كيف تقول "آسف"؟ خطوات لتعليم الأطفال الاعتذار

تعليم الأطفال الاعتذار مسؤولية لا يمكن تجاهلها، فالطفل البالغ من العمر ثلاث سنوات يجب أن يطور قدرته في التعامل مع عواطفه، فقد يشعر بالغضب أو النشوة في الدمار، أو السعادة في بضع دقائق.

"بدأ صراخ الطفل يعلو، وقام بعدها بركل ألعابه في جميع أنحاء الغرفة، وبعد أن هدأ طلبت منه والدته تنظيف الفوضى التي قام بها، بعد دقائق عاد إليها قائلا: "آسف ماما.. نظفت الغرفة".. اعترف الطفل بأنه كان مخطئا عن طريق الاعتذار، ولكن هل سيعتذر الطفل في الموقف الجديد؟ وماذا يفعل الآباء عندما لا تكفي عبارة "أنا آسف"؟

كثيرا ما يطلب الآباء والأمهات مساعدة المختصين في تقويم سلوك الأطفال، في كيفية التعامل عند انفجار الطفل أو دخوله في نوبة غضب أو ممارسة سلوكيات تسبب ضررا حقيقيا جسديا أو عاطفيا، ففي هذه الحالات اعتذار الطفل لا يكفي في حل المشكلة.

إليك عدة طرق لتعليم الأطفال الاعتذار وتطوير مهاراتهم في حل المشكلات، وذلك بحسب موقع empoweringparents

احترس من قول "أنا آسف ولكن..." فلا يجب أن يستخدم الأطفال والكبار الاعتذار كوسيلة لتبرير سلوكهم أو وضع اللوم على شخص آخر. لذلك قم بإلقاء نظرة على العبارات التالية "أنا آسف، لكنك جعلتني غاضبا"، "أنا آسف، لكنه من بدأ المشكلة"، "أنا آسف، هو اللي بدأ الأول".

إنه لشيء رائع أن يندم الطفل على سلوك سيء قام به، ولكن يجب ألا تقبل من طفلك الاعتذار إذا كان يقع في هذه العادة، فبدلا من قول: "أنا آسف، ولكن..." يجب أن يكون الاعتذار أكثر فعالية مثل "كان من الخطأ... وفي المرة القادمة سوف...".

يجب أن يكون الآباء قدوة لأطفالهم، فلا مانع من اعتذار الأم أو الأب للطفل إذا صرخ أحدهم في وجهه، فلتقل الأم: "كان من الخطأ أن أصرخ في وجهك.. في المرة القادمة سوف أذهب بعيدا وآخذ مساحة لترتيب أفكاري، حتى تكون مشاعري تحت السيطرة".

وبالتالي يتحمل طفلك مسؤولية أفعاله، ويصبح سلوكه خاضعا للمساءلة، كما يكون بإمكانه اكتساب المهارات التي يحتاجها واتخاذ القرارات بشكل أفضل في المرة القادمة.

أضف تعديلا على الاعتذار، وهو العواقب المترتبة على السلوك السيء، فالتعديل يعني ببساطة تصحيح الخطأ. مثلإذا واجه ابنك صعوبة في التحدث إلى المعلم برفق وبأدب، إذا يمكنك أن تطلب منه أن يكتب رسالة اعتذار يشرح فيها لمعلمه كيف سيتصرف بشكل مختلف في المستقبل.

إذا أدى سلوك ابنتك إلى إلحاق أضرار بسيارتك، يمكنك منعها عن القيادة لفترة محددة من الوقت، وفي المقابل تطلبين منها القيام ببعض الأعمال لدفع الأضرار التي أحدثتها.

امنح أطفالك الوقت اللازم، ولا بأس بأن تشعر بالحزن أو الإحباط عندما يقوم طفلك بسلوك يؤذي الآخرين حقا أو يخيب آمالك، وسوف تجده يقول عبارة ما تعبر عن أسفه مثل، "أنا آسف.. ماذا تريد أن أفعل؟!"

لا تنس أن تمنح نفسك بعض الوقت، ولا تنس دورك في معالجة هذا الوضع، وحاول العثور على شخص تتحدث معه ليعطيك الدعم الذي تحتاجه، وتذكر أننا نتعلم دروس الحياة عندما نواجه التحديات.