بلومبرج: مجزرة نيوزيلندا .. ضربة قاضية لفيسبوك
قالت وكالة "بلومبرج" الأمريكية إن شركة "فيسبوك" شهدت أسبوعا "مرعبا"، سُلطت خلاله الأضواء على نقاط الضعف في الخدمات التي تقدمها الشركة.
وأوضحت الوكالة في التقرير الذي نشرته على موقعها الإليكتروني أن أسبوع من الأخبار السيئة للشركة بدأ فعليا في الثامن من مارس الجاري باقتراح من السيناتور والمرشحة للرئاسة الأمريكية إليزابيث وارين بفض الشركة.
ورات أن شركات الإنترنت مثل غوغل وفيسبوك أصبحت قوية للغاية، حيث "اجتاحت المنافسة، واستخدمت معلوماتنا الخاصة من أجل الربح، واستغلت قوتها ضد أي شخص آخر. وفي الأثناء تسببت بأضرار للمشاريع الصغيرة وخنقت الابتكار".
كما حدثت أطول فترة انقطاع في خدمة شبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" والتي ألقت بظلالها على نبأ التحقيق الجنائي في اتفاقيات تتعلق بتبادل البيانات مع شركات أخرى.
وتوقفت خدمات كل من فيسبوك وإنستغرام وواتساب يوم الأربعاء 14 من مارس عن العمل في أمريكا الشمالية وأوروبا وبعدد من دول أمريكا الجنوبية، وذكر موقع داون ديتيكتور (downdetector) أن هذا الانقطاع هو الأكبر في تاريخ الموقع.
وذكرت الشركة -في بيان نشرته بعد إصلاح الخلل- أن السبب نتيجة تعديل على خوادمها الداخلية أدى لانقطاع الخدمة عن العديد من المستخدمين، وأكدت أن أنظمتها تعافت، واعتذرت عن الإزعاج الذي تسبب به الانقطاع.
وفي الوقت الذي تم فيه الإعلان عن حل الخلل التقني في فيسبوك، تم الإعلان عن رحيل اثنين من المديرين التنفيذيين للشركة، أحدهما على ارتباط وثيق بمنتج الشركة الأكثر شهرة.
ولكن الضربة القاضية التي تعرضت لها الشركة، بحسب الوكالة، وقعت يوم الجمعة مع بث فيديو مباشر للمجزرة التي قتل فيها 50 مسلما في مسجدين بنيوزيلندا، عبر موقع فيسبوك.
واعتبرت الوكالة أن كرة ثلج من الأخبار السيئة تلاحق الشركة، بعد أن شهدت أسهم الشركة أسوأ هبوط من أكثر من شهرين حيث هبطت 2.5.
وقال جهنارا نيسار المحلل في شركة "لينكس إيكوايتي استراتيجيز" إن :"صناديق التحوط التي كان أداؤها لا يتأثر بالأخبار السلبية باتت بين ليلة وضحاها سريعة التفاعل مع الاخبار".
ورأى أن رحيل اثنين من كبار المديرين في الشركة أمر مثير للقلق خاصة أنه يشير إلى أن هناك خلاف حول استراتيجية العمل فيها.
وبعد هجوم نيوزيلندا الدموي الذي بثه القاتل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قالت شركة فيسبوك إنها أزالت 1.5 مليون فيديو في أنحاء العالم للهجوم على مسجدي نيوزيلندا خلال الساعات الأربع والعشرين الأولى بعد الهجوم.
وقالت فيسبوك في بيان في ساعة متأخرة من مساء يوم السبت "حذفنا خلال الساعات الأربع والعشرين الأولى 1.5 مليون فيديو للهجوم في أنحاء العالم، منها أكثر من 1.2 مليون تم حجبها عند التحميل".
وذكرت الشركة أنها تزيل أيضا كل النسخ المحررة من الفيديو، والتي لا تتضمن محتوى مصورا وذلك احتراما للأشخاص الذين تأثروا بالهجوم وبواعث قلق السلطات المحلية.
وبث المسلح الذي هاجم المسجدين يوم الجمعة الهجمات مباشرة عبر فيسبوك لمدة 17 دقيقة، واستمر تداول نسخ من الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي لساعات بعد ذلك.
وقالت رئيسة الوزراء جاسيندا أرديرن، في وقت سابق، إنها تريد مناقشة البث الحي مع فيسبوك.
يأتي هذا في الوقت الذي دعا فيه برايان أكتون، المؤسس المشارك لتطبيق "واتساب"، العالم أجمع إلى ضرورة حذف حساباتهم على "فيسبوك" في خطاب موجه إلى الطلاب، بحسب "روسيا اليوم".
وأدلى "الملياردير التكنولوجي" بالخطاب العام في جامعة ستانفورد بالولايات المتحدة.
وشرح أكتون للطلاب المبادئ التي أدت إلى إنشاء "واتساب"، ودافع عن قراره ببيع الشركة إلى فيسبوك مقابل 14 مليار جنيه إسترليني، في العام 2014، كما انتقد فيسبوك وغيرها من عمالقة التكنولوجيا، مثل غوغل، لتركيزها المفرط على الأرباح.