في ظل غياب المعايير المهنية.. إعلاميون: العشوائية عنوان ماسبيرو
هناك على ضفاف نهر النيل يقع مبنى عريق أطلقوا عليه اسم "ماسبيرو"، ليكن مِنبرا للإعلام، فى الطابق الثامن من أدوراه يقع مكتب رئيس الاتحاد، قدم لنا الكثير من القامات الإعلامية التى لم ولن ينساها المشاهد المصرى على مدار السنين.
فالإعلاميون يرون أن إعلام الدولة المصري يسير وفق عشوائية وأهواء شخصية، ولا يلتزم أحد بمعاييره المهنية، ففي السنوات الأخيرة احتوى ماسبيرو على مشاكل وترهل مالي وإداري كبير أدخله غرفة الإنعاش، ولكن ليس معنى ذلك أنه سيموت.. "فالعملاق يمرض ولا يموت".
فهل يعمل إعلام الدولة وفق قواعد مهنية تجعله يسترد مكانته مرة أخرى، أم يسير فى طرق منعرجة تقضى عليه؟ أسئلة طرحتها مصر العربية خلال هذا التقرير الذى يعتبر أحد التقارير في ملف "إعلام الدولة في مصر"، الذي تفتحه "مصر العربية"، في محاولة لاستطلاع واقع هذا الإعلام، واستشراف آفاق مستقبله، خاصة بعدما تعالت أصوات تعتبر هذا الإعلام بمثابة "خيل الحكومة" العجوز، الذي لا يستحق سوى "رصاصة الرحمة".
“إعلام الدولة يعمل بعشوائية وفق الأهواء الشخصية" بهذه العبارة عبر المخرج محمد عليوة عن استيائه الشديد للحالة التى وصل لها المبنى فى الوقت الحالى..
وتابع"القيادات فى ماسبيرو لا يقدمون أى شيء فى صالح العمل، وعندما نطلب منهم استخراج تصريحات للتصوير ومخاطبة الشئون المعنوية، يقولون لا نستطيع أن نطلب منهم شيئا، وعندما يحتاجون هم سوف يبلغوننا".
وأوضح ماسبيرو به قواعد مهنية ولائحات قانونية، ولكن لا يسير عليها أحد نهائيًا، والعمل به يرجع لمزاج القيادات فقط، ونحن نحتاج لتشريعات إعلامية جديدة وصحيحة تحدد دور القيادات فى المبنى.
مؤكدًا الاستفادة من القنوات الإقليمية والمحلية من الممكن أن تكون تاريخية ولكن يجب الاهتمام بها، وعليها أن تهتم بالجانب الاجتماعى والخدمى للجمهور، لأنها فى الأساس تخدم المواطن.
فعندما كنا نتحدث عن الصحافة الورقية وطرق تطويها ظهر لها من الجهة الأخرى الصحافة الإلكترونية، وعلينا الآن الاهتمام بالإعلام الرقمى لأنه مستقبل الإعلام فى المرحلة القادمة.
ومن جانبه قال الخبير الإعلامى محمود عبدالسميع المستشار الإعلامى لرئيس التلفزيون، إن ماسبيرو به قواعد مهنية ومعايير لابد أن يتم تطويرها فى الفترة القادمة ليستطيع منافسة كل الكيانات الأخرى.
وأكد الإعلامى حمدي الكنيسى نقيب الإعلاميين تحت التأسيس أنّ هناك حالة تراجع كبيرة يعاني منها ماسبيرو نتيجة خطأ كبير تمثل في عدم وجود مجلس أمناء لإتحاد الإذاعة والتلفزيون علي مدار 6 سنوات رغم أنَّ هذا المجلس يمثل العقل والفكر للمبني.. مضيفاً "الآن تم تشكيل مجلس أمناء كما تم تشكيل لجنة لتقييم الأداء أشرف برئاستها وتقوم حاليا بمتابعة البرامج لتحديد ما يصلح منها للاستمرار".
وتابع "ماسبيرو لديها من الإمكانيات الفنية والبشرية والمادية ممثلة في الاستوديوهات ما يجعلها قادرة على استعادة مجدها ولكن المشكلة تكمن في الإدارة التى تعتبر مفتاح النجاح أو الفشل.
وتابع "نحتاج إلى وزير إعلام ولكن بمفهوم جديد يختلف عن وزراء الإعلام السابقين ويكون أقرب ما يكون إلي وزير الإرشاد ويضع استراتيجية قابلة للتنفيذ وينسق تمامًا مع وزارة الخارجية في الوجود الإعلامي الخارجي".. موضحًا أن استراتيجية الإعلام يجب أن ترتكز علي جزءين هما التمهيد ثم التفسير".
وأضاف "غياب منصب وزير الإعلام كان له تأثيره السلبي بكل تأكيد على الإعلام الرسمي رغم أنه لا يمكن وجوده فى هذا التوقيت لأن الناس لن تتقبله وأنا شخصيا لا أمانع في عودته".
وأرجع انهيار إعلام الدولة إلى هجرة كل الكوادر الجيدة التي كانت في مبني ماسبيرو.. وتساءل.. كم فرداً من الشعب يشاهد القنوات الرسمية الآن؟
موضحة أن الهزة التي ضربت الإعلام الرسمي بعد ثورة 25 يناير لم تعالج إلى الآن وفي كل العالم هناك قنوات "تخدّم" علي الدولة وتكون مصدراً للثقة.
ومن ناحية أخرى أكد مصدر رفض ذكر اسمه أن ماسبيرو يسير بـ"البركة" فلا توجد خطة أساسية للبرامج والضيوف، والواضح للجميع أنه لا يلتزم بالقواعد المهنية للإعلام، وفى غالبية الأحيان ليس محايد، فالعشوائية عنوان له.
وتابع إن التزمت جميع قيادات ماسبيرو والعاملين به بالقواعد المهنية سوف يخرج ماسبيرو من غرفة الإنعاش إلى الطريق السليم، ويصبح منيرًا للإعلام مرة أخرى.