جارديان: في معركة جوجل وهواوي.. الجميع خاسرون
"جوجل vs هواوي : الجميع خاسرون".. تحت هذا العنوان نشرت صحيفة "جارديان" البريطانية افتتاحيتها حول الأزمة الحالية بين شركة "جوجل" الأمريكية وشركة "هواوي" الصينية لتصنيع الهواتف الذكية.
وقررت أمس شركة جوجل حرمان هواوي من الحصول على بعض التحديثات لنظام تشغيل أندرويد. وستفقد الهواتف الذكية الجديدة، التي تنتجها الشركة الصينية، أيضا إمكانية الوصول إلى متجر تطبيقات جوجل، والبريد الالكتروني "جي ميل".
وقالت الصحيفة في الافتتاحية التي نشرته على موقعها الإليكترونية إن:" الحروب التجارية مثل غيرها من الحروب الحقيقية اندلاعها أكثر سهولة من وقفها. قرار جوجل بحرمان هواتف هواوي المرتقبة من برامجها حتى لو كانت ستستمر في تقديمها للهواتف الموجودة حاليا في السوق جاء بعد ضغط معتبر من الحكومة الأمريكية".
واعتبرت الصحيفة أن جميع الأطراف في هذه الأزمة سوف تندم على هذا القرار.
ورأت الصحيفة أن الضرر الذي سيقع على هواوي من هذا القرار سيكون جليا، لأنها لا تستطيع أن تبيع هواتفها إلى العملاء خارج الصين دون الاعتماد على برمجيات الشركة الأمريكية.
كما أن أكثر من نصف سوقها العالمي قد يختفي دون الأخذ في الاعتبار معدات الجيل الخامس التي كانت السبب المباشر للمشاجرة.
واعتبرت أن السبب الجوهري هو الشركة الأمريكية من خسارة مكانتها العالمية في ظل الإصرار الصيني على تحويل هذا الخوف إلى حقيقة.
في المقابل رأت الصحيفة أن الخسارة بالنسبة لشركة جوجل تبدو أقل لأنها بالفعل مستبعدة من السوق الصيني.
وخلص تقرير نشر يوم الاثنين إلى أن التأثير المحتمل للقيود الشديدة على الصادرات على التكنولوجيا قد يكبد الشركات الأمريكية خسائر قد تصل إلى 56.3 مليار دولار من دخل الصادرات على مدى خمس سنوات.
وأضاف التقرير الصادر عن مؤسسة تكنولوجيا المعلومات والابتكار أن الفرص الضائعة تهدد ما يصل إلى 74 ألف وظيفة.
وأشارت الصحيفة إلى أن "الاعتماد المتبادل بين أجهزة الاتصالات الصينية والبرمجيات الأمريكية يُظهر بوضوح مدى ضعف كل منهما، وكيف أنه من المستحيل لأي منهما أن يحقق السيادة العالمية الكاملة"، معتبرة أن الحرب بين الجانبين ليست بهدف السيطرة على التكنولوجيا ولكن بهدف معرفة من سيصبح سيد العالم.
وعلى الرغم من إعلان الحكومة الأمريكية اليوم تخفيف بعض القيود التجارية التي فرضتها الأسبوع الماضي على شركة هواوي بشكل مؤقت، إلا أنه لا يزال محظورا على الشركة شراء قطع غيار ومكونات أمريكية لتصنيع منتجات جديدة بدون الحصول على موافقات على الترخيص من المرجح رفضها.
وقالت الحكومة الأمريكية إنها فرضت القيود لتورط هواوي في أنشطة تتعارض مع الأمن القومي أو مصالح السياسة الخارجية.
ويستطيع مستخدمو هواتف هواوي الذكية الحاليون تحديث التطبيقات التي يستخدمونها، وعلاج الثغرات الأمنية، وتحديث خدمات متجر التطبيقات "جوجل بلاي".
وقد لا تحمل أجهزة هواوي التي ستصدر في المستقبل تطبيقات مثل يوتيوب، وخرائط جوجل.
ولكن تستطيع هواوي استخدام أي نسخة لنظام أندرويد تكون متاحة، عبر استخدام تراخيص تبيح للمطورين النظام مفتوح المصدر في لغة الحاسوب التي كتب بها.
وأضافت إدارة ترامب الأربعاء شركة هواوي إلى قائمة الحظر، ويمنع هذا القرار الشركة من الوصول إلى التكنولوجيا من أي شركة أمريكية بدون موافقة الحكومة.
وقال رين جينغفاي، الرئيس التنفيذي لهواوي، لوسائل إعلام يابانية، في أول تعليق بعد فرض الحظر، "نحن بالفعل نستعد لهذا الوضع".
وأضاف أن الشركة، التي تشتري مكونات تبلغ قيمتها كل عام حوالي 67 مليار دولار، سوف تعمل على تطوير تلك المكونات بنفسها.
وقالت الشركة الاثنين إن التحديثات لنظام أندرويد ستشمل الأجهزة التي بيعت بالفعل، وتلك التي لا تزال في منافذ البيع في العالم.
وأضافت أنها سوف تواصل بناء برمجيات وأنظمة آمنة ومحافظة على البيئة.
وتواجه هواوي ردود فعل عنيفة من بلدان غربية، على رأسها الولايات المتحدة، بسبب المخاطر المحتملة التي قد تحدث إذا استخدمت تلك البلدان منتجات هواوي في إنشاء شبكات 5G للاتصالات.