لواء بجيش الاحتلال: 5 أسباب وراء استهداف «ولاية سيناء» إسرائيل
في مقاله المنشور الخميس 23 فبراير بصحيفة "إسرائيل اليوم" تحت عنوان "داعش بسيناء: إطلاق الصواريخ- والمصالح"، استعرض اللواء احتياط الدكتور "شاؤول شاي" الذي قضى 25 عاما في أجهزة المخابرات الإسرائيلية ما وراء تصعيد تنظيم "ولاية سيناء" عملياته ضد إسرائيل.
ورأى "شاي" والذي يعمل حاليا مدير شعبة البحث في معهد السياسات والإستراتيجية (IPS) أن تركيز التنظيم على إسرائيل، ربما جاء لدفع الجيش المصري لنشر مزيد من القوات على الحدود، لمنع إطلاق صواريخ تجاه البلدات والمستوطنات الإسرائيلية، وهو ما يخفف الضغط على التنظيم الذي يتعرض لخسائر فادحة أمام الجيش المصري.
إلى نص المقال..
إطلاق صاروخين من شبه جزيرة سيناء تجاه مناطق المجلس البلدي أشكول مطلع هذا الأسبوع، والذي يأتي بعد إطلاق 4 صواريخ تجاه إيلات قبل أسبوعين، بمثابة رسالة من قبل جناح الدولة الإسلامية بسيناء حول نية التنظيم لزيادة التهديد على إسرائيل.
هناك عدة أسباب لهذا التوجه: الأول، الدولة الإسلامية في العراق وسوريا تتكبد خسائر متلاحقة، معنويات أعضاء التنظيم متدنية، ويتعذر عليه تجنيد متطوعين جدد إلى صفوفه. في تلك الظروف يطمح التنظيم في عرض إنجازات، وتخدم الهجمات على إسرائيل هذا الهدف.
يشهد تنظيم الدولة الإسلامية خلال الشهور الأخيرة هجوم مكثف من قبل قوات الأمن المصرية، تحديدا في مناطق عمله الرئيسية بشمال سيناء في منطقة العريش والشيخ زويد ورفح. وهو ما يجعل من الصعب على التنظيم تنفيذ هجمات كبيرة ضد الجيش المصري، ويحاول نقل جزء من نشاطه لوسط وجنوب سيناء.
إطلاق الصواريخ تجاه إيلات وأشكول من شأنه أن يخدم هدف التنظيم في تخصيص الجيش المصري قوات لقطاعات واسعة لمنع إطلاق الصواريخ تجاه إسرائيل، ما يساهم في تقليص الضغط الذي يواجهه التنظيم بشمال سيناء.
تتهم الدولة الإسلامية مصر وإسرائيل بالتعاون في الحرب على التنظيم بسيناء. زعم التنظيم أن 4 من رجاله قتلوا في هجوم شنته طائرة إسرائيلية بدون طيار على قرية شيبانة في المنطقة الجنوبية لرفح. أحد القتلى محمد عادل عيد، عضو في التنظيم الإرهابي بقطاع غزة.
إطلاق الصواريخ تجاه المجلس اللبلدي أشكول، بالنسبة للتنظيم يأتي كرد على الهجوم المنسوب لإسرائيل وربما محاولة لخلق توزان ردعها أمامها. إضافة إلى ذلك، فإن هدف التنظيم الإستراتيجي هو المساس بمعاهدة السلام بين إسرائيل ومصر، ويعتقد التنظيم أن أي هجوم على إسرائيل من سيناء يخدم ذلك الهدف.
التصعيد ضد إسرائيل من شأنه أن يخدم أهداف التنظيم أيضا فيما يتعلق بعلاقاته المعقدة مع حماس. في الماضي جرى تعاون بين التنظيم والجناح العسكري لحماس، واتهمت مصر حماس بتزويد التنظيم بالسلاح. طرا مؤخرا تحسن على علاقة حماس بمصر، ويسعى التنظيم لتدمير هذا التوجه من خلال التصعيد في سيناء وإطلاق الفصائل السلفية في قطاع غزة الصواريخ تجاه إسرائيل. كذلك، يحتمل أن يكون تنظيم الدولة الإسلامية يسعى في هذه المرحلة لجس نبض الزعيم الجديد لحماس يحيي السنوار، الذي يوصف بأنه زعيم متشدد.
تخوض مصر منذ الإطاحة بالرئيس محمد مرسي في يوليو 2013 معركة مستعصية ضد تنظيمات الإرهاب الإسلامي، وعلى رأسها تنظيم الإخوان المسلمين وأنصار بيت المقدس، الذي أصبح منذ نوفمبر 2014 جناحا للدولة الإسلامية بسيناء.
قال مدير المخابرات الحربية المصرية مؤخرا إن مصر بلورت إستراتيجية جديدة في الحرب على الإرهاب، تشمل ثلاثة مكونات رئيسية: تحسين الاستخبارات، خطوات هجومية ضد التنظيمات الإرهابية، مع تجنب المساس بالمواطنين الأبرياء، ومشروعات موسعة لتحسين الظروف المعيشية للسكان بسيناء. كذلك أشار إلى أنه منذ 2015 قتلت قوات الأمن المصري ما يزيد عن 500 عنصر إرهابي بسيناء وأحبطت سعي الدولة الإسلامية لإقامة "إمارة إسلامية" بشمال سيناء.
يعتر الرئيس المصري السيسي الحرب على الإرهاب عنصرا حيويا للحفاظ على استقرار مصر واستقرار المنطقة برمتها، وتسمح إسرائيل لمصر باستخدام قوات برية وطائرات في سيناء بمعدلات تفوق ما اتفق عليه بين الدولتين في المحلق العسكري لمعاهدة السلام، وذلك للسماح لمصر بإدارة الحرب على الإرهاب بشكل فاعل.
رغم الجهود التي تبذلها مصر للقضاء على الإرهاب، يبدو في ضوء كل ما ذكرناه، أن هناك مخاوف من محاولة تنظيم الدولة الإسلامية تصعيد نشاطاته ضد إسرائيل أيضا بشكل يتجاوز إطلاق الصواريخ، ولذلك على إسرائيل الاستعداد لتلك الإمكانية، مع تكثيف التعاون مع مصر.