"تأجيل الإنجاب" فكرة سائدة وسط الأجيال الصاعدة
يتفقان قبل الزواج على تأجيل الإنجاب أول عامين من زواجهم، حتى تتحسن ظروفهم المادية، ويدرسون شخصياتهم عن قرب.. هذا المشهد يدور في أذهان العديد من الشباب في الفترة الأخيرة.
يظن الطرفين قبل الزواج أن الإنجاب أصبح أمر في غاية الصعوبة تلك الأيام نظرًا للظروف الاقتصادية وأيضًا لعدم التعارف بشكل كاف، وتشكل لهم هذه الأسباب تخيلات بأن الإنجاب يظلم الطفل الذي يأتي وسط تلك الظروف.
تحاورت مصر العربية مع مجموعة من الشباب الذين قرروا تأجيل الإنجاب في بداية الزواج، ولمعرفة أسباب اتخاذهم لهذا القرار.
وقال أيمن فاروق "25 عامًا" إنه اتفق مع خطيبته على تأجيل الإنجاب أول عامين من الزواج لأنه مازال صغيرًا، ويريد أن يعيش حياته قبل أن يتحمل مسئولية شخص آخر، موضحًا أنه خلال العامين سيرتب أموره على احتمالية وجود طفل ليوفر له جميع احتياجاته.
"الأطفال بتيجي برزقها" قالها هشام أحمد "30 عامًا"، موضحًا أنه في بداية الزواج كانت ظروفه المادية بسيطة لا تمكنه من الإنفاق على لوازم الطفل، ولكن بعد ولادته زاد رزقه بشكل غير متوقع.
وترى مروة سعد "21 عامًا" أن فكرة تأجيل الإنجاب لم تأتي إلى ذهني قط، ولكن مع كثرة الخيانة الزوجية والخداع في الأشخاص، أصبحت تراودها تلك الفكرة، واتفقت مع زوجها على تأجيل الإنجاب حتى يفهمان بعضهما ويدرسونها جيدًا.
"ما تغيريش أقدار ربنا بأيديك" قالتها أميرة محمد "25 عامًا" مشيرة إلى أن أختها قررت تأجيل الإنجاب ولكنها كانت لديه احتمالية الحمل قليلة وهي ليست على علم بذلك، مما أدى ذلك إلى ضعف الحمل لديها ولم تنجب حتى الآن.
وقالت سها فوزي "30 عامًا" إن تأجيل الحمل يفضل بعد إنجاب الطفل الأول، فيمكن عقب ذلك التحكم في عملية الإنجاب حتى ترتبين أمور حياتك، وتتكيفين معها، بالإضافة إلى أن هذا لن يضر بالصحة أو آي شيء آخر.
"رأي الخبير النفسي"
وقال استشاري الصحة النفسية والعلاقات الأسرية الدكتور محمد هاني إن إنجاب الأطفال يساعد على توطيد العلاقة الزوجية والاستقرار الأسري، فالطفل يجعل الحياة مليئة بالأمل.
وفيما يتعلق بتأخر الإنجاب ذكر استشاري الصحة النفسية أن الأشخاص الذين يقررون تأجيل الإنجاب ويتدخلون بحكمة الله بهدف التعارف على بعضهما، ينتج عنها أضرار سلبية تؤدي إلى الطلاق والانفصال.
وأضاف بأن عدم وجود أطفال تقلل الثقة بين الزوجين وتجعله يفكر بالاستغناء عن الطرف الثاني بكل سهولة، لعدم وجود ما يربط علاقتها ويوطدها، موضحًا أن الشاب عندما يحب، يأخذ خطوة الارتباط والزواج، ومن ثم التفكير في الإنجاب من حبيبته، فالأطفال تزيد التقارب الأسري.
ومن جانبه نصح الدكتور محمد هاني المقبلين على الزواج بضرورة دارسة شخصية بعضهما أثناء فترة الخطوبة، وإذا وجدت أن الشخص غير متوافق معك وغير مريح لك، عليك تركه حتى لا تفكر بتأجيل الإنجاب، فالطفل هو زينة الحياة وثمرة كفاح الحب.
وأكد على ضرورة مضاعفة الحب والعشق والمودة والاحتواء بعد الزواج، بالإضافة إلى مساندة البعض في المواقف الصعبة والرائعة حتى تمنعوا التفكير في هذا الموضوع على الإطلاق.
ورأى أن التفكير الزائد في تأجيل الإنجاب لا يعطي فائدة ويوصل في النهاية إلى الطلاق والانفصال والمشاكل العديدة، مشيرًا إلى ترك الأمور تسير على طبيعتها حتى تتمتعا بحياة مستقرة.