الشخصية المستبدة .. كيف تتعاملين معها؟

كتب: رفيدة الصفتي

فى: منوعات

23:16 23 يناير 2017

قالت الدكتورة دعاء راجح الاستشارية الاجتماعية والأسرية إن "الشخصية المستبدة شخصية لا تهتم كثيرا بالعلاقات بقدر اهتمامها بتحقيق الهدف والإنجاز، يعني هو عايزك تنفذ أوامره وطلباته بأي وسيلة، دون النظر إلى احتياجاتك ورغباتك أنت، ودون النظر إليك كإنسان يحتاج إلى الاحترام".

 

وأضافت راجح في تدوينة لها عبر صفحتها على فيسبوك: "هو أهم حاجة في مخه أن الي عايزه يتنفذ بأي طريقة، ممكن بإصدار الأمر المباشر، ولو تقاعست يبقى بالإهانة والتقليل من شأنك حتى يشعرك بالضعف أو بالخوف منه، ولو لم ير ما يريده من إنجاز ممكن يمارس العنف الجسدي والعقوبات الصارمة".

 

وتابعت الاستشارية الاجتماعية: "هو كل الي عايزه أن المطلوب يتنفذ.. فالغاية تبرر الوسيلة وهو فى معركته بيحاول بكل الوسائل الي تخليك تنفذ".

 

وعن كيفية التعامل مع الشخصية المستبدة، أفادت راجح: "علشان تعرف تتعامل معاه لابد أن تركز على الهدف، وأقصى ما يمكن أن تنشده منه هو أن يحترمك"، لافتة إلى أن الناس في مواجهة المستبد "بيبقى ردود أفعالها واحد من تلاتة؛ إما الهجوم المضاد ودا بيعلي من وتيرة المعركة، وبيعمل تصعيد وممكن يخليه يلجأ لطرق أشد قسوة في إيذائك، أو بناء تحالفات مع أهله وأصحابه ضدك والمعركة لن تنتهي".

 

وأوضحت الاستشارية الأسرية: "أو موقف الشرح والتبرير والدفاع عن موقفك، ودا مش هيفيد أبدا في الموقف مع المستبد؛ لأنه لا يهتم بيك ولا بكلامك، ولا بيسمع أصلا هو كل تفكيره في إزاي طلباته تتنفذ".

 

أما الحالة الثالثة، فأكدت راجح أنها تأتي في "موقف الانسحاب من المعركة لتلعق ألمك في هدوء، أو تفكر في الانتقام بأساليب غير المواجهة زي التجاهل، أو الغيبة وتشويه سمعته، والكلام عليه من وراه".

 

وذكرت راجح أن أي محاولة للهجوم أو الدفاع أو الانسحاب ستنقلب ضدك، لافتة إلى أن الحل يكمن في "الموقف يحتاج إلى شجاعة وحزم حتى تفرض عليه احترامك، فالمستبد لا يهاجم من يحترمه".

 

واستطردت: "احتفظ بثباتك، وانظر إلى عينيه وأنت صامت، ووجه انتباهك إلى تنفسك وخد أنفاسا عميقة لتهدئة نفسك، وأن تشعر بالسيطرة على نفسك.. دا ممكن يشجعه للمزيد من القذائف.. استمع إليه حتى ينتهي، وبعدين قل له.. خلاص خلصت؟ وروح كمل شغلك وعملك كأن شيئا لمن يكن".

 

وأشارت راجح إلى أن "إظهار ضعفك بالغضب أو الألم أو البكاء والصراخ دا بيخليه يحس بقوته، وطول ما أنت بتظهر ليه أن مواقفه لا تهزك هيحس بقوتك أكتر"، لافتة إلى أن "احنا عندنا قناعة أن الي بيزعق ويهلل هو دا القوي، لكن في قرارة نفسنا نحترم جدا الإنسان القوى بثباته وأخلاقه وشجاعته".

 

ولفتت راجح إلى أن هناك "مواقف تانية ممكن تقطع الهجوم وتوقف التمادي بأن تردد اسمه بشكل متكرر وحازم وواضح لعدة مرات" موضحة أن "الهدف أنك تتكلم بحزم وليس بعدوانية وتحافظ على هدوءك".

 

وأضافت: "سيبك من الكلام الكتير الي هو قاله، وركز على ما يريده تحديدا؛ يعني أنت عايزني أعمل كذا وكذا.. دا بيخليه يحس أنه مفهوم، وأنك بتسمع باحترام وفاهم هو عايز إيه، ولو تقدر تتكلم بشكل تعاطفي كمان يبقى أفضل؛ انا عارف أنك عايزني اعمل كذا في أسرع وقت ممكن، أنا عارف أنك قلقان من تأخري في عمل كذا، أنا عارف أنك محتاج تحس بالإنجاز لما أخلص من كذا".

 

وذكرت راجح أن "انتباه المستبد لكلامك قليل جدا فهو معندوش قدرة على الاستماع، علشان كده لازم تكون كلماتك قليلة جدا، وبتركز على الهدف الي هو عايزه لو هتنفذ طلبه، أو الهدف الي أنت عايزه لو مش ناوي تنفذه؛ مثلا: مع احترامي لرغبتك لكن أنا مش هقدر أعمل كذا علشان كذا وكذا، أو أنا محتاج لكذا وبحس بكذا علشان كده هعمل كذا.. كلماتك قليلة صريحة واضحة جازمة حاسمة بمنتهى الاحترام".

 

وأوضحت الاستشارية الأسرية بأمثلة أخرى، قائلة: "مع احترامى لرغبتك في أني ما اتصلش بوالدتي، أنا محتاجة أحس بالحب والرحمة، ودول مش بلاقيهم إلا في كلامي مع والدتي فمش هقدر أنفذ طلبك، مع كل احترامي لرغبتك أني أخدم والدتك، لكن أنا محتاجة للاحترام وبحس بالإهانة لما تطلب مني أنزل أنظف لها الشقة وأنا مش هقدر أعمل كده، ممكن تجيب لها واحدة تساعدها بأجر".

 

وشددت راجح على أن يكون الحديث "بدون صراخ ولا زعيق ولا بكاء ونحيب، كلام فصل محدد واضح محترم، لو أنت غلطان اعترف بغلطك، وقل باختصار ما تعلمته وإيه الي هتعمله في المستقبل.. أنا رتبت الدولاب بشكل غير جيد فعلا هعمله بطريقة أفضل المرة الجاية، أنا فعلا معملتش الأكل النهارده مضبوط وهظبطه المرة الجاية".

 

ولفتت الاستشارية التربوية إلى أن "الموضوع محتاج تقدير للذات ونظرة محترمة لنفسك أصلا.. لابد أن تحترمها أنت أولا حتى تفرض احترامها على الآخرين، محتاج شجاعة محتاج ثبات انفعالي، محتاج حزم وقدرة على صياغه ما تريد بشكل مختصر وواضح وحازم".

 

واختتمت تدوينتها قائلة: "المستبد لايحترم الضعفاء ولا يعطف عليهم، ولا يحترم كمان من يفعلون مثله، وبيحس أنه في معركة لابد له من أن يكون فائزا فيها"، مشيرة إلى أن "الحل في اكتساب احترامه بالثقة بنفسك، والحزم وقوة التحكم في الذات، وهو دا الي بيفرض احترامك على الجميع".

اعلان