قبل يومين من تنصيبه رسميا.. حرارة الأرض تصفع دونالد ترامب
فى سابقة جديدة تنذر بحجم التحديات التى تواجه العالم، صرّح علماء وجيولوجيون اليوم الاربعاء بأن حرارة الارض كسرت للعام الثالث على التوالي الرقم القياسي لها، قبل يومين من تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب الذي وصف سابقا التغير المناخي بأنه "مؤامرة صينية" بحسب صحيفة نيويورك تايمز.
الصحيفة الأمريكية قالت إنها السابقة الأولى فى العصر الحديث التى تشهد مستويات غير مسبوقة فى ارتفاع درجات الحرارة لثلاثة أعوام على التوالي.
وتأتى هذه النتائج قبيل يومين من مراسم تنصيب ترامب الذي سبق وأن وصف ظاهرة الاحتباس الحرارى بكونها مجرد مؤامرة من صنع الصين متعهدا باستعادة جهود سلفه الرامية لخفض انبعاثات الاحتباس الحرارى
وتشير البيانات إلى أن حل المعضلة لا يكون بالاعتماد على مجرد تمنّيات الساسة، فحرارة الأرض تتزايد وهو أمر يتجاوز الجدل العلمى الخطير حول هذه الظاهرة.
ويؤكد خبراء الجيولوجيا أن درجات الحرارة تتجه إلى مستويات من المتوقع أن تشكل تهديدا خطيرا للطبيعة والحضارة الانسانية
وشهد عاما 2015 و2016 تناميا لظاهرة الاحتباس الحرارى بسبب نمط الطقس المعروف باسم النينيو والتى من خلاله يطلق المحيط الهادى دفقة هائلة من الطاقة وبخار الماء فى الغلاف الجوى.
ويعزي تسجيل كوكب الأرض مستويات قياسية فى درجات الحرارة إلى زيادة مستويات ثانى أكسيد الكربون فى الجو بالإضافة الى الغازات المسببة للاحتباس الحرارى.
وكان ترامب قد كتب في تغريدة قديمة: “مفهوم الاحترار الحراري خلقته الصين لمصلحتها، بغية إخراج الصناعة الأمريكية من المنافسة"
من جانبه، قال ديك إرندت رئيس الهيئة القومية للمحيطات الغلاف الجوى ومراقبة المناخ العالمى إن عاما واحدا يتسم بالسخونة هو أمر مثير للفضول، لكننا أصبحنا في عام نخرق الحد الأقصى من الارتفاع فى درجات الحرارة، وهذا هو المؤشر الحقيقي بأن كوكبنا يشهد تغيرات جذرية
كما تشهد منطقة القطب الشمالى مستويات غير مسبوقة من الحرارة حيث تتراوح درجات الحرارة من 20 وحتى 30 فهرنهايت فى فصل الخريف مسجلة بذلك درجات فوق المعدل الطبيعي عبر مساحات شاسعة من المحيط القطبي الشمالى وبالنسبة للجليد البحري فقد شهد تراجعا حادا لسنوات حتى أن سكان هذه المناطق القطبية يصارعون مشكلات هائلة مثل التآكل الساحلى السريع الناجمة عن تغير المناخ
جافين سكميدت وهو مدير معهد جودارد لدراسات الفضاء فى مانهاتن وهى وحدة الإدارة القومية للملاحة الجوية والفضاء تختص بقياس وتتبع درجات الحرارة حول العالم قال : " إن ما يحدث فى القطب الشمالى هو أمر يبعث على الحزن كما أن ما حدث هذا العام كان خارج الحسبان بشكل يبعث على السخرية "
ولم يكن سكان القطب الشمالى وحدهم من شعروا بحرارة الأرض فقد ضربت المجاعة والجفاف إفريقيا، ويعتبر يوم 19 مايو هو اليوم الأكثر حرارة فى تاريخ الهند حيث سُجلت درجات حرارة بلغت ال 123.8 درجة فهرنهايت عاشها سكان مدينة فالودى.
ورغم ان ظاهرة النينو فى المحيط الهادى قد وصلت لنهايتها فإن علماء المناخ على مستوى العالم يتوقعون أن يشهد عام 2017 مستوى أخف وطأة فى درجات الحرارة من سابقيه لكن وتيرة السخونة التى شهدها الكوكب كانت مذهلة لكثير من الخبراء ومنهم من لازال متوجسا من حقبة تشهد تناميا لظاهرة الاحتباس الحرارى يمكن أن نختبرها على مدى السنوات القليلة المقبلة.
بلايين الأطنان من الجليد الأرضى في طريقها للذوبان أو الانزلاق فى المحيطات فى ظل درجات الحرارة الحالية كما أن البحر ايضا يمتص معظم الحرارة المحتجزة فى الانبعاثات البشرية.
وتلك العوامل تؤدي لزيادة المحيطات بوتيرة متسارعة حتى أن المجتمعات الساحلية فى الولايات المتحدة تنفق مليارات الدولارات لمكافحة فيضانات المد والجزر المتزايد غير أن مناشداتهم الكونجرس بالمساعدة فى مكافحة هذه الظاهرة لم تُعامل باكتراث.
هذا وقد أفرجت 3 وكالات حكومية اثنان منها أمريكيتان وواحدة بريطانية عن النتائج المحطمة للأرقام القياسية للعام الثالث على التوالى فى ارتفاع درجات الحرارة والتى تسجل القياسات التى تدلى بها السفن والعوامات ومحطات الأرصاد الجوية الأرضية.
كما ان النتائج أكدها مشروع بيركلى لقياس درجات حرارة الارض وهى منظمة غير هادفة للربح ومقرها كاليفورنيا أنشئت بهدف إنشاء تحليل مستقل عن الحكومة لدرجات حرارة الأرض.