نصائح للآباء
الطفل الموهوب .. كيف تكتشفه وتنمي قدراته؟
الطفل الموهوب لديه قدرات خاصة وأكثر وضوحا من الأشخاص البالغين، ولكن تختلف درجات الموهبة بين الأطفال وبعضهم البعض. وتعرف الرابطة الأمريكية للأطفال الموهوبين الأفراد الموهوبين بأنهم أولئك الذين لديهم قدرة استثنائية على التفكير والتعلم، أو الكفاءة والإنجاز بنسبة مرتفعة في مجال واحد أو أكثر.
وتشمل المجالات أقسام معينة مثل التفوق في الرياضيات، والموسيقى، واللغة، أو في مجموعة من المهارات الحسية مثل، الرسم، والرقص، والرياضة.
ووفق التعريف الفيدرالي الأمريكي، فإن مصطلح "الموهوبين" يعني امتلاك الأطفال قدرة عالية في الإنجاز، وذلك في المجالات الفكرية والإبداعية والفنية، أو القدرات القيادية، أو في مجالات أكاديمية محددة، والذين يحتاجون إلى خدمات أو أنشطة لم تقدم عادة من قبل المدرسة من أجل تطوير قدراتهم.
ويمتلك الطفل الموهوب عدة صفات تميزه عن غيره، والتي يقدمها موقع "مام جكشن" المختص في إرشاد الأمهات الجدد وتربية الأطفال، وهي كالتالي:
صفات الطفل الموهوب:
1. التحدث والقراءة في وقت مبكر
الطفل الموهوب على الأرجح يتعلم النطق والقراءة أسرع بكثير من الأطفال الآخرين الذين في نفس عمره، كما أنه أسرع في تعلم اللغات وفهم الفروق الدقيقة بين قواعد اللغة، ومن الممكن حقا أن يتعلم الطفل القراءة قبل دخول المدرسة العادية.
2. تحصيل المفردات
تزيد حصيلة الكلمات والمفردات لدى الطفل الموهوب بشكل أفضل من غيره، لأسباب تتعلق بقدرة الطفل على القراءة والتحدث في وقت مبكر. كما أنه يصبح فضوليا ويرغب في معرفة المزيد عما يشغل باله. ونتيجة لذلك يصبح لديه مفردات أفضل من الأطفال الآخرين في نفس عمره.
3. مهارات التعلم والتركيز
إذا كان طفلك موهوبا، فإنه سوف يكتسب المهارات الأساسية بشكل أسرع وأفضل من الأطفال الآخرين في سنه. أيضا سوف تعلو مستويات التركيز لدى الطفلك الموهوب مقارنة بالأطفال الآخرين، وبالتالي يصبح قادرا على التركيز بشكل أفضل في المسائل التي يهتم بها.
4. القدرة على فهم لغة الإشارة
الطفل الموهوب يمتلك القدرة على قراءة لغة الجسد والتقاط الإشارات حتى قبل أن يتم توضيحها شفويا، وهو عكس العديد من الأطفال في سنه الذين يحتاجون تعليمات صريحة.
5. الفضول والتعطش للعلم
لا يهم طفلك كم من وقت مضى أثناء التعلم، فهو يرغب في معرفة المزيد، كما تعطشه وفضوله نحو المعرفة لا ينتهي أبدا، كما يبدو الطفل سعيدا مع اكتشاف يصل إليه.
والطفل الموهوب لا يكون مستمعا فقط ولكنه متعمق وباحث عن الأسباب، كما أنه يطرح الأسئلة لفهم المزيد عن الأشياء المختلفة، ويصبح الطفل الموهوب فضوليا للغاية.
6. بوادر الاستقلال
تظهر بوادر الاستقلال مبكرا عند الطفل الموهوب؛ فقد يرفض المساعدة حين تقدمها له أو تعرضها عليه، فهو يرغب في تجربة أشياء جديدة بنفسه دون مساعدة من الآخرين.
7. نشيط للغاية
يتصف الطفل الموهوب بفرط الطاقة والنشاط، كما يشعر سريعا بالملل سريعا ويحاول البحث عن أشياء جديدة لتخفيف شعوره بالملل أو للتغلب عليه.
8. على صلة بالأطفال الأكبر سنا والبالغين بدلا من أقرانه
يجد الطفل الموهوب صعوبة في التواصل مع أقرانه من الأطفال ومن هم في فئته العمرية، كما يشعر بالملل معهم ويواجه صعوبة في شرح وجهة نظره لديهم. كما يجد الأطفال الآخرين الذين هم في سنه صعوبة في فهمه أو التواصل معه.
