تايم: لـ 5 أسباب .. هزيمة لوبان لن تنهي التطرف في أوروبا

كتب: جبريل محمد

فى: صحافة أجنبية

16:05 07 مايو 2017

من المحتمل ألا تفوز "ماريان لوبان" اليمينية بالرئاسة الفرنسية رغم ولاء مناصريها الذي يمنحها فرصة للقتال، ومع ذلك، فإن بعض وسائل الإعلام تؤكد أن خسارة لوبان هزيمة كبيرة للمتطرفين في أوروبا.

 

إلا أن مجلة "تايم" اﻷمريكية رصدت 5 أسباب تشير إلى أن اﻷمور سوف تظل على حالها لفترة من الوقت:


1- خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي:

 

خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أكبر مظهر ملموس للتطرف اﻷوروبي حتى الآن، عندما دعا ديفيد كاميرون إلى الاستفتاء لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي عام 2015، معظم البريطانيين لم ينظروا لعلاقة بلادهم مع الاتحاد كمسألة ذات أهمية كبيرة.

 

التعصب الأوروبي دائما سمة هامة من سمات السياسة البريطانية، ولكن كاميرون قلل من قوته، ولم تتفاقم موجة الشعبوية في أوروبا، وخارجها إلا منذ ذلك الحين، لكن التصويت لصالح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي كان الجزء السهل، وبدأت عملية التفاوض بشكل سيئ - الجانبان حاليا "على بعد أميال من الوصول لحل"، واتهمت رئيس الوزراء البريطاني "تيريزا ماي" بروكسل بمحاولة التدخل في الانتخابات البريطانية المقبلة، وسوف يثير العامين القادمين الكثير من الغضب الشعبي في المؤسسات الأوروبية، وليس فقط في بريطانيا.

 

2 - بلغاريا وبولندا:

 

على الجانب الآخر من القارة، هناك دول مثل المجر وبولندا، التي تتحرك في اتجاه مختلف عن نظرائهم في أوروبا.

 

وأدت الحكومات الحالية في كلا البلدين إلى تقويض الديمقراطية في السنوات الأخيرة؛ يقول رئيس الوزراء فيكتور أوربان إنه يبني "دولة غير قانونية" على غرار روسيا والصين وتركيا.

 

وقام كل من البلدين بقمع وسائل الإعلام الحرة، وطعن في استقلال المحاكم، وحفز المشاعر المناهضة للمهاجرين في الوقت الذي لا تزال فيه بقية أوروبا تكافح من أجل التصدي لتدفق اللاجئين، والازدراء الكبير للعمليات الديمقراطية وتقاسم الأعباء لا يساعد في التضامن الأوروبي.


 

3 - تدهور العلاقات مع تركيا:

 

لماذا هذا اﻷمر خطير؟ لأن الانتخابات التركية قريبة، الرئيس رجب طيب أردوغان فاز في استفتاء شعبي منحه صلاحيات جديدة، رغم أنه يحتاج إلى الفوز في الانتخابات لكي تدخل هذه الصلاحيات حيز النفاذ.

 

ونظرا ﻷن اقتصاد تركيا متعثر والمعارضة مزعجة على نحو متزايد، أردوغان يدعو للانتخابات، وأثبت أنه بمهاجمة الأوروبيين يحصل على المزيد من الأصوات، وهذا سبب إشارته للقادة الألمان والهولنديين على أنهم نازيون قبل استفتائه.

 

العلاقات تزداد سوءا، فهناك حاليا صفقة بين الاتحاد الأوروبي وتركيا بخصوص ثلاثة ملايين لاجئ سوري على الجانب الآخر من بحر إيجة، وفيضانات المهاجرين هي أسرع وسيلة لإضافة اللهيب إلى التطرف اﻷوروبي.

 

4. الاقتصاد الإيطالي:

 

قبل أن يكون هناك لاجئون سوريون أو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، كانت هناك أزمة اقتصادية في إيطاليا، وهو ما يشكل أكبر خطر على مستقبل الاتحاد الأوروبي.

 

وباعتبارها ثالث أكبر اقتصاد في منطقة اليورو  فإن تعثر الاقتصاد يدفع الحكومة للقيام بإصلاحات مالية وهيكلية لازمة، ولكنها لا تحظى بالشعبية اللازمة لإعادة اقتصادها إلى مسارها، وتجنب حدوث حالة طوارئ التي لن يكون القادة قادرين على التعامل معها.

 

5 - انقسامات فرنسا:

 

ثم هناك فرنسا، الرئيس القادم سوف يواجه وقتًا صعبًا، نظرا لأن "ماكرون" - المرشح بقوة للفوز بالرئاسة- أسس حزبه السياسي العام الماضي، وليس له وجود في البرلمان الفرنسي، من المرجح أن يتغير ذلك مع الانتخابات البرلمانية القادم في يونيو، إلا أنه لن يكون لديه عدد من الحلفاء الموثوق بهم، لذلك هو يحتاج لحلفاء.

 

شركاء ماكرون السياسيين على الأرجح، سوف يكونون يسار وسط، ويسار ويعملون على تعزيز مواقفهم، بدلاً من مساعدته على الحكم بنجاح، وسوف يتطلع يمين الوسط، على وجه الخصوص إلى كسب الدعم من خلال اختيار أجزاء من رسالة ماريان لوبان، والجبهة الوطنية.

 

وكثيرون في وسائل الإعلام يكتبون قصصا عن نهاية التهديد الشعبوي للوحدة الأوروبية؛ ولكن سيكون هناك الكثير من الناخبين الفرنسيين الذين يبحثون عن التغيير.

 

ومن غير المحتمل أن تغير رئاسة ماكرون أي شيء، الانتخابات ليست أبدًا نهاية أي شيء، إنها البداية، وهناك أسباب وجيهة للشك في أن أولئك الذين فازوا في انتخابات هذا العام في أوروبا سوف يستجيبون حاليا لطلب الاتحاد الأوروبي، أكثر من الاستجابة لاحتياجاتهم.

 

الرابط اﻷصلي

اعلان