فوكوس الألمانية:
يخفي مصالحه الشخصية.. أردوغان يقدم نفسه منقذًا للسوريين من الأسد
"يريد أردوغان الآن أن يقدم نفسه للعالم كبطل منقذ للسوريين، يستطيع كبح مجازر الديكتاتور بشار الأسد في إدلب".. وردت الكلمات بتقرير مجلة فوكوس الألمانية.
وقبل أسبوع ، وجه الرئيس التركي إنذارًا شديد اللهجة إلى الأسد والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بالإنسحاب من إدلب في مدة أقصاها نهاية فبراير، وإذا لم تمتثل حكومة دمشق للإنذار ستتدخل القوات المسلحة التركية لتفعل كل ما هو ضروري على الأرض وفي الجو لطرد القوات السورية من المحافظة.
وقال أردوغان إن الأسد يهاجم المدنيين باستمرار ويرتكب مجازر ويسفك الدماء.
بالإضافة إلى ذلك ، أجبرت القوات الروسية والسورية سكان إدلب على الحدود التركية وطوقتهم، وهذا من شأنه أن يتسبب في كارثة إنسانية، بحسب المجلة الألمانية.
أوضحت مجلة فوكوس أن أردوغان يخفي مصلحة شخصية وراء تدخله ضد الأسد وحلفاءه الروس، ويصور نفسه كبطل أممي.
ونقل التقرير عن ضياء ميرال ، الباحث في مركز الجيش البريطاني للتحليل التاريخي وأبحاث النزاعات، قوله إن أمن تركيا يشكل أولوية قصوى لأردوغان.
وأضاف ميرال أن إدلب تقع في ما يسمى بمنطقة التصعيد التي أقامت فيها تركيا نقاط مراقبة في أوائل عام 2018، ويجب الالتزام بوقف إطلاق النار بالمنطقة بموجب اتفاق تركي مع روسيا.
واستطرد خبير الشرق الأوسط والباحث في مركز السياسة الخارجية بجامعة كامبريدج البريطانية: "في أبريل 2019 ، شن الأسد وبوتين هجمات على أربع نقاط مراقبة، ولذلك يحاول أردوغان الآن مواجهة هذا عبر توجيه إنذار نهائي."
ورأى ميرال أن أردوغان يستهدف في شمال سوريا وحدات حماية الشعب الكردي، وتريد أنقرة بشكل أساسي تجنب إقامة منطقة كردية يحتمل أن تتمتع بحكم ذاتي على الحدود التركية مع سوريا.
وعلى هذه الخلفية ، وبحسب الباحث ميرال، هدد أردوغان يوم الثلاثاء الماضي الديكتاتور بشار الأسد وبالتالي حليفه بوتين.
وفيما يخص تدخل الرئيس الروسي لصالح الأسد، أوضحت المجلة الألمانية أن بوتين كان مشاركًا نشطًا في الحرب السورية منذ عام 2015، وتحت ذريعة الرغبة في تدمير تنظيم داعش الإرهابي ، أصابت هجمات القوات الجوية الروسية خصوم الأسد الذين أشعلوا ثورة ضده في غضون الربيع العربي 2011"
واستطردت فوكوس: " بالدعم الروسي تمكن الأسد من استعادة أجزاء كبيرة من سوريا، لكن بوتين يسعى دائما إلى تحقيق هدفه الخاص وهو تأمين نفوذه في المنطقة."
ومضت المجلة تقول: "يقاتل أردوغان وبوتين والأسد من أجل مصالح شخصية على حساب 400 ألف شخصا لقوا حتفهم في سوريا منذ بداية الحرب في عام 2011، و6 ملايين سوريا فروا إلى الخارج بحثًا عن حياة آمنة ، من بينهم 2.5 مليون طفل.
وأشارت فوكوس الألمانية إلى فرار 69 ألف شخصا من سوريا منذ ديسمبر 2019 مستهدفين أوروبا.