طهران تخصص لها 3 موانيء لإمدادها بالغذاء

فاينانشيال تايمز: إيران تفتح «أحضانها» لقطر بعد الحصار

كتب: محمد البرقوقي

فى: صحافة أجنبية

11:05 10 يونيو 2017


 

قطر ترتمي في الحضن الإيراني.. كان هذا هو فحوى التقرير الذي نشرته صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية والذي سلطت فيه الضوء على مبادرة  إيران بتقديم المساعدات لقطر عبر تخصيص ثلاثة من موانئها لتوريد المواد الغذائية للدولة الخليجية الغنية بالنفط، في الوقت الذي يسعى فيه جيرانها من البلدان الخليجية إلى عزلها دبلوماسيا وتحجيم دورها في المنطقة.

 

وقال وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في مقابلة مع فرانس برس يوم الخميس إن إيران ستخصص 3 من موانئها لقطر، وأنها أبدت استعدادها لتزويدها بمواد غذائية.

 

وكانت قناة "برس.تي.في" الإيرانية، كشفت في تغريدة على حسابها بموقع التدوينات المصغرة "تويتر" أمس الجمعة أن إيران أرسلت طائرة شحن إلى قطر محملة بمواد غذائية إلى قطر.

 

وتخشى الدوحة من نقص محتمل بعد أيام من قيام أكبر مزوديها- السعودية والإمارات- بقطع العلاقات التجارية والدبلوماسية معها.

 

وقطعت دول عربية، على رأسها السعودية والإمارات والبحرين ومصر، العلاقات مع قطر، بدعوى دعم الدوحة للإرهاب وتنسيقها مع إيران وتمويل ميليشيات تابعة لها.

 

ونقلت الصحيفة عن وزير الخارجية القطري قوله إن الدوحة ستكون قادرة على استيراد كافة السلع التي تحتاجها، واصفا الحصار المفروض على بلاده من قبل السعودية ومصر والإمارات والبحرين بـ "العقاب الجماعي."

 

وأضاف آل ثاني في تصريحات صحفية:" إننا نتعرض لعزلة لأننا ناجحون ومتقدمون. إننا منصة للسلام وليس الإرهاب."

 

وأعلنت الرياض وحلفائها الخليجيون في الـ5 من يونيو الجاري عن حزمة من الإجراءات الرامية إلى عزل قطر، متهمين إياها بدعم الجماعات الإرهابية، والتقرب من إيران، العدو اللدود للسعودية في المنطقة.

 

وألقت تركيا بثقلها الإقليمي أيضا لدعم الدوحة، إذ تخطط لنشر قوات إضافية في قطر، ما يمكن أن يضع أنقرة في صدام وشيك مع الرياض.

 

وتقر قطر التي تستضيف القاعدة العسكرية الأمريكية الرئيسية في الشرق الأوسط، بأنها تدعم جماعات، مثل الإخوان المسلمين وحماس الفلسطينية، لكنها تنفي مرارا أنها تدعم الإرهاب.

 

وتستورد قطر كافة سلعها من الخارج، لكن وزير خارجيتها يؤكد أن 16% فقط من الإمدادات الغذائية تدخل قطر عبر الدول التي فرضت حصارا فعليا عليها.

 

وأضاف آل ثاني:" من الممكن استبدالها، وقد تم استبدالها يوما ما،" موضحا:" هم (القطريون) يمكنهم العيش بنفس مستوى المعيشة للأبد."

 

لكنه أدان أيضا الكلفة الإنسانية لممارسات جيران قطر، والتي تعني أنه يتعين على السعوديين والبحرينيين والإماراتيين مغادرة قطر في غضون أسبوعين. وأمام القطريين أيضا نفس المهلة الزمنية لمغادرة تلك الدول."

 

وتابع:" الشيء المؤلم هنا هو الأسر،" مشيرا إلى أمثلة اضطرت فيها أم قطرية إلى الانفصال عن ابنها في الإمارات، وأم سعودية اضطرت إلى العودة لبلادها، تاركة أولادها المرضى في قطر."

 

وأتم:" لم نشهد مثل تلك الأفعال في أي مكان أخر، حتى بين الأعداء."

 

وشدد وزير الخارجية القطري أنه ستتم مناقشة الاتهامات المنسوبة لبلاده، لكنهم لن يتطرقوا أبدأ إلى سياستها الخارجية.

 

من جهته، دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أطراف النزاع في الخليج إلى الجلوس على طاولة المباحثات لإيجاد تسوية لأسوأ أزمة دبلوماسية في الخليج منذ عقود.

 

وبعدما أظهر انحيازه في البداية للموقف السعودية، أجرى ترامب مكالمة هاتفية مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في السابع من يونيو الجاري، وذكر بيان أمريكي رسمي أن ترامب " عرض مساعدة كافة الأطراف على حل خلافاتهم، عن طريق عقد اجتماع بالبيت الأبيض إذا ما تطلب الأمر."

 

الأزمة الخليجية تهدد مستقبل التعاون بين حلفاء مهمين للولايات المتحدة، في وقت يسعى فيه ترامب إلى تشكيل تحالف عربي للحد من النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط.

 

كان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير قد صرح مؤخرا أن "الكيل طفح" وعلى قطر وقف "دعمها" لجماعات مثل حماس والإخوان المسلمين.

 

وأضاف الجبير أن على قطر أن تحسم خيارها، معتبرا ان الهدف من الإجراءات الأخيرة ضد قطر ليس إلحاق الأضرار بها.

 

وكانت السعودية والإمارات والبحرين ومصر واليمن وليبيا، أعلنت في الـ 5 من الشهر الحالي قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، فيما أعربت وزارة الخارجية القطرية عن أسفها لهذا القرار، معتبرة أن هذه الإجراءات "غير مبررة وتقوم على مزاعم وادعاءات لا أساس لها من الصحة".

 

وتدهورت علاقة قطر مع جيرانها خلال الشهر الماضي، بعد نشر وكالة الأنباء القطرية الرسمية "قنا"، تصريحات لأمير قطر، الشيخ تميم بن حمد، لا تتسق مع سياسة مجلس التعاون الخليجي بخصوص الموقف من إيران، لتنفيها الوكالة لاحقا مبررة الأمر باختراق حسابها.

 

لمطالعة النص الأصلي
 

 

اعلان