حازم حسني: نظام السيسي لا يملك الذكاء للخروج من فخ ترامب
أوضح حازم حسني، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، تأثير فوز الجمهوري دونالد ترامب، في انتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2016، على مصر في الفترة القادمة.
وذكر "حسني" في تدوينة بعنوان: "عن ترامب وأثر فوزه علينا فى مصر"، أسباب نجاح ترامب في الانتخابات الرئاسية على عكس ماتوقعه الكثيرون من مؤيدي منافسته هيلاري كلينتون.
يقول "حسني" عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "لم أشأ التعليق على الانتخابات الأمريكية طيلة الشهور الماضية حتى لا أجعل من شخصى المتواضع موضوعاً لسخرية من يكرهون مواجهة الواقع، دون ادعاء لأى حكمة بأثر رجعى، فقد كان واضحاً منذ البداية أن أكثرية الناس عندنا - وربما فى كل أنحاء العالم - قد وقعت فى فخ التفكير بالتمنى، فانحازت فى توقعاتها لما ترغب فى أن يكون لا لما هو كائن، ولما سيحقق مصالحها لا لما يعبر عن الواقع الأمريكى!".
وتابع: "أكثر النخب السياسية والثقافية عندنا - وعند غيرنا - توقعت فوز هيلاري كلينتون بناءً على حسابات النخبة التى لم تقبل بأن ينحرف منطق التفكير لدى الناخب الأمريكى عن منطق تفكير النخب السياسية والثقافية بمن فى ذلك النخب الأمريكية ... لكن المتابع للحملة الانتخابية كان يرى بوضوح أن ترامب وهو يطيح بمنافسيه الجمهوريين واحداً بعد الآخر إنما كان يعلن للنخب أن الرجل يعبر بصدق ودون تكلف عن مزاجية المواطن الأمريكى، بل ومنطق تفكيره فى الأمور، ضد المزاجية النخبوية والمنطق النخبوى!".
وأضاف: "لم أفاجأ أو أندهش من فوز ترمب بالرئاسة الأمريكية، بل ربما كنت سأتفاجأ لو أن هيلارى كلينتون هى التى فازت، رغم كل أوراق القوة التى تمتلكها هيلارى كلينتون بالمنطق النخبوى الذى ظل هو ميزان النخبة فى المفاضلة النسبية بين المرشحين، لم تدرك النخب - فى مصر وفى غيرها - أننا نعيش عصراً لا تحكمه معايير التفكير النخبوى، وإنما معايير تفكير عامة الناس ومن والاهم، وأن أقصى ما يمكن للنخب أن تشارك به هو إضافة بعض لمسات من الحكمة لاختيارات الجماهير التى صار لها عقل جمعى يحركها تتسع تدريجياً الفجوة التى تفصل بينه وبين العقل النخبوى، أو العقول النخبوية!".
واستطرد: "عبرت عن بعض هذه التحولات فى كتاب لى صدر منذ سنوات، وقد أعيد طباعة جزء منه، على الرغم من أن هذه التحولات قديمة لكنها مازالت تتفاعل فى المجتمعات الإنسانية كلها منذ أكثر من مائتى عام .... فهم هذه التحولات يبقى أزمة فى مجتمع كمجتمعنا لم يصل بعد لدرجة معقولة من الرشد السياسى والثقافى، ولا من البناء المؤسسى الرشيد، بما يمكن معه التعامل الإيجابى مع سلبيات هذه الاختيارات التى قد تبدو فى عيون النخب - الحاكمة والمحكومة - اختيارات لا علاقة لها بالمنطق.. أو - بتعبير أدق - هى لا علاقة لها بالمنطق النخبوى!".
وواصل: "أتفهم بطبيعة الأحوال أسباب الصدمة التى تلقاها فريق من المصريين يرغب فى التغيير ولم يعد يراه ممكناً مع وجود دونالد ترمب فى الرئاسة الأمريكية، كما أتفهم سر الاحتفال لدى فريق آخر بانتخاب الرجل الذى يراه فى صالح بقاء نظام السيسي، لكن الأمور ليست بهذا البساطة التى تحكم تفكير الفريقين، فكما أن انتخاب ترامب يصب فى مصلحة نظام السيسي ظاهرياً إلا أنه قد يمثل ضغطاً هائلاً عليه من جانب آخر.. واعتقادى أن هذا النظام لا يملك الذكاء الذى يحتاجه من يريد أن يخرج سالماً من براثن هذه التناقضات".
واختتم: "انتخاب ترمب، وما سيترتب عليه من تداعيات ستؤثر علينا حتماً عند تشكيل مسارات المستقبل، هو فرصة للمصريين لإعادة التفكير فى ثوابت كثيرة ظلت تتحكم فى العقل المصرى ومزاجية المصريين - بكل فئاتهم - لزمن طال بأكثر مما تتحمله حركة التاريخ".
وفاز المرشح الجمهوري دونالد ترامب بمنصب رئاسة الولايات المتحدة، أمس الأربعاء، متفوقَا على منافسته الديمقراطية، هيلاري كلينتون، ليصبح الرئيس الـ45 للولايات المتحدة خلفًا للديمقراطي باراك أوباما.
وحسم ترامب الانتخابات الرئاسية بعد حصوله على 274 صوتًا من المجمع الانتخابي، بينما كان في حاجة إلى 270 صوتًا، ليصبح الرئيس الخامس والأربعين خلفًا للديمقراطي باراك أوباما.