كحك العيد في الغربة.. البيتي هو الحل

كتب: رفيدة الصفتي

فى: منوعات

17:30 02 يونيو 2019

لم تنسهم الغربة وبعد المسافات واختلاف العادات تقاليدهم المصرية الأصيلة في صنع حلويات العيد المتنوعة، ولم تبعدهم هموم الحياة وصخب العيش عن اتباع سمت الأمهات والجدات في تحضير ما لذ وطاب من البسكويت الشهي وكحك العيد، إنهم النساء المغتربات اللاتي انتقلن للعيش خارج الوطن.

 

ورغم اختلاف بلدان إقامتهم، وبعدها ما بين الشرق والغرب، فإنهن جميعا حملن على عاتقهن أن يعيش أبناؤهن أجواء مصرية، ولو على أرض أجنبية، في هذا الشهر الفضيل وأيام العيد المباركة.

 

مصر العربية التقت مصريات يعشن في الغربة عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بسؤالهن عن استعدادات العيد. مناقيش الكعك بالخليج "ابتهال مصطفى"، المقيمة في الإمارات، قالت في البداية إن فرحتها بالعيد تكمن في تجهيز كل شيء على الطريقة المصرية، ووفق ما غرسته والدتها في نفسها منذ طفولتها.

 

واسترجعت ذكرياتها عندما كانت تشاهد والدتها وهي تصنع حلويات العيد مما يعطي البيت إطلالة مبهجة، ويدخل السرور على قلب زوجها وأولادها.

 

وأضافت: "ولادي بيشاركوا معايا في تحضير البيتي فور وتشكيله وإخراجه في الشكل النهائي، بالإضافة إلى تزيين الغريية، وتجهيز حشوات الكحك المختلفة".

 

أما "نعيمة محمد"، المقيمة في السعودية، فتقول: "لم أنقطع عن عمل كحك العيد منذ زواجي"، حيث تستعد في هذا التوقيت من كل عام بإحضار كل المكونات، ورغم أن حرارة الفرن تضايقها أثناء الصيام إلا أنها لا تتنازل عن هدفها، وهو الإحساس بالعيد كما لو كانت في بلدها مصر. "أصنع كميات قليلة جدا، لكني لم أتوقف عن هذه العادة السنوية، لأنها تنسيني الغربة لبعض الوقت، ولا تشعرني بالوحدة حيث أنفض التراب عن أجندة المطبخ التي أدون فيها الوصفات ذات التفاصيل والخطوات المتنوعة، وأتبع ما دونته سابقا حتى أصل في النهاية إلى كحك العيد كما لو كان جاهزا"، هكذا قالت "أحلام عبدالله".

 

وتابعت "أحلام" التي تقيم في الكويت، "كنت أتابع برامج الطبخ المختلفة، وأدون الوصفات التي أراها مناسبة، ثم أقوم بشراء المقادير التي لا تكلفني كثيرا مقارنة بالكعك الجاهز، وأحضر حلويات العيد الشهية".

 

رائحة مصر شرقا وغربا ولم يختلف الأمر بالنسبة لأخريات يقمن في بلدان أجنبية، فرغم صعوبة توفير مكونات بعينها كـ"رائحة الكحك" فإنهن يستبدلنه بمكونات أخرى كحبات الهيل (الحبهان) المطحونة، أو يحملن "رائحة الكحك" معهن من مصر أثناء الإجازة السنوية.

 

"ناهد أحمد"، المقيمة في أمريكا شددت على أنها "كل سنة لازم أعمل كحك العيد، ولا أنس نصيب بناتي اللاتي يقمن في الولاية التي أسكن فيها، وأتشارك مع جارتي المصرية في تحضير الكحك والبسكويت".

 

لم "تكن" ناهد فقط التي شمرت عن ساعديها في أمريكا لعمل كحك العيد، بل هناك الكثيرات من النساء الماهرات اللاتي لم يتخلين عن عاداتهم وتقاليدهم، حيث اتجهت أسرة خديجة محمد، وجدة لـ3 أحفاد، إلى تصنيع حلويات العيد في المنزل.

 

ورغم توفر الكحك الجاهز في أماكن بيع المنتجات العربية (الحلال) إلا أنها ترى أسعارها مبالغ فيها مقارنة بأسعارها في مصر، وذلك بسبب الإقبال الشديد عليها، إضافة إلى تكاليف النقل والسفر إلى أمريكا، حيث يصل وزن كيلو الكعك إلى 20 دولارا.

 

وترى "مروة خالد"، تقيم في كوريا الجنوبية، أن كعك العيد البيتي لا يقاوم، وهو "عادة اتعودنا عليها ولازم نعملها كل سنة ولو بكميات قليلة جدا، مهما كانت ظروفنا".

 

وتوضح: "أماكن بيع الحلويات مش بتعمل كحك العيد، لأنه مش موجود في ثقافة أهل البلد التي أقيم فيها، ولذلك بضطر أعمله بنفسي وأسويه في الفرن في البيت".

 

وبابتسامة عريضة تختم كلامها: "يمكنك معرفة بيوت المصريين في الغربة من رائحة كحك العيد إذا مررت أمامها، لن يختلف الأمر كثيرا إذا ما كنت في واشنطن في أقصى الغرب، أو في سيول في أقصى الشرق.. ما إن تمر أمام البيت حتى تشم رائحة الوطن السعيدة، وتستشعر الدفء رغم الغربة أمام مواقد الكحك، لقد فارقنا الوطن بأجسادنا؛ لكنه لم يفارق قلوبنا".

اعلان