موقع إسرائيلي: هل يرجع الفراعنة من الجابون مرفوعي الرأس؟
“جاراتنا من الجنوب هي إحدى إمبراطوريات كرة القدم الأكثر جبروتا في إفريقيا. مصر بطل كأس الأمم الإفريقية على مر العصور، إذ حصدت ما لا يقل عن سبع بطولات، من بينها ثلاثة على التوالي بين أعوام 2006-2008 وآخرها 2010. رغم تاريخها الكروي المذهل، لم تحقق مصر انجازات كبيرة في السنوات الماضية- فلم تصعد أصلا للبطولات الثلاثة الأخيرة، لأسباب لا تتعلق بالرياضة بالضرورة".
هكذا علق موقع "دفار ريشون" الإسرائيلي على انطلاق كأس الأمم الإفريقية في الجابون، مؤكدا في نهاية تقريره أن فرصة المنتخب المصري الذي يضم هذا العدد الكبير من المحترفين كبيرة للغاية لـ"استعادة مجدها والعودة برأس مرفوعة من الجابون للقاهرة".
وقال الموقع :”أسباب انهيار كرة القدم المصرية في الست سنوات الماضية تتعلق في الأساس بالأحداث العاصفة التي شهدتها المنطقة سياسيا واجتماعيا. في يناير 2011 اندلعت تظاهرات بميدان التحرير بالقاهرة ضد نظام حسني مبارك، أدت لإسقاطه وسيطرة الجيش على البلاد. في يونيو 2012 انتخب محمد مرسي من جماعة الإخوان للرئاسة، لكن أطيح به من الحكم بعد مرور عام تقريبا على يد الجيش وانتخب عبد الفتاح السيسي رئيسا جديدا للبلاد".
وأضاف :”لعب مشجعو كرة القدم في البلاد دورا كبيرا في التحولات التي شهدتها مصر: في 1 فبراير 2012 وخلال مباراة في الدوري العام ببورسعيد بين الأهلى والمصري، اندلعت اضطربات قتل خلالها 74 مشجعا ونحو 500 مصاب. كان كل القتلى تقريبا من مشجعي النادي الأهلي، الذين كانوا هم الأبرز في التظاهرات ضد نظام مبارك، وساهموا بشكل كبير في إسقاطه"
في أعقاب أحداث بورسعيد قررت الحكومة المصرية وقف كافة النشاطات الكروية في البلاد لعامين، وتعطيل الدوري العام، مع استمرار المباريات الدولية في إطار المنتخب الوطني وكأس إفريقيا، لكن كل المباريات في الداخل جرت بلا جمهور، أو بعدد بسيط للغاية من المشجعين.
بعد عامين من انعدام النشاطات- والكلام للموقع الإسرائيلي- استؤنف الدوري 2013/2014، بنشاطات مقلصة، إذ جرت كل المباريات أمام مدرجات خالية. تلك الفترة الطويلة التي لم تكن فيها نشاطات منتظمة أضرت بشكل شديد بالمنتخب الوطني، وأوشكت كرة القدم أن تصبح شيئا هامشيا. فقط في فبراير 2015 عندما شعر النظام المصري أن التوترات الداخلية هدأت وليست هناك أخطار لاندلاع أعمال شغب في الملاعب على خلفية سياسية، وقتها تقرر أنه آن الأوان للسماح للمشجعين بالعودة للمدرجات.
ذلك الواقع الجديد في مصر أدخل روحا جديدة على المنتخب الوطني، الذي وصل إلى كأس الأمم الإفريقية أقوى من المعتاد- فليس هناك أفضل من مباراة للعودة إلى مقدمة المسرح. لذلك يمكن أن نكون مـاكدين أن الفراعنة سيأتوا جائعين وعازمين على إعادة الاحترام لمنتخبهم وشعبهم.
وتطرق الموقع لتشكيلة المنتخب المصري وقال :”وصل المصريون مع مجموعة ممتازة من اللاعبين في قمة لياقتهم البدنية، بما فيهم نجم المنتخب محمد صلاح المهاجم الممتاز لروما الذي بدأ الموسم بلياقة رائعة. من سيمرر له الكرة هو محمد النني من أرسنال، الذي سيكون مسئولا عن منطقة نصف الملعب".
ومضى يقول :”لاعب آخر بارز علينا أن ننتبه له هو رمضان صبحي العبقري البالغ 19 عاما، الذي يلعب في ستوك سيتي الإنجليزي، وسوف يتعاون مع لاعب موهوب آخر من المملكة البريطانية هو أحمد محمدي من هال سيتي وسيلعب في الجناح الأيمن. لاعبون آخرون يكلمون التشكيل المصري هم أحمد "كوكا" حسن، الذي زاع صيته في براغا البرتغالي. ومحمود حسن "تريزيجيه" من موسكورن البلجيكي ومروان محسن من الأهلي، وسوف ينضم لهم لاعبون محليون من الدوري المصري، يدربهم الأرجنتيني المحنك هيكتور كوبر. مع هذه القدرات الواسعة والعدد الكبير من النجوم المتلألئة والمشجعين الذين سيصلون الجابون، فإن لدى مصر فرصة جيدة للغاية لاستعادة مجدها والعودة للقاهرة برأس مرفوع".