الجارديان: الإحباط يسيطر على السودانيين في أول أيام محاكمة البشير
قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية: إن حالة من الإحباط يسيطر على النشطاء في السودان، مع أول أيام محاكمة الرئيس المخلوع عمر البشير بالفساد، خاصة أنّ أقصى عقوبة يواجهها البشير في هذه القضية هي الغرامة.
وأضافت أنّ البشير رهن الاحتجاز منذ خلعه من السلطة في أبريل الماضي، ويواجه حاليًا اتهامات بحيازة العملات الأجنبية والفساد وتلقي الهدايا بطريقة غير قانونية، حيث عثر على مبالغ نقدية كبيرة في مقر إقامته بعد الإطاحة به.
وقال المحقق: إنّ القضية المرفوعة حققت في مصدر بعض تلك الأموال، مشيرين إلى أنّ البشير أعترف بأنّ المال كان جزءًا من مبلغ 25 مليون دولار أرسله ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لاستخدامه خارج ميزانية الدولة".
طبقًا لعلي، قال البشير إنه تلقى دفعتين سابقتين بقيمة 35 مليون دولار، و30 مليون دولار من العاهل السعودي الملك عبد الله، الذي توفي عام 2015.
وقال البشير: إنّ الأموال السعودية صرفت ولا يستطيع أن يتذكر كيف، ولم يكن لديه وثائق تقدم المزيد من التفاصيل.
وأوضحت الصحيفة أنّ النشاط وضحايا انتهاكات حقوق الإنسان خلال حكم البشير الذي دام 30 عامًا، كانوا يأملون في محاكمته بتهم التحريض والمشاركة في قتل المحتجين.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ إحدى الأولويات الرئيسية للناشطين هي تقديم الأعضاء السابقين في نظام البشير إلى العدالة، وهذا أمر بارز في ميثاق دستوري جديد.
وأعضاء الفريق القانوني للديكتاتور السابق، متفائلون بأن المحكمة سوف تبرئ الرئيس من تهم الكسب غير المشروع الحالية.
وقال محمد الحسن الأمين إن أقصى عقوبة يواجهها البشير هي غرامة، ولا توجد طريقة لإدانته في هذه القضية، عندما فعل ما فعله، كان رئيسًا يتمتع بالحصانة".
ويقول محامو حقوق الإنسان إن التهم بارتكاب جرائم أكثر خطورة ستوجه للبشير عند تشكيل الحكومة التي يقودها المدنيون.
ونقلت الصحيفة عن عبد الله جالي، عضو الائتلاف الديمقراطي للمحامين قوله: إننا ننتظر فقط أن يكون لدينا وزير مناسب للعدل ومحامي عام جديد، ولن يكون ذلك فقط، لكن الشخصيات الكبيرة الأخرى في نظامه ستواجه الاتهامات.
حتى الآن ، رفضت السلطات في السودان تسليم البشير إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، التي تتهمه بالمسؤولية الجنائية عن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية في أعقاب قتل وتشويه وتعذيب مئات الآلاف من الأشخاص في منطقة دارفور.
وتقدر الأمم المتحدة أن ما بين 200 إلى 400 ألف شخص لقوا حتفهم في الصراع، ونزح 2.7 مليون آخرين، والميليشيات التي شكلها البشير هي المسؤولة عن أسوأ الأعمال الوحشية.