وكالة اﻷنباء الفرنسية..
بعد «الشعيرات».. هل تتأثر جهود أمريكا في مكافحة داعش؟
الضربة اﻷمريكية على قاعدة "الشعيرات" التي يسيطر عليها نظام اﻷسد، يعتبر أول هجوم أمريكي مباشر على نظام دمشق، مما يثير تساؤلات حول تأثير تلك الضربة على جهود القوات الأمريكية في مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية المعروف إعلاميا "بداعش"، بحسب وكالة اﻷنباء الفرنسية.
و ألمحت موسكو على الفور إلى احتمال حدوث تداعيات جراء الضربة اﻷمريكية، مشيرة إلى أنها سوف تعزز دفاعاتها الجوية في سوريا لحماية البنية التحتية الرئيسية للبلاد.
وروسيا لديها بطاريات صواريخ من طراز S-300 و S-400 وهي صواريخ أرض-جو متطورة.
هذه الدفاعات لم تستخدم قبل الضربة الأمريكية، ولكن إذا استخدمت، فإن هذه الدفاعات سوف تغير جذريا قواعد المعارك الجوية في سوريا، ﻷن الطائرات اﻷمريكية حينها سوف تنفذ مهامها في مكافحة داعش، وسط مخاوف من إسقاطها.
وتقود الولايات المتحدة تحالفا ضد داعش في العراق وسوريا، وتنفذ عشرات الطلعات الجوية يوميا لقصف التنظيم، وتلك العمليات العسكرية منفصلة بشكل كبير عن الحرب سوريا الوحشية المستمرة منذ سنوات خلفت أكثر من 320 ألف قتيل.
واندلعت الحرب السورية في مارس 2011 باحتجاجات مناهضة للحكومة، لكنها تحولت إلى حرب أهلية مريرة ومعقدة استقطبت أطرافا دولية وجهاديين.
وهناك حوالى 900 جندي أمريكي، ومعظمهم من قوات العمليات الخاصة، فى شمالى سوريا حيث يقومون بتدريب التحالف العربى الكردى الذى يحارب داعش.
وروسيا أعلنت إيقافها للخط العسكري الساخن مع أمريكا الذي تستخدمه القوتان للتنسيق المسبق قبل الغارات الجوية.
وتأسست القناة أواخر عام 2015 بعد أن دخلت روسيا الصراع السوري لدعم الرئيس بشار الأسد.
تحرك موسكو للتخلي عن الخط الساخن يمكن أن يزيد بشكل كبير المخاطر على الطائرات والقوات البرية اﻷمريكية.
وحثت وزارة الدفاع اﻷمريكية، روسيا على الالتزام مجددا بالخط، ويقول المسؤولون الامريكيون إنهم سوف يواصلون محاولة استخدامه.
وقال الميجور "ادريان رانكين-غالاوي" المتحدث باسم البنتاجون "لمن مصلحة جميع الأطراف العاملة في الجو فوق سوريا تجنب وقوع حوادث وسوء تقدير، ونأمل ان تتوصل وزارة الدفاع الروسية إلى هذا الاستنتاج أيضا".
في غضون أسبوع واحد فقط، تغير موقف إدارة ترامب من التسامح مع الأسد وعدم الاهتمام بمصيره لضرب القاعدة الجوية.
وقال "سرهانغ حماسيد" مدير برنامج الشرق الأوسط في معهد السلام الأميركي: الضربات رد فعل، لكن ليس تغييرا في الاستراتيجية الأميركية في سوريا".
وأضاف:" التركيز الاستراتيجي على داعش، من المرجح أن يظل على حاله، ما لم يحدث رد فعل للغارات الجوية على الولايات المتحدة، أو أن الأسد يكرر أعمالا أخرى من شأنها أن تؤدي إلى مزيد من التدخل الأمريكي".
وقال الخبراء ان محدودية ضربة الجمعة تعني أن العمل الانتقامي ضد القوات الأمريكية غير محتمل.
واستهدف القصف الصاروخي للمطار حظائر الطائرات وهياكل الطائرات، والدعم اللوجستي فقط، ولكن ليس المدرجات.
وقال مسؤول عسكري كبير "ليس لدينا أي مؤشر في هذه المرحلة على وقوع أي تصعيد أو اعتداء أو أي معلومات استخباراتية حول احتمال تعرض القوات الأميركية ﻷعتداء".
وقالت كريستين ورموث، مستشارة في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية: لا أرى حاليا خطر قيام الروس أو السوريين بإطلاق النار على الطائرات الأمريكية".
وأضافت: لكن بالطبع هناك خطر من أن يختار الجيش السوري مهاجمة قواتنا على الارض، لكني أعتقد أنه سيكون من غير الحكمة فعل ذلك".