كيف تسبب «حصان طروادة» إسرائيلي في مقتل خاشقجي؟

كتب:

فى: صحافة أجنبية

22:09 03 ديسمبر 2018

كشف موقع " Calcalist" التكنولوجي الدور الذي لعبته برمجية تجسس "حصان طروادة" طورته شركة "إن إس أو جروب" الإسرائيلية في المصير الذي آل إليه الكاتب السعودي جمال خاشقجي.الذي قتل داخل قنصلية المملكة بإسطنبول في الثاني من أكتوبر الماضي.

 

 

المعارض السعودي عمر عبد العزيز المقيم في كندا، وأحد أصدقاء جمال خاشقجي قرر مقاضاة شركة المراقبة الرقمية الإسرائيلية في محكمة بتل أبيب على خلفية دور محتمل للأخيرة في مقتل الصحفي البارز.

 

وفي حيثيات الدعوى القضائية التي تم تقديمها أمس الأحد إلى أحد محاكم تل أبيب، قال  العزيز الذي يقيم في كندا قال إن الشركة تجسست على هاتفه واخترقت محادثاته مع خاشقجي.

 

وكشف الموقع الإسرائيلي  نقلا عن وثائق قضائية أن  عبد العزيز طلب تعويضا بقيمة 161 ألف دولار، بالإضافة إلى أمر قضائي يمنع "إن إس إو" من بيع برمجيات التجسس إلى السعودية ودول أخرى معروفة بانتهاكات حقوق الإنسان.

 

وقال المدعي إن المعلومات التي تم الحصول عليها من خلال التجسس على هاتف عبد العزيز ساهمت بشكل ملحوظ في قرار القضاء على خاشقجي.

 

وفي نوفمبر الماضي، قال المسرب الأمريكي الشهير إدوارد سنودن في تصريحات أدلى بها  خلال مؤتمر بتل أبيب  إن "إن إس إو" لعبت دورا في قتل خاشقجي مستشهدا بمعلومات توصلت إليها مجموعة "سيتيزين لاب" التابعة لجامعة تورنتو الكندية.

 

ويعيش عبد العزيز في كندا منذ 2009 حيث أصبح ناقدا بارزا للنظام السعودي والتقى مع خاشقجي في 2017 حيث تعاونا سويا في نشاطهما السياسي.

 

ووفقا للدعوى القضائية، فقد تعاون الثنائي (عبد العزيز وخاشقجي) في شهري يونيو ويوليو الماضيين في حملة مشتركة تستهدف حشد عدد كبير من مستخدمي تويتر المعارضين للنظام السعودي في محاولة لمناهضة الدعاية الموالية للنظام.

 

ولفت عبد العزيز أن ذلك النشاط الذي تم اكتشافه من خلال التجسس على اتصالات خاشقجي أدى إلى قرار التخلص من الصحفي.

 

وتأسست "إن إس أو" عام 2010 واستطاعت تطوير برمجية تجسس "حصان طروادة" للقرصنة على معلومات الهواتف المحمولة وغيرها من الأجهزة وسط تقارير أفادت بأنها تقوم ببيعها حصريا للحكومات وأجهزة تنفيذ القانون.

 

وأفاد الموقع أن برمجية التجسس تحمل اسم "بيجاسوس" وتمنح القدرة على اختراق المكالمات والرسائل عن بعد.

 

ويتم وصول البرمجية إلى هاتف الضحية من خلال رسالة نصية عادية لا تثير الشبهات.

 

وبحسب صحيفة نيويورك تايمز، فقد  تعرض قبل بدء التجسس لضغوط من قبل مسؤولين مقربين من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان حيث اقترب منه شخصان أرسلهما المستشار السابق في الديوان الملكي سعود القطحاني وحاولا إقناعه بالعودة إلى المملكة.

 

وأضاف عبد العزيز أن أحد هذين الشخصين أوضح له أثناء ذلك اللقاء الذي سجله سريا أن الحكومة السعودية قد تدفع له مبالغ هائلة في حال عودته، وإلا فإنه يواجه خطر السجن، بحسب موقع روسيا اليوم.

 

وتابع الوكيلان أن خاشقجي كان ينظر في إمكانية العودة، مضيفا أن عبد العزيز، إذا قرر العودة، سيتيح له بعد يوم من وصوله إلى المملكة لقاء ولي العهد السعودي وبحث كل المواضيع معه، مضيفين أن غرفة قد تم حجزها لعبد العزيز في أحد فنادق جدة.

 

ورفض عبد العزيز هذا الاقتراح كما لم يستجب لطلب السلطات السعودية زيارة سفارة المملكة في أوتاوا لمواصلة المشاورات.

 

وفي أغسطس أبلغته مجموعة الدراسات Citizen Lab العاملة على أساس جامعة تورونتو بأن هاتفه تعرض للخرق، وكشفت لاحقا أن الحكومة السعودية كانت وراء العملية.

 

وقال عبد العزيز إن قوات الأمن السعودية داهمت منزل عائلته، بالتزامن مع استلامه رسالة خبيثة، واعتقلت شقيقيه دون توجيه التهمة إليهما، مضيفا أنه حصل على معلومات عن تعرضهما للتعذيب، لكن دون تقديم أي أدلة تثبت هذا الاتهام.

 

وكان عبد العزيز يبحث مع خاشقجي مشروعا لإطلاق حملات في مواقع التواصل الاجتماعي بغية التصدي للدعاية الرسمية السعودية، واستثمر الصحفي في هذا المشروع خمسة آلاف دولار.

 

واتهمت "منظمة العفو الدولية" شركة NSO الأسبوع الماضي بمساعدة الحكومة السعودية في التجسس على موظفيها، مشددة على إمكانية اتخاذ خطوات قانونية ضد الشركة بعد رفض وزارة الدفاع الإسرائيلية حرمان NSO من الرخصة لتصدير برامج وأجهزة التجسس إلى دول أخرى.

 

وردا على ذلك، أصدرت الشركة أمس بيانا ذكرت فيه أن هدف منتجاتها الوحيد هو مساعدة الحكومات وأجهزة حفظ النظام على محاربة الإرهاب والجريمة، وهي لا تبرم عقودا إلا بموافقة الحكومة الإسرائيلية، وفقا لروسيا اليوم.

 

رابط تقرير الموقع الإسرائيلي

 

اعلان