نيويورك تايمز: في لقاء السيسي بترامب.. حقوق الإنسان مهمشة
تحت عنوات "ترامب يهمش ملف حقوق الإنسان بمصر".. أفردت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية تقريرا سلطت فيه الضوء على الزيارة التي يقوم بها حاليا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للولايات المتحدة، ولقائه المرتقب مع نظيره الأمريكي بعد غد الاثنين، في ظل توقعات بألا تحتل قضايا حقوق الإنسان في البلد العربي الواقع شمالي إفريقيا، مساحة في مباحثات الزعيمين، لاسيما مع تصريحات ترامب التي أشار فيها إلى أنه يعتزم مناقشة تلك الأمور مع الرئيس المصري في سرية.
وإلى نص التقرير:
أعلن البيت الأبيض أمس الجمعة أنه لم يعد يسمح لقضايا حقوق الإنسان أن تصبح ساحة صراع في العلاقات مع مصر، فيما يراه المراقبون تحولا مهما آخر بعيدا عن سنوات السياسة الخارجية التي كان ينتهجها رؤوساء أمريكا السابقون من الحزبين الجمهوري والديمقراطي.
وفي الوقت الذي يستعد فيه ترامب لمقابلة السيسي بعد غد الاثنين خلال أول زيارة يقوم بها الأخير للبيت الأبيض منذ وصوله إلى سدة الحكم في مصر، يقول مساعدون إن الزعيمين سيركزان على الملفات الأمنية والاقتصادية. وبرغم أن المساعدين صرحا أن قضية حقوق الإنسان لا تزال على الطاولة، يفضل ترامب أن يتعامل معها بشكل سري.
كان بيان صادر عن البيت الأبيض أمس الجمعة قد ثمن الجهود التي يقوم بها السيسي في حربه على الإرهابيين، ومحاولة رأب الصدع في الاقتصاد المصري المأزوم، بينما لم يتطرق البيان من قريب أو من بعيد إلى تضييق السلطات المصرية الخناق على المعارضين في الداخل. وقال البيان:” اتخذ الرئيس السيسي عددا من الخطوات الجريئة منذ أن أصبح رئيسا لمصر في العام 2014، مثل تطبيق حزمة الإصلاحات الاقتصادية غير المسبوقة، وتعديل الخطاب الديني.”
قرار الرئيس ترامب بتهميش قضايا حقوق الإنسان في مصر يجيء بعد أيام قلائل من إبلاغ إدارته للكونجرس بأنها سترفع القيود المفروضة على بيع الأسلحة للبحرين، والتي كانت قد فُرضت خلال فترة حكم سلفه باراك أوباما، وهو ما اعتبره الكثيرون أنه يبعث برسالة خطيرة بشأن حقوق الإنسان في البلد الخليجي، الحليف المهم لواشنطن في الشرق الأوسط والذي يستضيف الأسطول الخامس الأمريكي.
ومن شأن تلك الإجراءات، إذا نظرنا إليها دفعة واحدة، أن تعزز رسالة مفادها أن خطط ترامب بجعل التعاون الأمني حجر الزاوية لسياسته في المنطقة، دون أن تصبح حقوق الإنسان عائقا في هذا الخصوص، بخلاف الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش الذي كان يؤكد دوما على تطوير الديمقراطية، أو حتى سلفه أوباما الذي كان يضغط على الدول المستبدة لتخفيف ممارسات القمع بحق شعوبها.
وقالت سارة مارجون، مديرة منظمة "هيومان رايتس ووتش" في واشنطن:” منح ترامب شيك على بياض للمخاوف المتعلقة بحقوق الإنسان بمصر، لا يمثل فجأة، لكنه يعني أن الكونجرس يجب عليه مواصلة استخدام سلطاته للحد من الدعم الأمريكي الممنوح، للقاهرة، وذلك بالنظر إلى نطاق الخروقات التي تتم هناك في هذا الصدد.”
من جهته، صرح توم مالينوسكي، نائب وزير الخارجية الأمريكي المسؤول عن قضايا حقوق الإنسان في عهد إدارة أوباما بأن المساعدات الأمريكية الممنوحة لمصر لم تتُرجم أبدأ إلى دعم متوقع من البلد العربي للسياسة الأمريكية.”
وواصل مالينوسكي:” أعطينا مصر 70 مليار دولار على سنوات، واطلعت بنفس أنه لا توجد طائرات إف-16 مصرية تساعدنا في حربنا ضد (داعش) سواء في الرقة أو الموصل.”
وأتم:” كل ما حصلنا عليه من مصر هو القمع السياسي الذي رسخ التشدد بين شبابها، ومنح الجماعات الإرهابية حياة جديدة.”
وأعلن خمسة من أعضاء مجلس الشيوخ أنهم سيطرحون مشروع قرار لمطالبة مصر تخفيف ملاحقتها للمعارضين. وحث السيناتور ماركو روبيو، من فلوريدا، الرئيس دونالد ترامب على " الضغط على الرئيس المصري لإطلاق سراح السجناء السياسيين في مصر، بما فيهم الأمريكيين المعتقلين، ومطالبة مصر بإعطاء مساحة أكبر لمنظمات المجتمع المدني وجعل حرية التعبير مكفولة للجميع.”