وزير الإسكان: طالبونا بالعاصمة الإدارية وبعدها قالوا "استعراض سياسي"
عرض الدكتور مصطفى مدبولي، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، شرحاً موجزا عن مشروع العاصمة الإدارية الجديدة، وذلك في ندوة نقاشية، تحت عنوان: "المدن حيث يُبنى المستقبل"، تم تنظيمها في إطار مناقشات الربيع، التي يجريها حاليا البنك الدولي، بالعاصمة الأمريكية، واشنطن، وذلك بحضور عدد من المسئولين الدوليين والخبراء.
وقال وزير الإسكان، "إن مصر تنمو سنويا بمعدل نحو 2,5 مليون نسمة، ونحتاج إلى نحو 600 ألف وحدة سكنية، لاستيعاب الأسر الجديدة، ويكفي أن أقول إن معدلات الزيادة السنوية في سكان مصر تزيد على سكان بعض دول أوربا، إذن كان علىّ وأنا أعمل وزيرا وصاحب قرار أن أجيب على السؤال: أين سيذهب هذا العدد من السكان، وما هو البديل؟ فإذا لم نتحرك بسرعة، ونبدأ في العمل والبناء، سيصنع المواطنون مستوطنات بشرية غير رسمية لسكنهم، وإذا لم نخطط نحن كدولة، سيخطط المواطنون لأنفسهم ويسكنون في مساكن غير رسمية، أو عشوائية، وستولد مشاكل لا يمكن إيقافها".
وأضاف الوزير "في مصر كان علينا أن نضع خطة مستقبلية للتنمية، حتى 2052، وانتهينا من المخطط الاستراتيجي للتنمية العمرانية بالفعل، وكان له عدة مخرجات، منها التوسع في إنشاء المدن الجديدة، المرتبطة بمحاور التنمية، لاستيعاب الزيادة السكانية، ونحن الآن لا ننشئ العاصمة الإدارية فقط، ولكن هناك نحو 10 مدن أخرى يتم تنفيذها.
وأوضح "مدبولي" أن العاصمة الإدارية الجديدة تعد امتدادا للقاهرة القديمة، حيث لا تبعد سوى 45 كم عن وسط القاهرة، مشيرا إلى أنه يتم العمل على نقل مواقع الحكومة للعاصمة الجديدة، حيث وصلت الكثافة السكانية في هذه المواقع حاليا إلى درجة زائدة عن الإمكان، فنحن نتكلم عن نحو 100 ألف مواطن لكل كم2، أي نحو 10 مرات أكثر من كثافة السكان في مدينة مثل نيويورك، وعرض الوزير الخرائط التي توضح موقع العاصمة الإدارية الجديدة، وارتباطها بالقاهرة.
ولفت الوزير، إلى أن المدن الجديدة تستوعب بعد 30 سنة من إنشائها أكثر من 6 ملايين نسمة، منها نحو 5 ملايين في مدن القاهرة الكبرى، إذن هذا الوضع مختلف عن ذي قبل، حيث أصبحت المدن الجديدة المخططة جاذبة للسكان، وبها خدمات متعددة.
وقدم "مدبولي" شرحا لمخطط إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة، قائلا: "نعمل على إنشاء مدينة مصرية عصرية حديثة، تؤسس لحضارة مصر العريقة، وتقدم للعالم نموذجاً حضارياً لتنمية عمرانية متكاملة، وعدالة اجتماعية، وخدمات إنسانية كريمة، وتنمية مستدامة صديقة للبيئة"، موضحاً أن المدينة بمساحة 170 ألف فدان، ومن المقرر أن تستوعب 5 ملايين نسمة، خلال الـ 40 إو الـ 50 عاما المقبلة.
وبسؤاله عن الأهداف أو الأولويات الثلاث التي من المقرر تحقيقها في العاصمة الإدارية الجديدة، أجاب الوزير "أن تكون مدينة خضراء، ومستدامة، ويجدر العيش بها".
وأضاف: "قبل أن أصبح وزيرا كنت مخططا للمدن، ومنذ سنوات كثيرة، كان الكثيرون يروجون لضرورة انتقال المباني الحكومية لكي تتنفس القاهرة، وتعود لرونقها، ودورها التاريخي والثقافي والسياحي، فمقر الحكومة الحالي وضع في القرن التاسع عشر، ولم يكن مخططا لها هنا من الأصل، حتى وزارة الإسكان موجودة في منطقة سكنية، وهذا كله أثر على وضع القاهرة التاريخي، أصوات كثيرة قالت إن علينا نقل الوزارات إلى مكان جديد، وعندما بدأنا في هذا الأمر قالوا هذا "استعراض سياسي"، وهو أمر يدعو للعجب.
وفى رده على مداخلة لأستاذ اقتصاد بجامعة هارفارد عن اختيار مكان العاصمة، وضرورة الاستفادة من تجارب الدول الأخرى، الوزير: "درسنا تجارب الآخرين، مثل البرازيل، وواشنطن، وأنقرة، والتحديات التي واجهت هذه الدول، ولكن في حالتنا الأمر يختلف، فما ننفذه هو توسع حضري لمنطقة قريبة من القاهرة، وستظل القاهرة هي العاصمة الرئيسية، نحن نفتح شرايين، وأوردة جديدة، وعلينا أن نرى مثلا النموذج الموجود في ماليزيا، حيث نفذوا عاصمة إدارية جديدة، ونجحت التجربة، وهو نفس ما تفعله الصين، وكوريا الجنوبية، حيث يتم التوسع في العاصمة القديمة".
وعن مدى توافر الخدمات في المجتمعات الجديدة، تابع: "الأمر الرئيسي في إنشاء المدن الجديدة هو تنفيذ الخدمات التي يحتاجها الناس، مثل المدارس والمستشفيات، والأسواق التجارية، والمدن الجديدة أصبح بها الآن عدد كبير من الجامعات، بل إن المواطنين ينتقلون حاليا من وسط البلد للمدن الجديدة، للاستمتاع بخدماتها من نوادي ووسائل تسوق وترفيه، وخلافه، والشيء المهم جدا هو المواصلات العامة الجماعية، وهو ما تأخرنا فيه، ونعمل على سرعة تنفيذه حاليا".
تجدر الإشارة إلى أن الندوة النقاشية التي نظمها البنك الدولي، أدارتها صحفية دولية، وبحضور وزير الإسكان المصري، ومسئولين بالأمم المتحدة، والبنك الدولي، وعمدة سابق لواشنطن، ومسئولة التخطيط والتطوير بجنوب إفريقيا، وأستاذ اقتصاد بجامعة هارفارد.