبكة الأنفاق المتشعبة التي تزيد يوما بعد يوم في القطاع. كذلك تعمل على تحسين قدرة الصواريخ، خاصة بعيدة المدى، لإحادث حالة اعتيادية من إطلاق الإنذارات اليومية في مدن منطقة جوش دان بما فيها تل أبيب.
وتسعى حركة المقاومة الإسلامية وفقا لتقرير "يديعوت" إلى زيادة معدل المواد المتفجرة في الصواريخ قصيرة المدى وقذائف الهاون المخصصة لاستهداف المستوطنات المحيطة بغزة وتجمعات قوات الجيش الإسرائيلي بشكل يجعلها أكثر فتكا.
وستعمل حماس على استخدام ما طورته من طائرات بدون طيار لتفجير أهداف إسرائيلية، جنبا إلى جنب مع تسلل مسلحيها عبر الأنفاق للمستوطنات، ومع تنفيذ قوات الكوماندو عمليات من البحر، كل هذا بهدف نقل الحرب لداخل إسرائيل.