"دبلتين وبس" .. شعار يهدد عرش "شبكة العروسة" بالزوال

كتب: سندس أحمد - ملك ماهر

فى: منوعات

13:35 25 مارس 2017

هل سيدفع اشتعال أسعار الذهب إلى استغناء المقبلين على الزواج عن "شبكة العروسة" كأحد أهم تقليد بأعراف الزواج بمصر؟.. تساؤل يثيره الانخفاض الشديد في حجم مبيعات شبكة العروسة ، ويدعمه تخوف تجار الذهب وأصحاب محلات الصاغة، الذين يشتكون من عزوف الشباب عن شراء الأطقم الذهبية كهدية العروس، واتجاههم للاكتفاء بالدبلتين فقط.

وتشهد أسعار الذهب موجات متتالية من الارتفاعات، بلغت نسبتها منذ مطلع عام 2016 حتى مارس الجاري من 2017 ، ما يقارب 200 %، حيث كان يبلغ سعر العيار 21 في يناير 2016 حوالي 262 جنيها للجرام، فيما يصل حاليًا لـ 627 جنيها للجرام للعيار نفسه.

رأي الشباب والأهالي


"مصر العربية" طرحت على شباب مقبلين على الزواج سؤالا حول إمكانية استغنائهم عن "الشبكة" نظرًا لغلاء أسعارها المبالغ فيها، أم أنها ضرورية لإتمام الزواج؟.

 

وجاء رد سهام أمين "27 عامًا" :" الشبكة شيء أساسي لإتمام الزواج"، موضحة أنها انتظرت الكثير من السنوات حتى ترتبط بالشخص الذي يستحقها، والشبكة من أهم مستحقاتها في الزواج حتى لا تبدو أمام صديقاتها بأنها أقل منهن.

 

وفيما يتعلق بغلاء أسعار الشبكة، قالت إنها من الممكن أن لا تبالغ في طلباتها، فيمكنها طلب "دبلة ومحبس وخاتم وأنسيال" على أن يكون وزنهم خفيف، حتى لا تزداد تكلفتها.

 

أما يسرا مجدي "22 عامًا" فقالت إن غلاء أسعار الشبكة هو أمر مزعج للجميع ويعيق الشباب عن اتخاذ خطوة الزواج، موضحة أنها اتفقت مع خطيبها قبل الذهاب إلى شراء الشبكة على معرفة إمكانياته المادية حتى لا تزايد في طلباتها.

 

واتفقت يسرا مع خطيبها على شراء "دبلة" فقط والتي كانت تكلفتها بسيطة، مشيرة إلى أنها أقنعت أهلها أيضًا بشراء الدبلة في الوقت الحالي، وفيما بعد يشتري لها باقي الشبكة عندما تنخفض أسعار الذهب.

 

ويرى شهاب الدين محمد "33 عامًا" أن غلاء أسعار الشبكة هو أمر في غاية الصعوبة للشباب، موضحًا أنه كان يدخر مبلغًا حتى يتمكن من شراء طقم ذهب لخطيبته بجانب الدبلة لكنه تفاجئ بغلاء أسعاره، لدرجة لا تمكنه من شراء غير "الدبلة وتوينز وخاتم أنيق" فقط.

 

وأوضح أن والدي مخطوبته تفهما الأمر بسلاسة، مشيرًا إلى أنهما أوضحوا له أن الشبكة هي هدية منه لابنتهما، وهو من يقدرها وليسوا هما.

 

أما السيدة ابتسام أحمد فقالت : "لأ طبعًا ما وافقش أن بنتي تتجوز من غير شبكة.. غلاء الأسعار أمر طبيعي على الجميع، ولكن هذه هي عادات أهلي".

 

وأضافت أن شبكة العروسة تمثل فرحة الفتاة، فلماذا يُكسر فرحتها منذ بداية الموضوع، فضلا عن أن الشبكة هو أمر أساسي لإتمام الزواج.

 

بينما قالت السيدة فوزية درويش إنها تقدر ظروف الشباب في الوقت الحالي، موضحة أنها عند خطبة ابنتها اكتفت بالدبلة فقط، لأن الشاب يحبها وعندما تتحسن ظروفه سيجلب لها الذي تريده، كما أنها لديها شاب أيضٌا ومقدره الظروف وحال البلد.

محال الصاغة

 

 

من جانبه، قال واصف أمين وصفي رئيس الشعبة العامة لتجار الذهب بالاتحاد العام للغرف التجارية، وأحد أشهر تجار الصاغة بمنطقة الموسكي، إنه مع ارتفاع أسعار الذهب وضعف الحالة الاقتصادية للمواطن، اتجه صناع الذهب لانتاج أطقم شبكة العروس خفيفة الوزن، حيث لا يصل وزنها إلى 23 جراما، وعلى الرغم من ذلك فإن الإقبال عليها ضعيف للغاية.

 

وكشف وصفي عن أن غالبية المقبلين على الزواج عند زياتهم لمحلات الصاغة يفضلون الاكتفاء بالدبلة الذهبية وحدها، دون إضافة أي قطع ذهبية أخرى، مؤكدا أن تلك الظاهرة بدأت في الانتشار بشكل ملتف للانظار، وهو ما يثير مخاوف قطاع تجار وصناعة الذهب والتي تشهد ركودا قاتلا.

بدوره قال رفيق عباسي رئيس شعبة صناعة المشغولات الذهبية بغرفة الصناعات المعدنية باتحاد الصناعات، :" رغم ابتكار المشغولات الذهبية الخفيفة كوسيلة لتحفيز المستهلك وتشجيعه للشراء، إلا أن أسواق الذهب تعاني اختفاءا تاما للطلب".
 

وأضاف لـ" مصر العربية" أن الإقبال على شراء الأطقم الذهبية الخاصة بشبكة العروس ضعيف جدا هذه الفترة، مشيرًا إلى أن ارتفاع وزن الأطقم الذهبية لا يجعلها ضمن اختيارات الزائرين لمحلات الصاغة هذه الأيام.

وحول ما تروجه بعض شركات الذهب العالمية من أطقم ذهبية بأعيرة منخفضة كعيار 14 ، قال عباسي إن حجم الإقبال على منتجات هذه الشركات متواضع جدا، فرغم تطور مشغولاتها ورقى تصميماتها، إلا أن المستهلك المصري لا يقبل عليها بسبب انخفاض عيارها.

وتابع عباسي أن المستهلك في مصر لا يعترف بالأعيرة الذهبية المنخفضة مثل 14 و12 و10، ويمتد ذلك إلى عيار 18 أيضا في بعض الأحيان، مؤكدًا أنه لا يرضى بأقل من عيار 21  حيث يعتبره العيار المعبر عن الذهب الحقيقي حيث تنخفض نسبة النحاس به لأقصى درجة.

ورأى نادي نجيب سكرتير شعبة تجار المشغولات الذهبية بغرفة القاهرة التجارية أن الركود يضرب أسواق الذهب بشكل غير مسبوق في تاريخ هذه التجارة.

وقال لـ"مصر العربية" إن الإقبال على شبكة العروس يتراجع بشكل متواصل توافقا مع الارتفاع في أسعار الذهب، مبديا تخوفه من اختفاء هذا التقليد من مراسم الزواج في مصر والاكتفاء بالدبلتين فقط، مؤكدًا الآثار السلبية الخطيرة التي ستلحق بقطاع تجارة وصناعة الذهب حال حدوث ذلك.
 

اعلان