نصائح للآباء
كيف تؤثر الشاشات على الأطفال؟
الوقت الطويل الذي يقضيه الأطفال في المشاهدة عبر الشاشات والأجهزة اللوحية يبعث على القلق، فلا يبدو أنهم يملون من المشاهدة أو اللعب بسبب الهوس بهذه الأدوات، ولكن يجب أن يكون الآباء على دراية بالتأثير السلبي لهذه الأجهزة على صحة العين وسلامة الرؤية.
يستخدم الأطفال الأجهزة اللوحية في اللعب، والدردشة، والتصفح أو مشاهدة الأفلام، وعادة ما يدمنون المكوث أمام الشاشة، وبالتالي لا يلقون اهتماما للوقت، أو المسافة بينهم وبين الشاشة، أو درجة السطوع، مما يؤثر سلبا على رؤيتهم.
التحديق في الشاشات الإلكترونية لفترات طويلة يسبب عدم الراحة، إضافة إلى جفاف العين، وصعوبة في التركيز لفترة من الوقت، كما أن قضاء وقت طويل في وضعية واحدة قد يؤدي إلى آلام في الرقبة والظهر. فإذا كنت تجد صعوبة في التعامل مع وقت الشاشة، إذا تخيل ما يحدث في عيون أطفالك.
وبحسب موقع childdevelopmentinfo،فإن الشاشات الرقمية والأجهزة اللوحية أصبحت جزءا لا يتجزأ من الحياة، فلا يمكنك المكوث بعيدة عنها، أو حظرها على الأطفال، ولكن يمكنك تقليل تأثيرها الضار.
سلبيات الوقت الطويل أمام الشاشة:
وفقا للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، فإن متوسط الوقت الذي يقضيه الطفل أمام الشاشات حوالي 8 ساعات يوميا، ويزيد مع التقدم في السن. وتشير البحوث إلى أن مكوث الأطفال للكثير من الوقت محدقين في الشاشات يعد خطرا كبيرا على الرؤية على المدى الطويل.
ووفقا للباحثين والمختصين، فإن الأطفال الذين يقضون الكثير من الوقت أمام الشاشات، من المرجح أن يتطور لديهم قصر النظر المؤقت، ولكن لحسن الحظ، فإن تأثيره عابر وتتمكن العين من الرجوع لطبيعتها بعد التحول إلى نشاط أخر ليس له علاقة بالشاشة.
تأثير قضاء الكثير من الوقت أمام الشاشات لا يقتصر على العيون وحدها، فبصرف النظر عن أعراض مثل جفاف العين، أو الحرقان، والرؤية المزدوجة والرؤية ضبابية؛ يشكو الناس أيضا من الصداع وآلام الرقبة والظهر كذلك. هذا جعل الأطباء يصنفون هذه المجموعة من الأعراض باسم "متلازمة رؤية الكمبيوتر".
عندما يستخدم الناس الشاشات الإلكترونية، فإن حركة فتح وغلق العينين تصبح أقل، ففي المتوسط يرمش الشخص حوالي 15 مرة في الدقيقة الواحدة، ولكن بسبب الاهتمام الكبير أثناء استخدام شاشة إلكترونية يمكن أن يقل هذا المعدل إلى أقل من 5 مرات في الدقيقة الواحدة.
الإضاءة الطبيعية تجعل العينين رطبة ونظيفة، أما انخفاض معدل الإضاءة وزيادة الوميض أمر يسبب جفاف العين وتهيجا فيها. وتختلف درجة الخطورة تبعا لنوع النشاط الذي نمارسه، فمثلا لعبة الفيديو تسبب المزيد من إجهاد العين لأنك تشاهدها باستمرار وتتابع كل على ما يحدث على الشاشة.
أما أجهزة الكمبيوتر المكتبية والتلفزيونات المثبتة على الحائط يمكن أن تجعل الأمر أسوأ لأنها تجعلك تفتح عينيك على نطاق أوسع دون حركة في الجفون مما يسبب الجفاف.
عرض الصور عبر الشاشات الإلكترونية مع الكثير من السطوع والتباين الذي يختلف من حين لآخر في جزء صغير من الثانية، إضافة إلى كما أن انعكاس الوهج من مصادر الضوء المحيطة مثل المصابيح والنوافذ، يجعل العين تستجيب في كثير من الأحيان لتغيير مستويات الضوء.
كما أن مشاهدة الشاشة وهي قاتمة جدا أو مضيئة مقارنة بالمكان المحيط يسبب إجهادا للعين، كما أن تبديل النظر من الشاشة وإلى المكان المحيط يؤدي إلى إرهاق العين.
معظم الأدوات الحديثة تتكون شاشات "LED" التي تنتج صورا أكثر وضوحا وتستهلك طاقة أقل، وبالتالي كمية الضوء الأزرق المنبعث من هذه الشاشات مسألة مثيرة للقلق. وعلى الرغم من أن عددا من البحوث الطبية اشتبهت في أن الضوء الأزرق يمكن أن يسبب ضررا لا يمكن علاجه لشبكية العين. إذا هذا يمكن أن يزيد من خطر إعتام عدسة العين.
الجزء المركزي من شبكية العين هو أمر حاسم من أجل الرؤية الجيدة، ولكن الانكسار البصري يمكن أن يجعل الأنشطة اليومية مثل القراءة والقيادة أمورا مستحيلة، ومع التقدم في السن تبدأ عدسات العينين بالتحول إلى اللون الأصفر. وبالنسبة للبالغين، فإن تعرضهم اللامحدود للضوء الأزرق يؤثر على الساعة البيولوجية للجسم، وبالتالي يؤثر على ساعات النوم.