المراهق والمخدرات .. كيف يعالج الآباء هذه المشكلة؟

كتب: رفيدة الصفتي

فى: منوعات

13:40 04 مارس 2017

مرحلة حرجة جدا في كل بيت، وخاصة عندما يصل الأمر إلى تعاطي المخدرات وإدمانها.. إنه سن المراهقة. فقد يلجأ الطفل إلى الإدمان بسبب الإغراء، أو لاكتشاف التجربة بنفسه، ولكن قد يصبح الطفل مدمنا للمخدرات إلى حد تدمير حياته.

 

ولا يمكنك التنبؤ بالوقت الذي سيتحول فيه طفلك ويلجأ إلى المخدرات، ولكن الخيار الأكثر أمانا للآباء هو إدارة الأزمة منذ البداية بحكمة ولطف دون ذعر أو تهديد.

 

الخطوة الأولى هي فهم السبب الذي جعل طفلك يلجأ إلى المخدرات، وهنا بعض من العوامل الأكثر شيوعا بحسب موقع "تشايلد ديفلوبمينت انستتيوت" المختص في تربية الأطفال وتثقيف الآباء:

 

حب الاستطلاع

 

بسبب التفكير الغريب للمراهقين فهناك أنشطة غير مشروعة ومحرمة قد يمارسونها. والفكرة تكمن في سماع المراهق لمغامرات أو قصص عن تعاطي المخدرات وتأثيره المثير والممتع الذي يمكن أن يغري الطفل، وبشكل منطقي يلجأ لتعاطي المخدرات لمعرفة ما سيحدث له.

 

الضغط الفردي

 

يتأثر المراهقون كثيرا بالعقلية الجماعية، فأي شخص لا يفعل ما يفعله أقرانه يمكن أن يتم اعتباره ضعيفا أو ساذجا أو يتم رفضه في الشلة. ولكي يثبت الطفل شجاعته أو يكسب القبول بين أقرانه فقد يلجأ إلى تعاطي المخدرات.

 

تأثير وسائل الإعلام

 

وسائل الإعلام تحتوي على الكثير من الصور التي تنشر ثقافة تعاطي المخدرات، وذلك عبر البرامج التلفزيونية والمجلات ومواقع الإنترنت المختلفة، والتي نادرا ما تخضع للرقابة المحتوى. في حين ينظر المراهق إلى هذه الشخصيات المنتشرة في وسائل الإعلام باعتبارهم قدوة، وقد يتعاطى المخدرات ليكون مثلهم.

 

الملل

 

عقول الأبناء في سن المراهقة تنشط باستمرار ملحوظ، وكثيرا ما يبحثون عن إثارة جديدة، وبنسبة كبيرة يختارون تعاطي المخدرات أو مشاهدة المواد الإباحية، ويزداد الوضع سوءا عندما يكونون خارج المدرسة لفترة طويلة.

 

البحث عن التميز

 

التنافس في المدرسة أو في النادي قد تؤدي بالمراهقين إلى البحث عن شيء يمنحهم ميزة على أقرانهم، فمثلا الاعتقاد بأن الأدوية يمكن أن تحسن العقل وتنمي أداء الجسم يمكن أن يخدع المراهقين بسهولة، ويؤدي بهم إلى تعاطي المخدرات.

 

كيف تساعد طفلك؟

 

إذا كنت تعتقد أن طفلك يتعاطى المخدرات فلا داعي للذعر أو اتخاذ أسلوب جريئ في التعامل معه، ولكن كن لطيفا في مناقشته إذا لزم الأمر، لتساعده على التعافي.

 

وفيما يلي بعض الأساليب التي يمكن استخدامها للمساعدة ابنك المراهق بأسلوب جيد:

 

اخلق أجواء ودية حتى يشعر طفلك بالراحة في التواصل معك، ولا تقم بإلقاء محاضرة عليه، بل شجعه على التحدث أكثر واستمع إليه من أجل فهم المشكلة الحقيقية التي تدفعه لتعاطي المخدرات.

 

عليك التخطيط لكيفية قضاء طفلك المراهق ساعات يومه دون أن يشعر، ولا تفرض عليه شيئا، ولكن حاول أن يظهر الأمر كما لو كنت تقدم مشورة وفق تجارب سابقة. يمكنك الاشتراك لطفلك في المخيمات الصيفية أو أماكن التطوع.

 

إذا وصلت مشكلة المخدرات إلى مستويات خطيرة، فعليك الاتصال بأحد مراكز إعادة التأهيل والعلاج النفسي لتلقي العلاج، وسوف يختلط طفلك مع مراهقين آخرين يعانون من نفس المشكلة، وسيدرك الطفل أنه ليس وحده.

 

وفر المواد المفيدة، مثل الكتب وأشرطة الفيديو التي تعبر عن تجارب مراهقين آخرين مروا بنفس تجربة المخدرات،و استطاعوا التغلب على نفس المشكلة، وهو ما يعطي لأطفالك دفعة معنوية كبيرة التقدم وتغيير السلوك الخاطئ.

 

ابذل الجهد في معرفة أصدقاء طفلك دون علمه، وافهم خلفياتهم وطبيعة المصالح التي بينهم وبين طفلك وكذلك الأنشطة التي يمارسونها وكن على دراية بمشاكلهم أيضا. ومن الأفضل لك أن تتعرف عليهم، وسيكون من السهل عليك معرفة أولئك الأطفال الذين من المحتمل أن يذهبوا بطفلك إلى الطريق الخطأ.

 

فهم طفلك وهو في سن المراهقة جزء لا يتجزأ من تربيته وتقويمه بشكل جيد، وإذا كنت على دراية بأن طفلك يتعاطى المخدرات، لفا تلمه، لأن اللوم سيدفعه للابتعاد عنك. ولكن حاول معرفة السبب الذي جعله يبدأ في تعاطي المخدرات، ثم ناقشه في الأمر بلطف، وتفهم وجهة نظره بحب وقدم له الدعم اللازم لمساعدته في التوقف عن هذه العادة.

اعلان