دعاء راجح: الترفيه ضرورة إنسانية لسلامة صحتك النفسية
الترفيه سلوك يفعله الإنسان يكسر من خلاله روتين الحياة، ويتخلص من طاقته السلبية، ويجدد رغبته في الحياة وإنجاز المهمات، ويساهم في تحسين حالة الصحة النفسية، ولكن يراه البعض نوعا من أنواع العبث في الحياة مقارنة بالظروف المعيشية السيئة، وارتفاع معدلات القلق والتوتر في الحياة.
وترى الدكتورة دعاء راجح الاستشارية الاجتماعية والأسرية: "ناس كتير فاكرة أن الترفيه عن النفس رفاهية، لما نخلص من المسؤوليات الي ورانا نبقى نرفه عن نفسنا، وناس كتير عندها قناعة أن الترفيه عن النفس دا شغل ناس فاضية، ومزاجها حلو وبتربط دايما الترفيه بالمزاج الجيد".
وقالت راجح عبر فيسبوك: "وفيه ناس حياتها روتينية لدرجة قاتلة عندها الترفيه هو الذهاب لبيت والدتها أو بيت حماتها في نهاية الأسبوع، وفيه ناس لا تؤمن أصلا بأهمية الترفيه في حياتها".
وتابعت الاستشارية الاجتماعية: "في العصر الي احنا عايشين فيه، وفي ظل الضغوط المتزايدة على الجميع، ومع ارتفاع معدلات التوتر والقلق والاكتئاب، ومع تعايشنا اليومي مع مآسي العالم، وارتفاع معدلات الدراما الي احنا بنتعرض ليها يوميا حتى لو مش خاصة بينا وتفاعلنا معاها شئنا أم أبينا، ومع رتم الحياة السريع الي بيخلينا دايما بنجري ونلهث بسرعة؛ كل دا بيخلي الترفيه في حياتنا ضرورة إنسانية لازم تتحط في أولى أولوياتنا للحفاظ على صحتنا النفسية والعقلية".
ونصحت راجح الشباب: "ما تربطش دايما الترفيه في حياتك بالآخرين" لافتة إلى أن "ارتباط الترفيه بوجود الناس حواليك بيخلي الموضوع دا أصعب، لأنك في الوقت الي أنت متوتر فيه أو محتاج فيه ترفيه ممكن متلاقيش حد يبقى معاك ساعتها، وما تخليش الترفيه روتيني هو كمان".
وأوضحت الاستشارية الأسرية: "يعني تعتاد أن الترفيه أنك تروح تقعد مع أصحابك على كافيه حتى لو كان كل يوم، أنك تلعب ألعاب فيديو يوميا، أنك تروحي تتسوقي في مول، أنك تروحي لوالدتك"، مشيرة إلى أن "صحيح الحاجات دي ممكن تكون بتجلب السعادة، لكن برده بتتحول مع الوقت إلى روتين يجلب لك الملل والرتابة".
واستطردت راجح: "حاول تجدد في وسائل الترفيه فالتجديد يبعث في النفس الراحة والانشراح، حتى لو مش هتستمتع بالجديد أوي بس مجرد تجديد الأماكن والوجوه والمناظر والهوا والنشاط الي أنت بتعمله بيقضي على الرتابة والركود في حياتك، وبيوسع مداركك ويمنحك تجربة جديدة".
وطالب راجح الشباب: "ماتروحش مكان جديد وبرده تمسك فيه الموبايل ولا تستمتع بيه برده" لافتة إلى أن "الحياة مع الموبايل فقط دا نوع من الإدمان والقيد بيخليك تفقد إحساسك الداخلي بجمال الدنيا حواليك، وبيفضل كل همك أنك تصور وتبعت لأصحابك وتفقد استمتاعك بالمكان نفسه".
وأضافت: "جرب أماكن جديدة، وأنشطة جديدة، جرب الخروج لوحدك أو مع الناس، جرب الاستمتاع لوحدك ومع الناس، ولا تستغرب أي نشاط ولا ترفضه ولا تعتمد على آراء الآخرين فيه، ممكن مكان يعجب واحد وما يعجبش التاني، احنا مختلفين تماما في أذواقنا وآراءنا، ممكن واحد يجرب مطعم ويقول عليه هايل، والتاني يجربه ويقول عليه مقرف.. جرب بنفسك".
وأشارت الاستشارية الاجتماعية إلى أن الهدف من الترفيه هو "التجديد، والهدف منه البعد عن الضغوط والمسؤوليات والروتين القاتل، وعمل حاجة جديدة، الهدف منه التقليل من الكيماويات الي بتطلع من جسمك نتيجة الضغط والتوتر المستمر، والى بتسبب الأمراض النفسية والعضوية، والهدف منه أنك تاخد إجازة وتعيش لنفسك شوية".
وتابعت: "اكتب عندك في الموبايل كل الأماكن الي نفسك تروحها، وحط يوم أسبوعي لتجربة حاجة جديدة ولو لقيت حد بيتكلم عن مكان جديد جرب يمكن تلاقي أحلى مكان رحته في حياتك، أو أسعد وقت قضيته في حياتك"، مضيرة إلى أن "السعادة مش هتجيلك وأنت قاعد على الموبايل ليل ونهار وبتتفرج على الحروب والمآسي ومصايب الناس".
وأوضحت راجح: "طلع كيماويات السعادة في مخك بمزاولة الأنشطة الي بتطلعها، ولا تنتظر لما مزاجك يتحسن لأنه مش هيتحسن طول ما أنت قاعد جنبه مستنيه، قوم أنت وحسنه بنفسك".