ونتيجة لذلك يشعر الطفل الموهوب بالراحة مع الأطفال الأكبر سنا أو مع من يتطابق معه في المستوى العقلي، كما يحب مشاركة الأشخاص البالغين لأنهم لديهم القدرة على فهم مناقشاته.
9. القدرة على التنظيم وحل المشاكل
المهارات التنظيمية عند الطفل الموهوب تبلغ مستوى جيدا، وقد يمتلك القدرة على حل المشاكل والعقبات التي تواجهه. وهذا لا يعني أنه يكون منظما في كل وقته بل تنتابه حالة من الفوضى أحيانا.
10. الحساسية الشديدة وحب العدالة
الطفل الموهوب يكون حساسًا تجاه عائلته وأصدقائه، وبصفة عامة يتجنب إيذاء أي شخص، ويكون سلوكه لينا مع الآخرين. أيضا إحساسه بالعدالة مرتفع جدا، ولا يمكن أن يقبل بالظلم الذي قد يتعرض له.
دور الآباء:
أن يكون لديك طفل موهوب، فهذا يتطلب منك أن تفعل أشياء مختلفة لمساعدته في الوصول إلى كامل إمكاناته، وفيما يلي دور الآباء:
1. توفير التحديات الفكرية للطفل
قد ينتهي طفلك من مهامه بشكل أسرع في المدرسة مقارنة بالأطفال الآخرين، ونتيجة لذلك فإنه يشعر بالملل وقد يجد نفسه ليس بحاجة إلى ممارسة أي جهد للقيام بما يفعله الأطفال الآخرين، وهذا يمكن أن يؤدي في بعض الأحيان إلى الشعور بالنقص لأنه يرى زملاءه جادين في العمل، وأنه ليس قادرا على بذل الكثير من الجهد.
يمكنك حل المشكلة من خلال تقديم تحديات فكرية أكبر، والسماح له بالمشاركة في مختلف الألعاب والأنشطة التي تمنحه الدوافع المختلفة. يمكنك أيضا شراء الألعاب والألغاز التي تساعده على تعلم الأشياء ولكن بطريقة ممتعة وغير مملة.
2. تشجيع الطفل
عليك أن تخبر طفلك الموهوب بأسباب فخرك به، وأعرب عن تقديرك بمجهوده وتحمله للمسؤولية، ولكن لا تمدحه طوال الوقت وتجعل ذلك روتينا. على سبيل المثال، إذا كان الطفل يقرأ كتابا ما ويفهمه رغم صعوبته، فعبر له عن مدى فخرك به، وسعادتك لحرصه على عادة القراءة وارتفاع مستوى ذكاءه، وتأكد من أن حديثك يمنحه الثقة بنفسه ويجعله ينجح في أشياء أخرى، بدلا من أن يكون المدح أمرا مفروغا منه في كل وقت.
3. استمتع بالوقت معه
يمكنك التواصل بشكل أفضل مع الطفل الموهوب وقضاء الكثير من الوقت معه؛ واستحضار موهبته جيدا حتى يرتبط الطفل بك أكثر من الأطفال الآخرين، وسيكون لديك فرصة للحديث معه وتعليمها المزيد عن العالم من حوله.
اجعل الوقت الذي يجمعكما سويا مخصصا لمناقشة الأمور الهامة، ولا مانع من بعض اللحظات المضحكة معا، ولا تجعل نفسك أكاديميا طوال الوقت، بل اسمح له بالتمتع بكل ما حوله وببساطة الحياة.
توقف عن:
1. معاملته كشخص بالغ
مهما كان طفلك موهوبا فإنه ما زال صغيرا وليس الكبار، وبالتالي يحتاج دائما إلى التوجيه والحماية، وبدلا من أن تطلب منه القيام بكل شيء وحده، عليك أن تضع سنه في اعتبارك قبل تذكر تكليفه بأي مهمة.
لا تتوقع أن تكون رغبة طفلك هي الاستقلال طوال الوقت، ولكن تأكد من أنك يجب أن تكون حوله طوال الأوقات وخاصة عندما يطلب منك المساعدة.
إذا تركت كل القرارات الرئيسية للطفل، فإنك تعرضه لضغوط لا داعي لها، ولا تهن الطفل عند فشله في تحمل المسؤولية، حتى لا يفقد ثقته بنفسه ويخاف من تحمل المسؤولية في المرات القادمة.
2. إثقال جدوله اليومي بالمهام
الطفل الموهوب يحتاج للتحفيز الفكري، وأفضل وسيلة لذلك هي تقديم مختلف الأنشطة له، ولكن حاول ألا تكثر من عبء المهام المكلف بها التي تقضي على وقت فراغه، وتأكد من حصوله على ما يكفي من وقت الراحة، وفي وقت فراغ طفلك لا تخطط لأي أنشطة أو تضع جدولا زمنيا صارما حتى يستطيع الطفل أن يفكر ويأتي بأفكار جديدة.
