فايننشال تايمز: «خطة ترامب» ليست للسلام.. وتكافئ المحتلين
قالت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية: إنَّ خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا تُحقّق السلام في الشرق الأوسط، لكنّها تهدف إلى إجبار الفلسطينيين على قبول الوضع الراهن القائم.
وأضافت أنَّ مقترحات التي أعلنها ترامب هذا الأسبوع بأنها "خطة سلام" في الشرق الأوسط، في الواقع، محاولة لإجبار الفلسطينيين على قبول الوضع الراهن، وهو الموقف الذي عززت فيه إسرائيل سيطرتها على الأراضي المحتلة.
وبحسب الصحيفة، زعم ترامب أنّ خطته ستضع الأسس لـ"حل الدولتين"، وفي الواقع هي أقرب لحل الدولة الواحدة، ويميل بشدة لصالح إسرائيل في القضايا المحورية لمحادثات السلام منذ اتفاق أوسلو، ووضع القدس، وحق العودة للاجئين الفلسطينيين، ومبدأ "الأرض مقابل السلام"، بعيدًا عن إنهاء الصراع.
ويقول ترامب: إنّ اتفاقه يقدم حلًا مربحًا للجانبين من خلال رؤيته الخاصة لدولتين، وهو يجادل بأنها ستخصص أراضًا للفلسطينيين أكثر مما يحتفظون بها حاليًا، وسوف تفرض وقفا على بناء المستوطنات الإسرائيلية خلال أربع سنوات من التفاوض، ويحمل آفاق استثمار 50 مليار دولار في البنية التحتية.
وترى الصحيفة: "الواقع مختلف، لن تكون عاصمة الفلسطينيين القدس الشرقية المحتلة، كما سعت طويلًا، ولكن ربما في ضاحية مفصولة عن المدينة بحاجز أمني إسرائيلي، والأهم من ذلك أن الخطة لن تخلق شيئًا قابل للحياة، وبدلاً من ذلك، فهي توفر للفلسطينيين الجيوب المنفصلة في الضفة الغربية، والتي لفترة طويلة، سيكون لهم فقط سيادة جزئية، وسيتعين على الفلسطينيين التخلي عن أي مطالبة بالأراضي التي أقام فيها الإسرائيليون مستوطنات".
وفي الواقع، فإن المقترحات تضفي الشرعية على الاستيلاء الإسرائيلي على الأراضي في الضفة الغربية الذي استمر منذ سنوات، وأشار بنيامين نتنياهو إلى أنّ إسرائيل ستضم الآن غور الأردن وجميع مستوطنات الضفة الغربية رسميًا يوم الأحد.
وأوضحت الصحيفة: "هذا سيغذي الشكوك بأن الدافع الحقيقي لإطلاق الخطة الآن هو تعزيز الثروات السياسية للرجال الذين قدموا لها، بالنسبة لترامب، فإنه يوفر الهاء عن محاكمته في مجلس الشيوخ، وفرصة لتصوير نفسه على أنه صانع سلام ويدعي أنه بمجرد تقديم المخطط قد حقق تعهدًا آخر بالانتخابات".
وبالنسبة نتنياهو، الذي وُجهت إليه تهم بالفساد في اليوم الذي تم فيه الكشف عن المقترحات، يمكن أن يحسن فرصه في كسر الجمود السياسي في الانتخابات الإسرائيلية الثالثة في أقل من عام.
والقيادة الفلسطينية ليست خالية من اللوم، لقد فشلت في معالجة الفساد ورفضت إجراء انتخابات لأكثر من 10 سنوات، تاركة مصداقيتها في الداخل ومعزولة دوليا، ومع ذلك، لا يمكن أن تقبل "الصفقة" كما قدمت.
وأشارت الصحيفة إلى القيادة الفلسطينية ستأمل في الحصول على الدعم من الحلفاء العرب، لكن الزعماء في العالم العربي، الذين يشعرون بالقلق أكثر من إيران وليس إسرائيل، وسيحرم الفلسطينيون المعتدلون من أي فرصة لدولة حقيقية خاصة بهم.
وبعد الإخفاقات المتكررة لعملية السلام في الشرق الأوسط، كان من المفيد البحث عن نهج جديد، وسوف يجادل مؤيدو ترامب بأن الخطة تعترف "بالحقائق على الأرض" وتجعل الفلسطينيين أمام عرضًا سيكون من الحكمة قبوله قبل أن تضعف يدهم التفاوضية، لكن هذه الخطة تشبه إلى حد بعيد مكافأة المُحتَلين مع إجبار المُحتلِين على الاستسلام.