ذا لوكال: الإليزيه يفتح ذراعيه للمرشح المستقل إيمانويل ماكرون
“بعيدا عن استطلاعات الرأي والتى تشير إلى أن إيمانويل ماكرون يتمتع بشعبية طاغية في البلاد، فإن قصر الإليزيه والذى بدا لوهلة بعيد المنال أضحى يفتح ذراعيه أمام المرشح الفرنسي المستقل بعد أن بدأ يتجاوز العقبات الواحدة تلو الأخرى".
جاء ذلك في تقرير بموقع "ذا لوكال" حول تنامي حظوظ ماكرون في انتخابات الرئاسة الفرنسية، معتبرا أن نتائج الانتخابات التمهديدية لليمين واليسار تزيد الانقسامات الحزبية وتصب في صالح المرشح المستقل.
وأضاف التقرير: "إيمانويل ماكرون اكتسا وجهه بالفرح بعد انتخابات الحزب الاشتراكي التمهيدية التي جرت منذ أيام".
الشهور القليلة الماضية حملت حظا وافرًا لماكرون الذي يبلغ من العمر 39 عاما فمن مصرفي سابق أصبح ماكرون وزيرا للاقتصاد ثم بات المرشح الرئاسي صاحب الوجه الشاب.
فبعد أن مُني آلان جوبيه بهزيمة فى الانتخابات التمهيدية لحزب يمين الوسط أمام فرانسوا فيون المتمسك بالقيم المسيحية والذي يكنّ إعجابا بالسياسات الاقتصادية الليبرالية لرئيسة الوزراء البريطانية مارجريت تاتشر مما جعله أكثر قربا إلى اليمين، قد يجد أنصار جوبيه المرشح الرئاسي إيمانويل ماكرون أكثر قبولا وجدارة من فيون.
وبالنسبة للرئيس الحالى للبلاد فرانسوا أولاند، فقد آثر الانسحاب من حلبة الانتخابات الرئاسية مما هيأ لماكرون أرضيةً أكبر داخل تيار الوسط.
ثم جاءت انتخابات اليسار التمهيدية ليلة الأحد حاملة مفاجأة أخرى لماكرون بتقدّم اليساري بينوا هامون والذي يوصف بأنه " بيرنى ساندرز الفرنسي أو جيرمي كوربين" فرنسا".
وأصبح هامون المرشح الأوفر حظا للفوز بانتخابات اليسار، ويتطلع لهزيمة مديره السابق رئيس الوزراء السابق مانويل فالس فى جولة الإعادة الأحد المقبل.
وكان هامون قد استقال من حكومة فالس واصفا إياه بأنه غير متقبل لدعم سياسات التقشف والتى تحبّذ الاعتماد على الشركات والاعمال التجارية.
ويشير محللون إلى ان الحزب الاشتراكي الفرنسي قد سقط فى بئر الانقسامات حتى أضحى معسكرين يتعذر التوفيق بينهما.
وبناء على ماسبق، فإن خسارة فالس لجولة الإعادة المقرر انعقادها يوم الاحد فإن ماكرون ذات التوجه الاوروربي التقدميّ والذي يجيد الإنجليزية، والذى رفض خوض الانتخابات ممثلا لتيّار اليمين او الوسط قد يستحوذ على أصوات أنصار فالس.
فوز هامون يجعل ماكرون متعلّقا بآمال حشد الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم لصالح فالس.
ويتلاقى هامون مع ماكرون فى دعمه للسياسات الاقتصادية الداعمة لاقتصاد السوق وهى سياسات يدعمها الحزب الاتشراكى الفرنسي.
من جانبه، فقد التزم إيمانويل ماكرون الصمت وعلى ما يبدو أنه اعتبر انه من السابق لأوانه الاحتفال بالنتائج التى تمخضت عن الجولات التمهيدية غير انه انصاره آثروا الحديث عن ابتهاجهم بما آلت إليه نتائج الانتخابات.
هذا وقد صرّح أحد النواب لجريدة لوموند الفرنسية بأن " فوز بينوا هامون بالانتخابات التمهيدية يتساوى مع تغلّب زعيم اليسار البريطاني جيريمى كوربين على منافسه من حزب العمال حيث يرفض تيار اليسار الإصلاحي العمل تحت قيادته.
ومن المرتقب ان يكون ماكرون سعيدا بالمشاركة الضئيلة فى جولة الانتخابات التمهيدية لليسار التي لم يشارك فيها إلا 1.7 مليون صوت، وهو ما يعنى انها أقل بكثير من 4 . 3 ملايين ناخب أدلوا باصواتهم فى الانتخابات التمهيدية لتحالف يمين الوسط الجمهوري والتى أجريت فى نوفمبر الماضي.
ويعني ذلك أن المرشحين هامون وفالس لا يتمتعان بأرضية صلبة يمكن التعويل عليها للقيام بحملة سياسية.
وخلال إدلائه بحديث لصحيفة لوموند الفرنسية قال عضو الحزب الاشتراكى كريستوفر كاستانايت الداعم للمرشح ماكرون إن إجمالي الأصوات لن تعطى قوة دافعة لكلا المرشحين هامون وفالس معتبرا أن إيمانويل ماكرون هو الوحيد الذي يتمتع بالزخم الجماهيري .
والحق ان استطلاعات الراي جاءت تعضد من هذا الرأي حيث تشير أحدثها إلى إمكانية تحقيق ماكرون نتيجة تتراوح بين 17 - 21 % في الجولة الأولى من الانتخابات الفرنسية.
كما أجريت استطلاعات أخري أوضحت أن ماكرون سيهزم منافسيّه فيون وزعيمة اليمين المتطر ماري لوبان على حد سواء فى جولة الإعادة إذا تمكّن من الوصول للجولة الثانية من الانتخابات.
فى نفس السياق فقد ألمحت شخصيات بارزة داخل الحزب الاشتراكى إلى أن ماكرون قد يحظى بدعمهم على حساب مرشحهم إذا ما تبيّن أن لديه حظوظا أوفر للفوز أمام منافستى ماري لوبان.
المحلل السياسي ستيفان روزيه من جانبه صرّح لوكالة الأنباء الفرنسية بأن نفوذ وتأثير إمانويل ماكرون فى الشارع الفرنسي حقيقيّ وجدير بالتصديق ".