3. التوقع والمطالبة بالكمال
إذا كان طفلك موهوبا، فلا تجعل من هذا الأمر عادة لدفع نحو الوصول إلى درجات الكمال، وهذا يعني ألا تكلف الطفل بالتفوق في كل ما يفعله. فقد يكون الطفلك متفوقا في جانبا وغير مهتم بجانب آخر؛ فالموهبة لا تعني التفوق في كل جانب من جوانب الحياة.
ساعد طفلك على تحديد المجالات التي يحبها، واسمح له بالتركيز عليها، ولا تدفعه نحو إتقان كل شيء لا يشعر بالإرهاق أو يفقد الاهتمام، ولكن ساعده في صقل مهاراته.
تعليم الأطفال الموهوبين:
فيما يلي بعض الأشياء التي يجب أن تأخذها بعين الاعتبار عندما تريد تعليم الطفل الدروس الأكاديمية أو مهارات الحياة:
من الطبيعي أن يظهر الطفل موهبته في يوم ما ويتصرف بطريقة مريحة جدا في ذلك اليوم، كما أنه قد يكون سريع التعلم، لكن لا تتوقع منه أن يفعل ذلك في كل مرة. لذلك حاول ضبط نفسك.
قدم لطفلك المزيد من سبل المعرفة بدلا من الاكتفاء بالكتاب المدرسي، وإذا كان طفلك موهوبا فإنها سيرغب في القيام في التعلم من خلال الوسائل غير الروتينية. لذلك لا تكن رسميا جدا في طريقة التدريس له، وإذا كنت تعتقد أن التعلم من خلال وسائل أخرى سوف يساعده على الفهم بشكل أسرع فافعل ذلك.
عليك إجراء عمليات تقييم منتظمة في المنزل حتى يتسنى لك فهم مستوى كفاءة طفلك، وإذا كنت تشعر أن طفلك في مستوى متقدم عن زملاء صفه، فعليك التحدث إلى المدرسين وإدارة المدرسة الذين قد يسمحون لطفلك بتخطي فصل دراسي أو اثنين، والانتقال إلى فئة أعلى.
وتعد أفضل طريقة للقيام بذلك هي الجلوس مع طفلك في نهاية العام الدراسي، وتحديد ما يعرفه بالفعل من المستوى المقبل، وإذا كنت تشعر بأنه على دراية جيدة بالمنهج، فيمكنك التحدث إلى المدرسة قبل أن بدء العام الجديد.
المشكلات السلوكية للأطفال الموهوبين:
في كثير من الحالات، يجد الطفل الموهوب صعوبة في التكيف مع مواهبه وبالتالي تحدث بعض المشاكل السلوكية، وفيما يلي بعض الأشياء التي يجب أن تكون على علم بها:
1. تفاوت في مستويات التنمية
في كثير من الأحيان يستطيع طفلك أن ينمي مستواه الفكري، ولكنه قد يكون لديه مشكلة في تطوير باقي الجوانب الخاصة به. على سبيل المثال، إذا كان طفلك غير قادر على الاختلاط مع الأطفال الآخرين أو الحفاظ على حياة اجتماعية جيدة، فيمكن تقليل عدد الأصدقاء، والاكتفاء بالأطفال المقربين.
2. هاجس الكمال
الطفل الموهوب يبحث عن الكمال في كل شيء يفعله، ولكن عدم القدرة على القيام بذلك يمكن أن يؤدي به إلى الشعور بخيبة أمل خطيرة وفقدان الثقة بالنفس. على سبيل المثال قد يضع طفلك أهدافا لنفسه لا تكون قابلة للتحقيق، ولكن الفشل في تحقيق الأهداف يمكن أن يؤثر على الحالة النفسية للطفل.
3. الحساسية الزائدة
يتعامل الطفل الموهوب مع المواقف والأشياء بشكل أكثر حساسية، وبالتالي يجد صعوبة في تقبل أي شكل من أشكال الرفض، سواء كان الأمر من الناحية الفكرية أو الاجتماعية أو العاطفية.
وجود الطفل الموهوب في حياتك يعني نعمة كبيرة، لذلك يجب التأكد من أنك تمنح طفلك كافة السبل التي تعزز موهبته، وأن تكون متاحا لطفلك في جميع الأوقات.
هل تعتقد أن طفلك موهوبا؟ وما المواهب التي يتميز بها؟ وكيف ترعاها؟ شاركنا برأيك في التعليقات بالأسفل.