جيروزاليم بوست:

كاتب إسرائيلي لمصر: علاقتنا يجب أن تتخطى فلسطين

كتب: جبريل محمد

فى: صحافة أجنبية

12:43 12 فبراير 2017

قال الكاتب اﻹسرائيلي "سيث جي فرانتزمان" إن العلاقات المصرية اﻹسرائيلية وصلت لمستويات غير مسبوقة من التعاون القائم على المصالح المشتركة، مشيرا إلى أن الجارتين تريدان السلام مع الفلسطينيين والقضاء على اﻹرهاب.

 

وأضاف الكاتب في مقال نشرته صحيفة "جيروزاليم بوست" اﻹسرائيلية يجب ألا تظل العلاقات رهينة القضية الفلسطينية، ومعاقة من أجيال تحرض ضد إسرائيل، ويجب أن تظل في تطور مستمر.


 

وفيما يلي نص المقال:

 

كثير من المصريين ينظرون إلى حرب 1973 على أنها انتصار، فمن رحم تلك الحرب جاءت معاهدة السلام الموقعة في واشنطن عام 1979 بين الرئيس أنور السادات، ورئيس الوزراء مناحيم بيغن.

 

ويقول مراقبون إن إسرائيل ومصر لديهما أوثق تعاون منذ عقود على أساس المصالح المشتركة.

 

وعلى السطح هناك أشياء عن السلام البارد بين مصر وإسرائيل، فـ"الدولة العبرية" لم تكن ممثلة في معرض القاهرة الدولي للكتاب الذي اختتمت فعالياته الجمعة، كما أن الاجتماعات الرسمية مع الإسرائيليين مثيرة للجدل.

 

 إسرائيل أعادت فتح سفارتها، ولكن في مكان أصغر، وفي سبتمبر 2015، بعد أربع سنوات من مهاجمة مقر السفارة خلال فوضى الربيع العربي، قال مدير عام وزارة الخارجية اﻹسرائيلي دوري جولد:" نحن نعمل معًا من أجل الاستقرار والازدهار في الشرق الأوسط .. مصر دائما أكبر وأهم دولة في منطقتنا".

 

 

وهذا يدل على أن العلاقة مع إسرائيل متعددة الطبقات، غالبية السكان معادية لإسرائيل، و تغذيها وسائل الإعلام الشعبية، إلا أنها قد تغيرت قليلا نحو الأفضل في السنوات الأخيرة.

 

وقال أيمن الخطيب مدرس سابق:" لا يزال هناك الكثير من نظريات المؤامرة والإشاعات التي يتم بثها".

 

وهناك المستوى السياسي، والدبلوماسي - الذي يطالب رسميًا إسرائيل بتحقيق السلام مع الفلسطينيين ويرى القضية الفلسطينية باعتبارها جوهر المشاكل في المنطقة- والقطاع الاستراتيجي والعسكري، الذي يرى إمكانية التعاون مع إسرائيل.

 

مصر وإسرائيل لديهما مصالح استراتيجية مشتركة في المنطقة، حيث ترى القيادة المصرية أن الربيع العربي زعزع الاستقرار بشكل كبير، وفي إحدى المناقشات تم التأكيد على أن القاهرة ترى أن الصراع اليوم في المنطقة هو بين الإسلام السياسي، مثل جماعة الإخوان وفروعها، والأنظمة العلمانية.

 

أيضا تخشى القاهرة من تصاعد نفوذ إيران عن طريق الوكلاء في اليمن ولبنان والعراق الذين يقتربون من الحدود الشرقية للقاهرة.

 

وفي خضم هذه المشاكل، إسرائيل هي الحليف الرئيسي، مصر تسير على خط رفيع في علاقاتها مع السعودية وسوريا، فهي تحتاج إلى الدعم المالي من دول الخليج، ولكنها تريد الاحتفاظ بموقعها التقليدي كقوة عسكرية وثقافية في المنطقة، و تريد هزيمة التطرف.

 

العلاقات المصرية الإسرائيلية هي الأساس لسياسة الولايات المتحدة في المنطقة، الولايات المتحدة وفرت أكثر من 80 مليار دولار لمصر منذ اتفاقية كامب ديفيد، ودعم عسكري مماثل لإسرائيل، إلا أن البلدين لديهما الكثير من القواسم المشتركة.

 

ويرى مراقبون أن العلاقات مع إسرائيل لم تكن أبدا أفضل من الوقت الحالي .. العلاقات الثنائية حاليا هي الأفضل في التاريخ الحديث".

 

يوم 22 ديسمبر، سحبت مصر مشروع قرار من مجلس الأمن الدولي يدين المستوطنات الإسرائيلية، وقال المتحدث باسم الرئيس عبد الفتاح السيسي في تصريحات صحفية :"إنها سوف تعطي فرصة للإدارة الأمريكية القادمة برئاسة دونالد ترامب لمعالجة هذه المسألة".


اليوم مصر تطالب واشنطن بإعلان جماعة الإخوان المسلمين "منظمة إرهابية"، وترى مصلحة كبيرة في مكافحة الإرهاب بجانب إسرائيل.

 

ويخشى دبلوماسيون وسياسيون مصريون من أن نقل مقر السفارة الأمريكية إلى القدس قد يشعل المنطقة، تصريحات ترامب قبل أدائه اليمين الدستورية حول نقل السفارة تسببت في الكثير من القلق في القاهرة، ويشددون على أنه يجب ألا يحدث.


في عام 1978، أكد السادات على ضرورة حصول الفلسطينيين على حقوقهم، مصر لا تزال تطالب إسرائيل بضرورة صنع السلام مع السلطة الفلسطينية.

 

ووفقا للدكتور "إيريك ر ماندل" مؤسس ومدير الشبكة السياسية والإعلام في الشرق الأوسط فإن هناك ما يدعو للتفاؤل.. وينبغي على مصر توسيع وتعزيز العلاقات مع إسرائيل، ليس باعتباره مؤيدًا لإسرائيل، ولكن لتعزيز المصالح المصرية، بما في ذلك تعزيز العلاقة مع الولايات المتحدة".

 

ويرى ماندل أن هناك الكثير من المكاسب لمصر في حال تعاونها على تطوير موارد المياه العذبة، وتحلية المياه التي تحتاجها مصر.

 

ويجادل بأن العلاقات بين مصر وإسرائيل لا ينبغي أن تكون رهينة القضية الفلسطينية، ومعاقة من أجيال تحرض ضد إسرائيل.

 

الرابط اﻷصلي

اعلان