على عُهدة خبراء القانون:
جارديان: قرار ترامب بتعليق دخول المسلمين أمريكا تمييز ديني
الإجراءات الجديدة المتطرفة التي تنظم دخول الأشخاص الولايات المتحدة والتي أعلن عنها الرئيس دونالد ترامب أمس الجمعة ستختبر بكل تأكيد القانون الأمريكي فيما يتعلق بالتمييز الديني ودستورية قرارات حظر هجرة بعض المسلمين إلى أمريكا.
هكذا استهلت صحيفة "جارديان" البريطانية تقريرا على نسختها الإلكترونية اليوم السبت والذي حاولت فيه كشف مدى مطابقة القرارات التنفيذية التي اتخذها ترامب أمس الجمعة للدستور الأمريكي، ومن بينها وقف برنامج قبول اللاجئين السوريين، ومنع دخول كافة اللاجئين إلى الأراضي الأمريكية لمدة 120 يومًا، وأيضا تعليق دخول المواطنين من البلدان ذات الأغلبية السنية لمدة 90 يومًا: العراق وسوريا وليبيا والصومال والسودان وإيران واليمن.
وقال ترامب في مقابلة مع الشبكة الإذاعية المسيحية أمس الجمعة أنه سيمنح استثناءات للمهاجرين المسيحيين. ويعطي القرار أولوية لطلبات اللجوء التي يتقدم بها لاجئون على أساس الاضطهاد الديني وذلك إذا ما كان صاحب الطلب ينتمي لـ "دين الأقلية في الدولة."
وينقسم علماء القانون منذ شهور حول ما إذا كانت مقترحات ترامب تلك مطابقة للدستور الأمريكي أم أنها تمثل خرقًا لنصوصه. ويشترك البيت الأبيض في سلطة تقرير مدى أهلية الشخص للمواطنة ودخول الولايات المتحدة، ولم تدخل المحكمة العليا الأمريكي مطلقًا في مواجهة مباشرة لتحديد ما إذا كان من الممكن أن يمثل الدين سببًا صحيحًا من الناحية القانونية لاستبعاد بعض الأشخاص من دخول أمريكا دون غيرهم.
وأشارت "جارديان" إلى أن قرارات ترامب التنفيذية لم تشر إلى الإسلام صراحة، لكنها تستهدف الدول ذات الأغلبية المسلمة، ما يعني أنها قد تختبر مدى فاعلية الضمانات التي كفلها الدستور للدين والإجراءات القانونية، جنبًا إلى جنب مع سلطة الرئيس بشأن الهجرة بوجه عام.
وأكد أساتذة القانون في كلية هارفارد للحقوق، من بين آخرين، أن القرارات ما هي سوى تمييز على أساس ديني، مشيرين إلى أنه ونظرًا لأن تلك القرارات تندرج على ما يبدو في نطاق قانون الهجرة، قد يصعب على منتقديها أن يثبتوا مخالفة البيت الأبيض للدستور.
وقال الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية إن إغلاق الباب أمام اللاجئين يصب في مصلحة من يريدون الضرر للولايات المتحدة.
ووقع ترامب على الأمر التنفيذي في البنتاجون بعد مراسم أداء الجنرال جيمس ماتيس لليمين وزيرا للدفاع.
وعلق عليه قائلا: "أضع إجراءات تدقيق جديدة لمنع الإرهابيين الإسلاميين الراديكاليين من دخول الولايات المتحدة الأمريكية. نريد ألا يدخل بلدنا سوى من يدعم بلدنا ويحب شعبنا".
وكان ترامب قد صرّح في مقابلة تلفزيونية أن الأولوية في طلبات اللجوء إلى الولايات المتحدة التي يقدمها سوريون ستكون للمسيحيين منهم.
وقال الرئيس الأمريكي إن المسلمين السوريين وجدوا الطريق أسهل لدخول الولايات المتحدة من المسيحيين السوريين. وأضاف أن المتطرفين "يقطعون رؤوس الجميع، خاصة المسيحيين"،على حد تعبيره.
وكان ترامب قد اقترح بالفعل إقامة مناطق آمنة للنازحين داخل سوريا، لكنه لم يقدم مزيدًا من التفاصيل بهذا الشأن.
وسبق وأن اقترح ترامب خلال حملته الانتخابية حظرًا مؤقتًا على دخول المسلمين للولايات المتحدة، وقال إنَّ هذا سيحمي الأمريكيين من هجمات المتشددين.
وندد الكثير من أنصار ترامب بقرار الرئيس الأمريكي الأسبق أوباما زيادة أعداد اللاجئين السوريين الذين تستقبلهم الولايات المتحدة خشية أن ينفذ الفارّون من الحرب الأهلية بالبلاد هجمات.