فوكس نيوز: لهذه الأسباب.. من حق ترامب أن يضرب كوريا الشمالية
تصعيد خطير يشهده العالم في الأيام الجارية بين أمريكا وكوريا الشمالية، اقترب إلى حد الانفجار على واقع تصريحات واستعدادات هنا وهناك، تبشر بقدوم حرب نووية بين الطرفين أو على الأقل مناوشات عسكرية، وذلك على خلفية تهديدات مباشرة من إدارة الرئيس دونالد ترامب بشن ضربة عسكرية على بيونج يانج.
وفي مقالة نشرتها له شبكة "فوكس نيوز" الإخبارية الأمريكية، سرد الكاتب الصحفي جون مودي، مدير التحرير التنفيذي للشبكة، الأسباب التي تفسر صحة الموقف المتشدد الذي يتبناه ترامب إزاء كوريا الشمالية.
وإلى نص المقالة:
تتنفس دول العالم الصعداء وهي تراقب ما ستحمله الأيام المقبلة بين الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الشمالية في ضوء الحرب الكلامية التي نشبت بين زعيمي البلدين مؤخرا، متنمية أن يعود الزعيم الكوري الشمالية كيم يونج-أون إلى رشده.
ولعل انتشار المجموعة البحرية الأمريكية الضاربة قبالة سواحل شبه الجزيرة الكورية، والمزودة بصواريخ "توماهوك" هي الدليل العملي لصحة رسالة التهديد الوعيد التي بعث بها ترامب إلى النظام الشيوعي.
والعذر الوحيد الذي يسمح لـ بيونجيانج في إجراء اختبار بالأسلحة النووية هو الذكرى الخامسة بعد المائة لمولد زعيم كوريا الشمالية الراحل كيم إيل -سونج، جد الزعيم الحالي لكوريا الشمالية والتي ستوافق غدا السبت. فأي سبب أفضل من ذلك لإغراق العالم في مستنقع حرب ضارية، بدلا من توجيه الشكر للجد على كل ما فعله؟
ويلجأ ترامب إلى إظهار سياسة العين الحمراء في تهديده لـ بيونجيانج، بعكس سلفه باراك أوباما الذي حاول مرارا أن ينصح كيم يونج-أون، أو حتى بيل كلينتون الذي أقدم على إبرام اتفاقية سيئة تتعلق بالسلاح النووي مع والد الزعيم الكوري الحالي في العام 1994. وتعهد كلينتون حينها أن تسهم هذه الاتفاقية في كسر العزلة المفروضة على البلد الشيوعي وإعادته مجددا إلى حظيرة البلدان المدنية.
ومما لا شك فيه أن الدور الصيني في التوترات القائمة بين واشنطن وبيونجيانج حاسما، فالصين الآن هي فقط من تستطيع توجيه الأمر إلى كوريا الشمالية، ولا عجب في ذلك إذ يعود لها الفضل في استمرار اقتصاد البلد الشيوعي واقفا على قدميه برغم العقوبات المفروضة عليه من قبل الأمم المتحدة.
وعندما زار الرئيس الصيني شي جين-بينج نظيره الأمريكي في فلوريدا الأمريكية الأسبوع الماضي، بدأ وكأن الزعيمين قد توصلا إلى اتفاق "جنتلمان" تقوم بكين بموجبه بفعل ما بوسعها لتحجيم طموحات بيونجيانج النووية. وفي المقابل، سيلتزم ترامب الهدوء وضبط النفس في مواجهة استفزازات البلد الشيوعي، والسماح للصين بمعرفة ما تنتوي بيونجيانج فعله.
لكن ذهبت هذه الاتفاقية غير المكتبوبة أدراج الرياح مؤخرا. فقد بدأت صحيفة "تشاينا ديلي" الصينية المقربة من الحزب الشيوعي الحاكم، في إطلاق عناوين رئيسية تحذر فيها الولايات المتحدة من مغبة اتخاذ أي عمل عسكري ضد كوريا الشمالية.
ولعل ما أشعل قلق بكين ودفع وسائل إعلامها إلى إطلاق تلك التحذيرات هي الضربة العسكرية التي وجهها ترامب إلى قاعدة جوية تابعة للنظام السوري الاسبوع الماضي، وهي الخطوة التي أظهرت للعالم كله أن شخصا ما اسمه ترامب قد وصل إلى واشنطن.
ومثل الطفل المشاغب الذي يترأس شقيقه الأكبر فريقا للمصارعة، يبدو أن كيم يونج-أون يعتقد أنه يمتلك حصانة لفعل ما يشاء على مسرح الأحداث العالمي.
فالصينيون، ومن قبلهم الاتحاد السوفيتي، قد وفروا الحماية لجده ووالده منذ عقود. لكن الزعيم الكوري الحالي ربما لا يفهم، أو حتى ربما لا يصدق، أن ترامب نوع جديد من الرؤوساء الأمريكيين.
ففي أعقاب زيارته لمنتجع "مارلاجو" بولاية فلوريدا والتي تزامنت أيضا مع ضرب مطار الشعيرات في سوريا، أدرك الرئيس الصيني تلك الحقيقة. لكن هل يقدر على إقناع صبيه في كوريا الشمالية على التراجع في الوقت المناسب لمنع وقوع كارثة؟
وفي عيد الفصح الذي سيوافق عطلة نهاية الأسبوع، ينبغي علينا جميعا أن نكثف دعواتنا وابتهالاتنا طلبا للخلاص والسلام.