كيف تعيد بناء الثقة بعد الخلافات والمشاكل الزوجية؟
كثرة المشاكل الزوجية، وإهانة شريك الحياة، والتعدي على حقوقه، وعدم احترام رغباته، كلها أمور تؤدي إلى هدم الثقة في الحياة الزوجية، والتي يصعب بناؤها بسهولة.
وترى الدكتورة دعاء راجح الاستشارية الاجتماعية والأسرية أن : "الأمر محتاج مجهود كبير من الطرفين، وقرار مشترك بإصلاح العلاقة وإعادة بناء الثقة تاني".
وقالت في تدوينة لها عبر فيسبوك: "بالنسبة للطرف الي كسر ثقة الآخر بتصرفه عليه أن يسترجل ويتحمل المسئولية عن تصرفاته"، موجهة له الحديث: "اعترف وما تقعدش تبرر أخطاءك أو تحمل الآخر المسئولية وتقوله أنت السبب، أو تقعد تنكر الموضوع وتحلف.. كل دا بيزود الشك في قلبه أكتر".
وأضافت: "اعتذر ليس اعتذار كلامي فقط، بل اعتذار النادم الي حاسس فعلا بالذنب وحاسس بغلطه.. أنا آسف على غلطي، وأنا معترف بيه وندمان عليه".
وتابعت الاستشارية الأسرية: "ساعات الاعتذار بيبقى أسوأ من الأذى نفسه لما يكون اعتذار سطحي، أو اعتذار شفقة على الآخر.. طب أنا آسف هدي نفسك بس، أو اعتذار علشان الموقف يعدي والسلام، وأحاسيسك هتوصل للآخر شئت أم ابيت".
واستطردت: "سامح نفسك وقل لها محدش معصوم من الغلط، وأنا غلطي كان نتيجة احتياج معين عندي، ودور على الاحتياج دا، وحاول تتعامل معاه ولبيه بطريقة تانية صحيحة، وخلي أفعالك مع شريك حياتك تتكلم عن حبك ورغبتك في إصلاح الي اتكسر تاني".
وأوضحت راجح: "انفتح على شريك حياتك وخليه يحس أنه عارف عنك كل حاجة، وصلح السبب ولا تنهره إن أبدى أي تصرفات تانية تدل على الشك، فالثقة بتحتاج وقت طويل لإعادة بناءها، وهو أول ما هيحس بالثقة دي تاني معدش هيتصرف التصرفات دي بشكل لا إرادي، وماتقعدش كل شوية تغلطه على قلة ثقته فيك.. لأن دي حاجة مش في إيده".
ووجهت راجح حديثها للطرف الي وقع عليه الأذى، قائلة: "اسأل نفسك: هل دي أول مرة والا اتكررت، هل الإنسان دا يستحق أني أسامحه، والعلاقة دي تستحق أني أنقذها وابدأ معاه بداية جديدة، هل هو طبع مش هيقدر يغيره ولا تصرف مؤذي اتعمل مرة أو مرات".
وتساءلت راجح: "هل هو ندمان فعلا عما فعله وبالتالى محدش معصوم من الغلط ولا اعتذاره مجرد فض مجالس، هل لسه تصرفاته مريبة ومدعاة للشك وبتحس بكذبه، هل هو بيحاول يبني ثقتك فيه تاني وفعلا مثابر في هذا الأمر بتحملك وبتغيير حقيقي في تصرفاته".
وأضافت: "حدد طلباتك المادية أو المعنوية الي ممكن تريحك وترضيك وقل له عليها، خليك واقعي أنت مش ممكن هتقدر تنسى الإساءة نهائي، والموضوع محتاج وقت طويل علشان تقدر تسيطر على انفعالاتك".
وطالبت الاستشارية الأسرية شريك الحياة بـ: "ماتحاولش كل شوية تفتح المواضيع تاني وتفكره بيها تاني وأنت بتناقش مواضيع تانية خالص كأنك بتذله بيها، خليك واقعي كمان في توقعاتك أنه مش ممكن هيزعلك تاني.. لأن أي علاقة لازم هيحصل فيها مشاكل وخناق".
وتابعت: "حاول تستقبل التصرفات الي بتدل على حبه ليك، وما تقعدش تعكرها بأفكارك.. بيعمل كده علشان حاسس بالذنب.. بيعمل كده علشان يداري على بلاويه"، لافتة إلى أن "الأفكار دي هتدمر مستقبل العلاقة".
واختتمت راجح تدوينتها: "وحاول أنت كمان تعبر له عن حبك ليه علشان يحس أن فيه تقدم في شفائك ومسامحتك ليه" مشيرة إلى أن "الموضوع محتاج مجهود نفسي كبير من الطرفين، ومحتاج وقت قد يصل إلى شهور وسنين حتى يلتئم الجرح تماما، أكيد هيسيب علامة لكن على الأقل الألم والتقيح يخف".