هل يحضر الأسد القمة العربية بالأردن ويتصالح مع الملك سلمان؟
اليوم 29 من شهر مارس 2017، المكان العاصمة الأردنية عمان، الحدث الرئيس السوري بشار الأسد والملك السعودي سلمان بن عبد العزيز يتصافحان على هامش القمة العربية المنعقدة في الأردن.
ربما يبدو ذلك مجرد هذيان أو مستحيلا رابعًا يضاف لأشقائه؛ الغول والعنقاء والخل الوفي، لكن في شرق أوسط يموج بالتناقضات والتقلبات العنيفة، بدا كل شيء ممكنًا.
“جهود روسية مصرية أردنية لتحقيق مصالحة عربية شاملة مع بشار الأسد ومشاركة الرئيس السوري في القمة العربية القادمة في الأردن".
كان ذلك عنوان تقرير نشره موقع "ديبكا" الإسرائيلي المقرب من أجهزة الاستخبارات في تل أبيب بتاريخ الأول من مارس 2017، تطرق فيه لما وصفها بالترتيبات النهائية لإعادة سوريا للجامعة العربية.
في بداية التقرير تطرق الموقع لاجتماع لجنة الشؤون العربية في البرلمان المصري في 25 فبراير الماضي، ومطالبتها بعودة سوريا لشغل مقعدها في مجلس الجامعة العربية معتبرة أن الوضع "لم يعد مقبولاً".
وجمدت الجامعة التي تضم 22 دولة عربية عضوية سوريا في نوفمبر 2011 بعد اندلاع الثورة السورية، وما واكبها من مجازر ارتكبتها قوات النظام بحق المتظاهرين.
يقول "ديبكا" إن دعوة اللجنة البرلمانية المصرية هي مجرد خطوة صغيرة في سلسلة خطوات وجهود يبذلها قادة دول يعملون الآن جنبا إلى جنب، وكذلك بشكل منفصل، في محاولة لدفع بشار الأسد للمشاركة في مؤتمر القمة العربية.
وذكر أن من بين هؤلاء الزعماء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والمصري عبد الفتاح السيسي والملك الأردني عبد الله الثاني.
وتابع :”يريد الروس والمصريون والأردنيون أن يروا الصورة التاريخية التي يتصافح فيها الملك السعودي سلمان والرئيس السوري بشار الأسد ويرحب كل واحد منهما بالآخر. من زاوية الرؤية العربية لن تكون هذه فقط خطوة مصالحة بين الرياض التي دعمت المتمردين السوريين على مدى ست سنوات من الحرب وبين آل لأسد في دمشق، بل أيضا مراسم ترمز لإنهاء الحرب الضارية التي جلبها الربيع أو التمرد العربي الذي اندلع في ديسمبر 2010”.
تمثل هذه الدعوة اعترافا من قبل حكام الدول العربية بانتصار آل الأسد والانتصار الشخصي للأسد، الذي اعتقد الكثيرون أنه لن ينجو من الحرب أو ينتصر على المعارضة المسلحة.
بالنسبة للروس يقول الموقع إن بوتين حال نجح في إقناع الملك سلمان بالموافقة على حضور الأسد للأردن للمشاركة في مؤتمر القمة، فسوف تمنحه هذه الخطوة وتمنح موسكو وضعا سياسيا كبيرا في العالم العربي.
ولتحقيق هذا الهدف يقترح الروس استعداهم للتدخل في توفير الحماية الشخصية للأسد إذا شارك في القمة ، عبر نقله بطائرة حربية من القاعدة الروسية في اللاذقية "حميميم" إلى عمان، وإعادته بعد انتهاء القمة مجددا إلى دمشق.
ونقل "ديبكا" عن مصادره أن هذه الخطوات جرى التجهيز لها على يد ضباط وعناصر استخبارات روسية ومصرية وأردنية وسعودية وسورية، تتحرك خلال الأسابيع الماضية بين القاهرة والرياض وعمان ودمشق، والقيادة الروسية في سوريا، في محاولة للربط بين كل خيوط هذه العملية.
وتضيف مصادر الموقع أنه من خلال الاتصالات السرية بين هذه العناصر وعناصر في إدارة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، اتضح أن الأخير لا يعارض مثل هذه الخطوة، وأنه على استعداد لأخذها في الاعتبار لدى تحديد الخطوط العريضة لسياسته الشرق أوسطية الجديدة، لكنه ليس مستعدا لتأييد الخطوة علنا في هذه المرحلة.
هذا الوضع يفسح المجال لإمكانية أن تضم روسيا إيران لجهود المصالحة العربية مع العرب، في وقت تدفع خطوة أخرى للمصالحة بين طهران والرياض.
وختم "ديبكا" بالقول :”هذه الإمكانية تقف خلف سلسلة الاتصالات التي أجرتها طهران خلال الأسابيع الماضية، وخلف زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني للكويت وعمان في 15 فبراير، وخلف الزيارة المفاجئة لوزير الخارجية السعودي عادل الجبير لبغداد يوم السبت 25 فبراير، ولقائه هناك رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي. إذا ما تصالحت السعودية مع بشار الأسد، فتكون بذلك قطعت نصف المسافة للتصالح مع إيران".
اللافت أن التقرير الإسرائيلي لا يغرد خارج السرب، فهناك تقارير عربية تتحدث عن إمكانية حضور الأسد القمة في الأردن، بينها على سبيل المثال صحيفة اليوم السابع وثيقة الصلة بالأجهزة الأمنية في مصر، والتي نشرت في 12 فبراير الماضي تقريرا بعنوان "هل يعود "الأسد" لمقعد دمشق الشاغر بالجامعة العربية؟.. تراجع الرفض العربى وانتصارات الجيش فى حربه ضد الإرهاب يفتحان باب عودة سوريا لبيت العرب بـ"قمة الأردن".. ومصادر: فرصتها تزيد حال التسوية السياسية".
ومن بين تلك الصحف أيضا، "الديار" اللبنانية التي عنونت تقرير لها "هل يحضر الأسد القمة العربية وتحصل المفاجأة الكبرى؟". وعادت في تقرير أخر بعنوان "100 حارس سيرافقون الأسد اذا حضر القمة العربية في الأردن ويسكن في قصر خاص به".
إن صحت هذه التقارير فإن السؤال الكبير الذي يفرض نفسه هو كيف سينجح بوتين والملك الأردني عبد الله والسيسي في إقناع الملك سلمان بن عبد العزيز بالتصالح مع الأسد؟.