كورييه إنترنسونال:
رغم اﻹبادة الجماعية.. العالم لم يدرك بعد مأساة الروهينجا
مئات القتلى ربما يكونوا آلاف، أكثر من 1000 مسلم ممن ينتمون إلى أقلية الروهينجا قتلوا من قبل الجيش البورمي في ولاية راخين ببورما، وفقا لاثنين من مسؤولي الأمم المتحدة.
صحيفة "كورييه إنترناسيونال" الفرنسية نشرت تقريرا عن أزمة مسلمي الروهينجا الذين يتعرضون منذ 2016 إلى كافة أنواع التعذيب والقتل، مما أدى إلى سقوط مئات القتلى منهم وفرار الآلاف خارج وداخل البلاد هربًا من مصيرهم المظلم.
وتحت رسم كاريكاتوري ﻹحدى عربات الجيش البورمي وهي تدهس الروهينحا بينما رئيسة البلاد أونج سان سو كي تدير ظهرها، سلطت الصحيفة الضوء على تجاهل المجتمع الدولي ﻷزمة هذه اﻷقلية المسلمة، التي تعاني من حملة تطهير عرقي ممنهجة من قبل قوات جيش ميانمار.
مسئولا اﻷمم المتحدة في بنجلاديش، أكدا فرار ما يقرب من 70،000 لاجئ من الروهينجا على مدى الأشهر الأربعة الماضية إلى هذه الدولة المجاورة. تشير الصحيفة.
وفي الثالث من فبراير الجاري، أكدت الأمم المتحدة أن أعمال القتل الجماعي والاغتصاب التي ارتكبها الجيش في "سياسة إرهاب متعمدة” تجاه هذه الأقلية التي يصل عددها لأكثر من مليون شخص يعيشون شمال غرب بورما، حقيقية.
"كورييه إنترناسيونال"، المختصة في ترجمة التقارير والمقالات في الصحف العالمية المختلفة، أوضحت أن موقع “The Irrawaddy” البورمي، لفت إلى أنه بعد إنكارها جميع التهم التي وجهتها الأمم المتحدة "حكومة ميانمار التي قالت إنها "تشعر بقلق بالغ إزاء انتهاكات حقوق الإنسان” في الدولة، باتت اليوم تحت ضغط كبير.
الموقع البورمي بين أيضا، أنه خلال الفترة الماضية زار عدد من كبار المسؤولين في الأمم المتحدة المنطقة، فيما تعرضت أونج سان سو كي، زعيمة بورما والتي ظلت صامتة تجاه هذه الاتهامات لفترة طويلة، لانتقادات حادة من قبل بابا الفاتيكان يوم 8 فبراير الماضي.
وخلال خطابه الأسبوعي، قال البابا فرانسيس "لقد طردوا من ميانمار، ورُحلوا من مكان إلى آخر بسبب أنه لا أحدا يريدهم، إنهم طيبون ومسالمون، ليسوا مسيحيين، إنهم طيبون، إنهم إخواننا وأخواتنا".
وأضاف "إنهم يُعانون على مدار أعوام، ويعذبون ويُقتلون، ببساطة لأنهم يريدون أن يمارسوا ثقافتهم ودينهم الإسلامي".
وتؤكد الأمم المتحدة أن لديها تقارير تحتوي على أدلة قوية حول ارتكاب جيش ميانمار انتهاكات جسيمة جمعتها من مقابلات أجرتها مع أكثر من 200 لاجئ من أقلية الروهينجا الذين فروا إلى بنجلاديش.
محققا الأمم المتحدة قالا أيضا إنه "من المرجح جدا" أن قوات الأمن في ميانمار ارتكبت جرائم في حق الإنسانية، مشيرين إلى أن أغلب اللاجئين من اﻷطفال والنساء، وتساءلوا أين الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 17 و 45 عاما؟
كما أعربا عن قلقهما من عدم إدراك العالم الخارجي بشكل كامل لفداحة الأزمة التي تتداعى في ولاية راخين شمال غرب ميانمار.
وقال أحد المسؤولين "الحديث حتى الآن يدور حول مئات القتلى، ربما يكون هذا تهوينا في التقديرات.. ربما نتحدث عن آلاف”.