محلل إسرائيلي:

هل ترد حماس على تصريحات ترامب بعمليات في تل أبيب؟

كتب:

فى: صحافة أجنبية

17:45 24 مايو 2017

ذهب "يوني بن مناحيم" المحلل الإسرائيلي للشئون العربية إلى أن حركة حماس بقطاع غزة تواجه أزمة كبيرة بعد إدراج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اسمها مع تنظيم داعش والقاعدة وحزب الله، دون أن يهب اي زعيم عربي أو إسلامي في مؤتمر الرياض للدفاع عنها ونفى تهمة الإرهاب التي وصم بها ترامب الحركة.


 

وخلص في مقال نشره "معهد القدس للشئون العامة والسياسية الأربعاء 24 مايو تحت عنوان "ترامب وحماس" إلى أن الحركة لم تقل كلمتها الأخيرة، إذ من بين خياراتها تصعيد الجبهة مع إسرائيل واستئناف العمليات الاستشهادية في الداخل الإسرائيلي.


 

إلى نص المقال..

تلقت حركة حماس هذا الأسبوع صفعة مدوية من الرئيس الأمريكي ترامب خلال المؤتمر الذي انعقد بالسعودية.
 

الرئيس ترامب الذي تجنب في الأثناء تمرير التشريع في الكونجرس ضد جماعة "الإخوان المسلمين" الذي يصنفها كتنظيم إرهابي، فاجأ حركة حماس وصنفها كـ"تنظيم إرهابي" وأدرجها جنبا إلى جنب مع داعش وحزب الله والقاعدة.


 

كذلك فإن أكثر ما أغضب قيادة حماس حقيقة أن واحدا حتى من عشرات الزعماء العرب والمسلمين وخاصة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لم ينتفض لانتقاد ذلك الكلام والدفاع عن حماس. فُهم صمت الزعماء العرب وعباس كموافقة على كلام ترامب، كذلك لم تتنصل حركة فتح بالأراضي الفلسطينية من تصريحات الرئيس الأمريكي ولم تهب للدفاع عن حماس.

 

نشرت قيادة حماس بيانا نفت فيه تصريحات ترامب، ووصفت نفسها كحركة "تحرير وطني"، واتهمت الولايات المتحدة بمساعدة العدو الصهيوني، كما نظمت عددا من التظاهرات بشوارع قطاع غزة، وإبداء التأييد العلني من قبل ممثلي الفصائل الفلسطينية بالقطاع، باستثناء حركة فتح.


 

حركة حماس في أزمة، قبل نحو أسبوعين فقط، تباهى زعماؤها بوثيقتها الجديدة التي عملوا عليها على مدى شهور، لتضليل الدول الغربية وإظهار الاعتدال المزعوم في سياسة الحركة، وتمكينها من الانضمام مستقبلا للمفاوضات بدلا من منظمة التحرير الفلسطينية أو بجانبها.

 

أبرز عناوين الوثيقة كان انفصال حماس عن جماعة "الإخوان المسلمين"، واستعدادها للاعتراف بدولة فلسطينية على حدود 67 عاصمتها القدس، مع ذلك فقد أكدت في الوثيقة أن "فلسطين من البحر إلى النهر"، كان الهدف في الحقيقة الاحتيال السياسي على الرأي العام العالمي.


 

دعا زعيم حماس خالد مشعل إدارة ترامب، "لاستغلال الفرصة" التي تأتت بعد نشر الميثاق السياسي الجديد، لكن ترامب لم يقع في فخ حماس. تصنيف ترامب حماس كـ"تنظيم إرهابي" محا دفعة واحدة الدعاية الكاذبة لحماس ومحاولتها تقديم نفسها للدول الغربية كشريك.


 

صمت ممثلو قطر وتركيا، أكبر الداعمين لحماس، والذين شاركوا في مؤتمر الرياض صدم حماس للغاية، صحيح أن الرئيس أردوغان لم يشارك في المؤتمر لغضبه من الرئيس ترامب، لكن كان رئيس الحكومة يلدريم ممثلا لتركيا. أثار صمت قطر وتركيا استياء زعماء حماس لكنهم لم يتجرءوا على انتقادهم خشية التوقف عن تأييدها.


 

تواجه حركة حماس حاليا أزمة عويصة، عليها مراجعة نفسها حيال كلام الرئيس ترامب الذي أربك خطة احتيالها السياسي، خطط إسماعيل هنية الزعيم الجديد للحركة للخروج في حملة علاقات عامة كبيرة في مصر وتركيا وروسيا وبعض الدول الأوروبية للتسويق لبرنامجها السياسي الجديد فور فتح معبر رفح.


 

الآن أمام حماس عدة خيارات، أحدها التقارب مجددا لإيران كلما سارت العملية السياسية الجديدة التي أطلقها ترامب بين إسرائيل والفلسطينيين للأمام، ومحاولة إرباكها، أو التقرب من مصر والسلطة الفلسطينية، والتوصل لمصالحة وطنية مع عباس والتأثير على المفاوضات السياسية عبر "الباب الخلفي" في محاولة لتضخيم مطالب عباس من إسرائيل.


 

يقولون في قيادة حماس إن ترامب لا يمكنه تجاهلها وتجاهل قطاع غزة في أية تسوية سياسية يطلقها، لأن حماس أصبحت عنصرا إقليميا هاما. ويعيش في قطاع غزة 2 مليون فلسطيني وبحسب اتفاقات أوسلو يشكل القطاع جزءا جغرافيا مع الضفة الغربية يفترض أن ينضم إليها بواسطة "المعبر الآمن".


 

علاوة على ذلك، لدى حماس آلاف الصواريخ وتمتلك قوة عسكرية تتيح لها إرباك أي عملية سياسية في المنطقة لا تأتي على هواها، من خلال إشعال الحدود في الجنوب، الأمر الذي سيؤثر على استقرار الأنظمة العربية في مصر والأردن.


 

نجح الرئيس ترامب في إدخال حركة حماس في مشكلة، لكنها لم تقل بعد كلمتها الاخيرة، لتبقى المباراة مفتوحة بما في ذلك لسيناريو تصعيد على الحدود الجنوبية واستئناف العمليات الانتحارية داخل إسرائيل لإرباك العملية السياسية الجديدة.

 

الخبر من المصدر..

 

اعلان