وكالة اﻷنباء الفرنسية:
جزائريون عن الانتخابات التشريعية: لا أمل في الغد
في "سيدي محمد" - بلدة مغمورة جنوب غرب العاصمة الجزائرية- يكافح السكان لتغطية نفقاتهم، والبقاء في أمان، وضمان مستقبل أفضل لأطفالهم، قليلون لديهم أمل في أن تحسن الانتخابات التشريعية المقررة غدًا الخميس حياتهم.
وكالة اﻷنباء الفرنسية، رصدت في تقرير عشية الانتخابات تنامي الشعور بخيبة أمل من العملية السياسية في الجزائر، وتزايد الإحباط بشدة في أرجاء البلاد، وعزف الجميع عن المشاركة.
عدد قليل من اللافتات وبعض العبارات على الجدران تذكر فقط أن الانتخابات بعد أيام قليلة.
ونقلت الوكالة عن "حليمة" امرأة في الستينيات من عمرها قولها: لن أصوات لانتخاب أعضاء في البرلمان يتقاضون رواتب مبالغ فيها، ولا يفعلون شيئًا سوى رفع أيديهم للتصويت، ولا يهتمون بالشعب".
حليمة سيدة كانت تعيش في حي "هيدرا" الراقي بالعاصمة الجزائر، ولكن تم نقلها إلى بلدة "المهجع" عندما قررت الدولة إعادة تطوير أرض منزلها.
وتعيش هي وزوجها في المدينة التي نشأت قبل ست سنوات في الحقول الواقعة جنوب غرب العاصمة الجزائرية.
ويتنافس في الاقتراع 1200 مرشح على 462 مقعدًا في المجلس الشعبي الوطني، وهي الغرفة الأولى في البرلمان، أما الغرفة الثانية فهي مجلس الأمة ويتم انتخاب ثلثي أعضائه بالاقتراع غير المباشر بينما يعين رئيس الجمهورية الثلث المتبقي.
واستخدمت الجزائر ثروتها النفطية لزيادة الرواتب العامة، والإعانات وتجنب ثورة شاملة، ولكن مدنًا مثل سيدي محمد، التي بنيت من الصفر مع عدد قليل من المرافق الثقافية أو المساحات الاجتماعية، لا تزال مهمشة.
اليوم، مظهر سيدي محمد قد تحسن، يتم تلوين الجدران، وتركيب مقاعد، وزرع شجيرات وزهور تنمو بين المباني.
ولكن في حين يسود الهدوء، لا يزال السكان يتذكرون الماضي، معارك العصابات قبل بضع سنوات من الصعب أن تنسى، العديد من الذين يعيشون في "بلدة الأقمار الصناعية" يذهبون فقط للبيت ليلا للنوم.
وقالت سيدة في الأربعينيات:" لم يعد بإمكان العامل أن يكمل الشهر دون أن يستلف ويصبح عليه ديون، وارتفعت الأسعار، وهذا التصويت ليس جديدا".
فالكثير من السكان ليس لديهم فكرة عن من يتنافس على مقاعد البرلمان سواء من المستقلين أو الأحزاب التي يمثلونها.
وقالت ريم (50 عاما): "انني فقط أصوت في الانتخابات الرئاسية.. للرئيس سلطة تغيير الأمور لكن النائب لا يفعل ذلك".