بالصور| علامات فارقة.. أعمال فنان فلسطيني بمتحف الشارقة
تحت شعار "علامات فارقة"، عرض متحف الشارقة للفنون 92 عملًا فنيًا للفنان الفلسطيني الراحل عبدالكريم السيد، أحد أبرز الفنانين المؤثرين بالحركة التشكيلية.
وافتتح المعرض مساء أمس الأحد 30 أكتوبر، تكريمًا للمسيرة الحافلة التي شهدها الدكتور عبد الكريم السيد، واستخدامه للأساليب الفنية التي اعتمدها في أعماله بمراحل مختلفة من حياته قبل وفاته العام الماضي.
وأدى الفنان الراحل الدكتور عبد الكريم السيد، دورًا بارزًا في تطوير المشهد الفني في دولة الإمارات منذ عام 1970 من خلال دوره كفنان مبدع ومؤلف وناقد فني.
ويستعرض المعرض الذي يستمر حتى 17 ديسمبر، المراحل المتعددة التي مر بها الفنان الفلسطيني خلال مسيرته الفنية الطويلة والحافلة بالإنجازات، وتتنوع الأعمال الفنية ما بين تصوير رؤية الفنان للانتفاضة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي في وطنه فلسطين، والمواضيع المستلمة من الطبيعة المحيطة خلال فترة إقامته في الشارقة، والأعمال التي صور فيها زوجته الفنانة رحاب صيدم.
وينقسم المعرض إلى عدة أقسام، يتضمن القسم الأول مجموعة من المخطوطات، معظمها على أوراق الوصفات الطبية، والتي تعكس الارتباط بين عمله كطبيب ورسوماته التي نفذها خلال مسيرته الفنية من مستهل سبعينيات القرن الماضي، وكان السيد قد تخرج من كلية الطب في جامعة بغداد عام 1973، وتابع دراسته ليحصل على دبلوم في علم الأشعة من جامعة فيينا في 1982.
وينتقل التركيز إلى تصوير الفنان للانتفاضة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي في وطنه فلسطين، إلى جانب القضايا السياسية والاجتماعية الأخرى على نطاق أوسع في فلسطين.
وشهدت هذه المرحلة تطور أسلوبه باستخدام السكين في الرسم لمزج الألوان وإحداث درجات لونية وظلال متضادة على خلفية داكنة، واستكشف خلالها المواضيع المتأصلة في النفس الإنسانية.
وفي تسعينيات القرن الماضي فضّل الدكتور السيد الاعتماد على ألوان أكثر إشراقًا، واستلهام مواضيع من الطبيعة المحيطة به في إمارة الشارقة والتي كان يسميها بيته الثاني.
وقدم الفنان مجموعة "رسالة حب إلى الشارقة" تضمنت لوحات بالألوان المائية لمناظر لها مكانة تاريخية وتراثية وجمالية.
ولم يمنعه هذا من متابعة القضية الفلسطينية، لتتحدث ريشاته عن الأحداث السياسية والتي شملت الانتفاضة واتفاقية السلام من خلال عمل "غزة-أريحا"، كما نتجت سلسلة "تحولات الطبيعة" من محاولته للابتعاد عن الصراعات السياسية وخيبات الأمل.
ونظم أول معرض للفنان عبدالكريم السيد، في جمعية الإمارات للفنون التشكيلية في الشارقة عام 1987، كما كان عضوًا مؤسسًا في كل من جمعية الإمارات للفنون التشكيلية ومجموعة الجدار.
وتولى العمل كعضو لجنة تحكيم في العديد من الفعاليات على المستويين المحلي والعربي، وكتب عددًا كبيرًا من المقالات التحليلية الفنية والمواضيع النقدية للمجلات والصحف، وألف أربعة كتب عن المشهد الفني في الإمارات.